كان نادى الزمالك فى أشد الحاجة لبطولة فى ليلة العيد يعوض بها الإخفاق فى الدورى والخروج من الكونفدرالية التى يحمل لقبها.. وكان أخشى ما تخشاه الجماهير الهدايا المعتادة فى الأعياد.. ومن الصعب أن يعود أربعون ألف مشجع إلى منازلهم مكسورى الخاطر.. لهذا ولدت بطولة كأس مصر من رحم المعاناة لتعيد التوازن المفقود منذ قدوم المجلس الحالى الذى حمل على عاتقه مسئولية اخفاق عقد من الانكسارات بجانب ديون متراكمة حصاد تعاقدات فاشلة مع لاعبين أجانب حملوا خزينة النادى أكثر من 5 ملايين دولار يكفى أن يكون بينهم المغربى خالد بوطيب الذى «لهف» 2 مليون و300 ألف دولار مقابل أيام معدودة قضاها مع الفريق بجانب آخرين وحقوق مدربين اشتكوا «للفيفا» ومازال المجلس يسدد الفواتير المفتوحة وآخرها مستحقات الفلسطينى حمد الذى لجأ هو الآخر للاتحاد الدولى للحصول على مستحقاته المتأخرة. بطولة الكأس أعادت الروح من جديد لتكون الشمعة التى أضاءت النفق المظلم الخالى تماما من كل البطولات الجماعية وكان الزمالك ملقبا بملوك الصالات.. ويمكن أن تكون البطولة التى ختم بها النادى نشاطه هذا الموسم فاتحة خير لإعادة الروح ليس لكرة القدم وإنما للسلة والطائرة وكرة اليد التى كان البطل المتوج بها لعدة سنوات متفوقا على الأهلى الذى اعتلى عرش اللعبة محليا وقاريا على حساب الأبيض. المجلس أمام تحد حقيقى يشبه إلى حد كبير المأزق الذى واجهه الإسماعيلى بالهبوط لولا بقاؤه بقرار «فوقي». حسين لبيب ورفاقه مطالبون بسرعة إنهاء أزمة القيد الأخيرة والتعاقد مع صفقات سوبر وليس مهمًا من أين يأتى بالمبالغ المالية التى تحتاجها الصفقات لأن الجماهير لن تتحمل تراجعا جديدا بعدما تقهقر إلى المركز الثالث ولم يعد قادرا على احتلال المركز الثانى الذى احتله بيراميدز ليأخذ مكانه فى دورى الأبطال واكتفى الأبيض بالكونفدرالية البطولة الفقيرة التى لا يشارك فيها غير الفقراء فنيا وماليا ومع ذلك خرج هذا العام من دور الثمانية. وأعتقد أن لدى الزمالك رموزا كثيرة تملك من الأفكار والإمكانيات ما يساعد الإدارة على إبرام الصفقات المؤثر كيفًا وليس كمًا فاذا نجحت الإدارة فى التعاقد مع خمسة نجوم من العيار الثقيل فى المراكز الشاغرة فسيكون النادى قادرا على العودة للمنافسة على البطولات من جديد، ومن المؤكد أن المجلس تعلم من أخطاء الانتقالات الثلاثة التى أهدر فيها أرقاما فلكية من خلال أكثر من ثلاثين لاعبا لم يكن بينهم من يستحق الذكر غير عبدالله السعيد «39 عاما»، ومحمد الشحات وبن تايك وناصر ماهر وأصبح محتما على الإدارة تحديد العناصر المطلوبة وسرعة إبرام الصفقات وتجهيز المبالغ المستحقة للاعبين المرشحين للخروج بشرط أن يحصل على المقابل المادى الذى يسدد مستحقاتهم على الأقل من خلال الدعم أو صفقات تبادلية مع الأندية الأخرى وأرجو أن يكون العام القادم عام انتهاء الأزمات فى البيت الأبيض ليس على مستوى الكرة فقط وانما كل الألعاب الخاسرة هذا الموسم.. شكرا لهدية العيد التى أسعدت الملايين فى الداخل والخارج.