فى صحراء الغردقة وداخل مقبرة جماعية لمجهولى الهوية ترقد، جثامين وأشلاء نحو 147 من الضحايا، بعد فشل المسؤولين والأهالى فى التعرف على هوياتهم بعد أن تغيرت ملامحهم من بقائهم فى مياه البحر الأحمر والتهام الأسماك أجزاء منهم. وفى هذه المقبرة لا فاتحة تقرأ، ترحماً على أرواحهم، ولا ورود توضع بجوار مقبرتهم ولا شموع تضاء فى حفل تأبين لهم، أى أن المسؤولين تجاهلوهم مرتين، الأولى فى التقاعس عن إنقاذهم وقت الحادث والثانية فى مماتهم. هذا ما دعا محمد حمدية - عضو المجلس المحلى للبحر الأحمر لمطالبة وزارة النقل ومحافظة البحر الأحمر بإقامة نصب تذكارى بجوار المقبرة وكتابة أسماء من لم يتم العثور عليه وإنارة المنطقة التى توجد بها المقبرة وتشجيرها، أسوة بما تم مع ضحايا طائرة شرم الشيخ، حتى لا تخفى الرمال معالم المقبرة وتتوه كما تاهت الحقيقة فى غرق العبارة. أما طارق شرف الدين، الذى فقد أسرته وأطفاله فى العبارة ولم يتم العثور عليهم، فيطالب المسؤولين بإجراء تحليل الحامض النووى لمجهولى الهوية من الجثث المدفونة بالمقبرة الجماعية، للتعرف على هوياتهم وحتى يكون لكل واحد منهم مقبرة يكتب عليها اسمه ويزوره أهلها ويقرأون له الفاتحة بدلاً من أن تعاقبهم الدولة مرتين فى حياتهم ومماتهم. محمد رفيع، عضو مجلس محلى البحر الأحمر، يكشف عن أن جميع التوصيات والقرارات، التى صدرت عقب الحادث، الخاصة بإنشاء ثلاجات جديدة لحفظ جثث الموتى، بدلاً من سيارات ومبردات الفاكهة والخضراوات التى تم حفظ جثث ضحايا العبارة فيها لم يتم منها شىء ولم يحدث أى تطوير بمستشفيات سفاجا والغردقة، ولم يتم دعم مرفق الإسعاف بسيارات جديدة وكأن الحادث لم يقع وينتظر المسؤولون حادثاً وكارثة أخرى للتحرك. المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، علق على الآراء التى تطالب بإقامة نصب تذكارى لشهداء العبارة والاهتمام بالمقبرة الجماعية بأنه على استعداد لإقامة نصب تذكارى بجوار المقبرة الجماعية، على نفقة المحافظة وإنارة المنطقة وتشجيرها ورصف الطريق المؤدى إليها مشيراً إلى أن هؤلاء الضحايا من بسطاء الوطن، لا أحد يمكنه نسيانهم أو تجاهلهم فى مقبرتهم.