نجح فريق من الخبراء ، التابعين للمنظمة البحرية الدولية أمس في انتشال الصندوق الأسود الخاص بالعبارة المصرية السلام 98 ، التي غرقت في البحر الأحمر قبل أكثر من أسبوعين وعلى متنها 1400 شخص ، لقي أكثر من ألف منهم حتفهم ، ويتوقع المحققون أن يؤدي الإطلاع على تسجيلات الصندوق إلى معرفة المزيد من المعلومات عن العبارة واتجاهها وحالة الطقس وتسليط الضوء على سبب غرق العبارة. وذكرت وزارة النقل ، في بيان لها ، أنه تم العثور على كبسولة جهاز "الفى دى أر"الخاص بالعبارة "السلام 98" والمعروف بالصندوق الأسود وتم تشميعه استعدادا لنقله الى مقر الشركة المصنعة في العاصمة البريطانية "لندن" لفك شفرته وتحليل بياناته. وأضاف البيان أنه تم الاستعانة بفريق من خبراء المنظمة البحرية الدولية "أى أم أو" والمزود بأحدث المعدات المتطورة عالميا حيث قام الفريق بتحديد موقع غرق السفينة على عمق 800 متر. وقال شهود عيان وضباط نجوا من الحادث إن حريقا اندلع في مرأب السيارات في العبارة بعد فترة قصيرة من إبحارها من ضبا ، ولكنهم لم يتمكنوا من تفسير سبب استمرار العبارة في الإبحار في البحر الأحمر لعدة ساعات بعد اندلاع النار ولماذا لم يجل الطاقم إلا عددا صغيرا من الركاب. وأدت هذه الكارثة إلى تصاعد انتقادات واسعة للشركة والحكومة التي اتهمت بالبطء الشديد في التعامل مع الأمر والتقاعس عن تنفيذ قواعد السلامة. من ناحية أخرى ، استقبل مستشفى الغردقة العام صباح أمس إحدى الجثث المجهولة والتي لم يتم التعرف عليها من ضحايا العبارة المنكوبة "السلام 98" وذلك بعد أن تم انتشالها وتسليمها لمستشفى الطور بمحافظة جنوبسيناء منذ أسبوعين. وأكد مصدر طبي بالمستشفى العام بالغردقة بأنه ينتظر أن يصدر اليوم قرار من المستشار المحامى العام بالبحر الأحمر بدفن الجثة بالمقبرة الجماعية التي أقيمت بمدافن الشهداء بالغردقة وإقامة صلاة الجنازة عليها ليرتفع بذلك عدد الشهداء من ضحايا العبارة الذين تم دفنهم بالغردقة إلى 60 شهيدا.