شهدت محطة مصر، أمس الأول، حالة من الارتباك والزحام الشديدين بعد إعلان الهيئة عن توقف حركة القطارات وإصابتها بالشلل التام، بسبب إضراب عمال وفنيى الإشارات بالهيئة عن العمل لمدة 3 ساعات، احتجاجاً على تجاهل مطالبهم بصرف حافز الإثابة، وإضافته على الراتب الأساسى. وسادت حالة من الغضب بين المواطنين، بسبب تأخر موعد قيام القطارات وتعطل مصالحهم، الأمر الذى وصفوه بالتهاون والفساد داخل الهيئة، خصوصاً أن الإضراب هو الثانى خلال أسبوع. قال أحمد فتحى، مهندس «بادرت منذ نحو أسبوع بالحجز فى القطار رقم 991، القادم من سوهاج إلى القاهرة، لأداء مأمورية عمل للشركة التى أعمل بها، ولأننى نادراً ما أزور القاهرة أخبرت جميع أهلى وأقاربى المقيمين فيها بموعد وصول القطار لمحطة مصر، فى تمام الحادية عشرة والنصف صباحاً، لكننى والركاب فوجئنا بتوقف القطار بعد مغادرته محطة الجيزة بنحو 5 دقائق، وبسؤالنا الكمسارى عن سبب ذلك قال: «النهارده فيه إضراب والقطار مش هيتحرك أكتر من كده». وتابع: «انتظرت والركاب نحو ساعة كاملة داخل القطار على أمل أن يقلع بنا، بعد أن توقف فى منطقة مهجورة بين الجيزة وإمبابة، لا توجد بها أرصفة، وعندما يئسنا من إقلاع القطار، بدأ القلق يسود بين الركاب، خصوصاً السيدات والأطفال، الذين تعالت صرخاتهم وبكاؤهم، ثم أجبرنا الكمسرى على مغادرة القطار وإخلائه تماماً، فأخذ الركاب يتعاون كل مع الآخر لإنزال الحقائب والأمتعة، وكبار السن، ممن عجزوا عن القفز من باب القطار إلى الأرض على القضبان مباشرة». وأضاف: «بادرت بالاتصالا بأهلى، الذين ظلوا فى انتظار على رصيف محطة مصر نحو 3 ساعات، وأخبرتهم بما حدث، فنصحونى باستقلال تاكسى، لنقلى وأمتعتى لمحطة مصر، وبسبب تدافع ركاب القطار استغل سائقو التاكسيات الموقف ورفعوا سعر الأجرة إلى 30 جنيهاً، من إمبابة لمحطة مصر». أما بسمة الرفاعى، طالبة بأحد المعاهد العليا فقالت: «منذ نحو ساعتين وأنا انتظر قدوم القطار الذى اعتدت استقلاله لمحطة بركة السبع يومياً، فى أيام الامتحانات، لكنه تأخر عن موعد وصوله بسبب الإضراب، فبادرت وزميلاتى باستقلال ميكروباص بديل، لكننى فوجئت بمضاعفة السائقين الأجرة، ولم يكن معى وقتها ما يكفى فبادرت بالاتصال بأحد أقاربى فى القاهرة، للاقتراض منه، لكننى فشلت فى الوصول إليه وسط هذا الزحام، ولم يعد أمامى بديل سوى الانتظار، لحين وصول القطار». واضطر عدد من الركاب إلى ارجاع التذاكر بعد أن فقدوا الأمل فى فض الإضراب، وأعربوا عن تخوفهم من أن يستمر الإضراب حتى الساعات الأولى من الليل كما حدث الأسبوع الماضى. وأضافت سعاد توفيق، 52 عاماً: «للمرة الثانية خلال نفس الأسبوع وأنا أتعرض للتأخير عن منزلى بسبب توقف القطارات، فقد اعتدت استقلال القطار من القاهرة إلى الإسكندرية، لحضور اجتماعات دورية بمقر الشركة الرئيسى بالقاهرة، لكن الهيئة تحملنا مسؤولية ما بها من فساد». وعلى الجانب الاخر اضطرت وزارة النقل والمواصلات إلى الاستعانة بأتوبيسات الشركة القابضة لغرب ووسط القاهرة والوجه القبلى للرحلات، وبعض الأتوبيسات التابعة لشركات الرحلات الخاصة، لتخفيف الزحام داخل المحطة، بعد أن أعلنت لجميع المواطنين، عن إمكانية استعانتهم بهذه المركبات حتى لا تتعطل مصالحهم. وقال مسؤول بإحدى شركات النقل البرى: «استدعتنا وزارة النقل، لنقل موقف الأتوبيسات من «عبود» وجراج الزيتون إلى موقف أحمد حلمى لنقل الركاب، لجميع المحافظات، وبالفعل تكدس الركاب حول الأتوبيسات بمجرد وصولها إلى موقف أحمد حلمى الأمر الذى أجبرنا على الاستعانة بسيارات احتياطية نستخدمها خلال فترات الصيف والإجازات». وأضاف فتحى القاضى، تاجر أدوات صحية من شبين الكوم، إن إضراب السكة الحديد تسبب فى حدوث أزمة ليس فقط فى القطارات بل فى أتوبيسات «السوبر جيت»، فعلى الرغم من أننى بادرت بحجز تذكرة السفر منذ يومين، فإننى لم أجد مكاناً لى فى الأتوبيس، مما أجبرنى على الانتظار لمدة 3 ساعات، حتى انخفضت حدة التكدس على الأتوبيسات بعد انتهاء الإضراب.