عقد المهندس عمر البقرى، مساعد وزير النقل، اجتماعاً موسعاً أمس، مع المهندس محمود سامى، رئيس هيئة السكة الحديد، لبحث توفير اعتمادات من الميزانية لصرفها لعمال وفنيى الحركة ومراقبى البرج وعمال المناورة بهيئة السكك الحديدية، بعد الإضراب الشامل الذى قاموا به أمس الأول، وتعطيل الإشارات وتحويل لونها إلى الأحمر، مما تسبب فى توقف حركة القطارات لمدة 4 ساعات. كان المهندس محمد منصور، وزير النقل، عقد اجتماعاً موسعاً، حضره المهندس محمود سامى، رئيس الهيئة، لدراسة مطالب العاملين والنظر فى إمكان تطبيقها، حيث وعد بالعمل على تحقيقها. على الجانب الآخر، عقدت قيادات أمن الدولة اجتماعاً موسعاً مع 7 عمال نيابة عن بقية العمال فى حضور ممثلى نقابة عمال السكة الحديد، والمهندسين هانى حجاب ويحيى إبراهيم ممثلين عن الهيئة للوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة لصرف المطالب، دون التعرض لتعطيل مرفق السكة الحديد مرة أخرى. وأكد المهندس محمود سامى، رئيس هيئة السكة الحديد، أن الهيئة لا ترفض مطالب، لكن لابد أن تكون من خلال القنوات الشرعية، وأن تكون مدرجة فى ميزانية السكة الحديد للعام المالى الجارى، مشيراً إلى أن الهيئة عقدت عدة اجتماعات مع النواب لبحث توفير اعتمادات مالية من ميزانية الهيئة، مع وعد بتوفير باقى الطلبات الشرعية مع العام المالى المقبل 2009/2010، والتى بدأت القطاعات فى رصدها كل وفقاً لاحتياجاته. يذكر أن مطالب العاملين تمثلت فى زيادة حافز طبيعة العمل من 70٪ إلى 90٪ أسوة بالسائقين، والمطالبة ببدل يوم عمل بقيمة عشرة جنيهات، وزيادة الحافز المميز من 75 جنيهاً إلى 400 جنيه، فضلاً عن زيادة بدل السكن من 10٪ إلى 50٪، وزيادة الإضافى من 20 جنيهاً إلى 100 جنيه لليوم. وأكد عمال المراقبة والمناورة أنهم سيعودون للإضراب مرة أخرى اليوم فى حالة عدم تلبية مسؤولى الهيئة مطالبهم. فى سياق متصل، كشف تقرير المتابعة اليومى أن خسائر الهيئة من الإيرادات نتيجة إضراب السائقين الأسبوع الماضى وعمال الإشارة تجاوزت مليونى جنيه فى 6 ساعات فقط. من جانبه، قال محمد البدرى، رئيس رابطة ملاحظى الأبراج: «لجأنا إلى الإضراب بعد أن فاض الكيل بنا ولم يستجب أحد من المسؤولين بالهيئة إلى مطالبنا، واعتصمنا أمام مكتب المهندس محمود سامى، رئيس الهيئة، منذ عدة أيام، إلا أنه رفض مقابلتنا، ثم وعدنا المهندس هانى حجاب، رئيس قطاع البنية الأساسية بالنظر فى مطالبنا، لكن لم يتحرك أحد من المسؤولين على الرغم من أن ملاحظ البلوك تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة، لأنه مسؤول عن سير حركة القطارات وتأمين سلامة الركاب». وطالب البدرى بصرف يوم العمل وإضافته إلى الراتب الأساسى، الذى لم يتم صرفه منذ 26 عاماً، مؤكداً أن عدم تنفيذ الهيئة مطالب عمال الإشارات، سيصيبهم بالإحباط ويجعلهم غير مهيئين لأداء واجباتهم على أكمل وجه مما يؤدى إلى وقوع حوادث. وتقدم رمضان الجندى، رئيس النقابة العامة للسكة الحديد، بمذكرة، أمس الأول، إلى المهندس محمد لطفى منصور، وزير النقل، يطلب فيها تحقيق مطالب السائقين وعمال الإشارات لتفادى وقوع اعتصامات لعمال السكة الحديد، كما شدد على العمال بعدم اللجوء مرة أخرى إلى الاعتصامات لتنفيذ مطالبهم وعدم تعطيل مصالح الجمهور. إلى ذلك، فرضت أجهزة الأمن حظر التجوال داخل محطة قطار دمياط فى أعقاب الإغلان عن بدء الإضراب، حيث قام رجال المباحث بإيقاف أى مواطن داخل المحطة والتأكد من بطاقة إثبات شخصيته، كما بدت المحطة خاوية تماماً من المواطنين الذين قرروا مقاطعة القطارات خوفاً من حالة الارتباك التى تشهدها محطة القطارات حالياً، بسبب الإضراب. ونفى السيد البنا، مدير محطة دمياط، عدم قيام أى عامل أو فنى بمحطة دمياط بإضراب، مشيراً إلى أن هناك قنوات أخرى للمطالبة بالحقوق المالية، رافضاً الإضراب بحجة الإضرار بالمواطنين ومصالحهم. وفى الإسماعيلية، أكد هلال محمد، مدير إدارة محطة السكة الحديد بالمحافظة، أن إضراب «عمال الإشارات» لم يؤثر على سير العمل بالمحطة، وأن جميع القطارات تحركت فى موعدها من الإسماعيلية للمحافظات الأخرى. وشهدت محطات الغربية حالة من الفوضى على خلفية الإضراب، واستدعت مديرية المرور بالمحلة الكبرى العديد من سيارات الأجرة وأتوبيسات النقل العام للوقوف أمام المحطة، منعاً لتجمهر الركاب.