هل كل عام ونحن بخير؟، حقاً فالقلب يدمى نساء غزة يستنجدن، أطفالهم فزعون، الرجال يبكون وهم يحملون شهداءهم ويخلون جرحاهم! الآلة العسكرية الغاشمة تدور تقصف تدمر الشعب الفلسطينى، بينما الآلة العربية تطنطن تشجب وتدين، فضيحة أن نعول على غير العرب فى نصرة هذا الشعب البطل، أفيقوا يا عرب.. هذه الصرخة تدعونا أن نذكر ما حدث فى زمن المعتصم مع تباين المواقف والفعل ورد الفعل.. استغل الروم انشغال الخليفة المعتصم فى القضاء على فتنة، وجهزوا جيشاً ضخماً قاده ملكهم لمهاجمة شمال الشام والجزيرة، واستولوا على عدة مدن تقع على الثغور، وقتلوا من بداخل حصونها من الرجال، وسبوا من المسلمات فيما قيل أكثر من ألف امرأة، وصلت الأنباء المروعة إلى الخليفة، وحكى الهاربون الفظائع التى ارتكبها الروم مع السكان العزل وقال له رجل: كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة تساوم روميا فى سلعة وحاول أن يتغفلها فأغلظت له، فلطمها على وجهها لطمة فصرخت فى لهفة ، واااااااااامعتصماه فقال الرومى: وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بى؟ فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية، وضرب حولها حصاراً دام نصف عامً وأمر جنوده بأن يرموا الحصون رميا متتابعاً بالمنجانيق، ففعلوا فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية، فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها هل أجابك المعتصم، قالت نعم، فلما استقدم الرجل قالت له هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك، قال لها المعتصم قولى فيه قولك، فقالت: أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبى من المجد أنك ثأرت لى، وبحسبى من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لى أمير المؤمنين فى أن أعفو عنه وأدع مالى له، هذا هو مجد أمتنا الحقة عسانا أن نفيق. دكتورة أمينة الغمرى مستشار إقليمى بمنظمة الصحة العالمية سابقاً [email protected]