انتقدت صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية فى عددها الصادر أمس، المعارضة الحادة للتعاون الثقافى والفنى بين مصر وإسرائيل على الرغم من توقيع اتفاقية السلام بين البلدين منذ 1979، وقال جيفرى فليشمان فى تقرير بالصحيفة إن ذلك الرفض هو ما جعل الكاتب على سالم يعانى كثيراً ولا يجد مكاناً يعرض فيه أعماله المسرحية، كما هاجمه المثقفون المصريون ويرفض اتحاد الكتاب دفع معاشه التقاعدى. وخلال لقاء مع الصحيفة دافع على سالم عن قبوله السفر إلى إسرائيل وتكوين صداقات مع إسرائيليين. وقال إن «السلام هو الفكرة الصحيحة» لكن المثقفين المصريين لا يستطيعون التخلص «من مخاوفهم القديمة» ولايزالون يعتقدون أن إسرائيل والولايات المتحدة ستؤثران بشكل سيئ علينا. وقال فليشمان إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تثير الفنانين والمثقفين المصريين وتزعجهم كما لو كانت قطعة من الزجاج تحت الجلد، وأغلبهم لا يقبلها نهائياً، وأولئك الذين قبلوا التطبيع خفتت أصواتهم بسبب الانتقادات والإدنات. مشيراً إلى وجود اختلافات فى درج رفض التطبيع الثقافى فالبعض يرفض أى تقدم نحو إسرائيل لإقامة علاقات ثقافية إلا بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية، وآخرون يؤيدون سلاماً محدوداً. ونقل فليشمان عن الكاتب المصرى جمال الغيطانى رفضه الشديد للتطبيع الثقافى بين مصر وإسرائيل لأنه «لا يمكن أن يكون مثمراً إلا إذا حققت إسرائيل السلام على الأرض فعلياً، وتساءل الغيطانى «كيف يمكننى أن أطبق السلام، بينما إسرائيل تعتمد على قوتها العسكرية وتبنى الأسوار والمستوطنات وتظل تطرد الفلسطينيين خارج وطنهم؟». ومن جانب آخر، أشار الكاتب إلى المخرجة نادية كامل التى أصبحت هدفاً للكتابات والانتقادات بعما ركزت فى فيلمها الأخير على الأصول اليهودية، لأمها، واعتبرها بعض المهاجمين تدعو للتطبيع مع إسرائيل. وانتقد أيضاً وقف عضوية مغنى الأوبرا المصرى جابر بلتاجى فى نقابة الموسيقيين بعدما شارك فى إحياء الذكرى المئوية لإنشاء المعبد اليهودى فى القاهرة، ناقلاً عن بلتاجى قوله إن «المعبد مصنف رسمياً على أنه أثر مصرى»، وبالتالى فهو لم يخطئ فى شىء حين غنى هناك. وأشار إلى الهجوم الأخير التى شنته وسائل إعلامية مصرية مختلفة على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى ومطالبته بالاستقالة بعد مصافحته الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز خلال مشاركته فى مؤتمر دولى عن الأديان.