أثارت الطريقة التى اتبعها التليفزيون المصرى فى تغطية حادث قطار العياط مساء أمس الأول، جدلاً فى الأوساط الإعلامية، واتهم عدد من الخبراء، التليفزيون، بالتعتيم على الأرقام الحقيقية للقتلى والمصابين، بسبب الاعتبارات الخاصة التى تحكمه، ويبث الأنباء فى ضوئها، فيما تبث وسائل الإعلام الخاصة الحقائق دون حسابات. دافع عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون، عن هذه الاتهامات بقوله: «تغطيتنا للحادث كانت فى إطارها الطبيعى، وقد تعاملنا معه باعتباره حادثاً كبيراً، لكنه ليس كارثة قومية، وقد أوفدنا مراسلين من كل قناة بثت الخبر، أى أن عدد المراسلين فى موقع الحادث تراوح بين 4 و6 مراسلين، إلى جانب 5 كاميرات، ووحدة إذاعة خارجية، كما حرصنا على بث المعلومات الدقيقة بشكل مستمر، وبمجرد وقوع الحادث تم بث الخبر على شريط الأخبار، ثم قطعنا الإرسال لبث أهم الأنباء، وتم تخصيص مساحة كافية جداً للحادث فى نشرة التاسعة على القناة الأولى. وأضاف المناوى: «يجب أن نضع فى الاعتبار طبيعة كل قناة، فتغطية القناة الأولى بالتأكيد مختلفة عن قناة النيل للأخبار، لأن الأخيرة بطبيعتها قناة إخبارية، مشيراً إلى أن هذا الحادث بالتحديد حظى بتسليط أضواء وسائل الإعلام الخاصة، نظراً لقرب موقعه من مدينة 6 أكتوبر، حيث توجد استوديوهات القنوات الخاصة، ونظراً لتوقيت حدوثه، لافتاً إلى أنه إذا وقع فى ساعات متأخرة من الليل، أو على طريق صحراوى بعيد عن القاهرة لما حظى بهذه التغطية، وفى هذه الحالة سيعرفه المشاهدون عن طريق نشرات أخبار التليفزيون المصرى. وعلق الدكتور حسن عماد مكاوى، أستاذ الإعلام فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، على التغطية بقوله: «كانت هناك مبادرة سريعة من التليفزيون لتغطية الحادث، لكن التعتيم كان واضحاً فى كيفية التغطية، كما أن المواطنين شعروا بتضارب واضح فى أعداد القتلى والمصابين حسب تغطية كل قناة، ولذلك يجب أن يكون هناك شخص مسؤول من هيئة السكك الحديدية تكون مهمته إصدار البيانات الصحيحة لمنع التضارب، فلا يصح أن تحصل القنوات على معلوماتها من مواطنين عاديين، لأنهم يهولون الأمور أحياناً». واعتبر الإعلامى طارق حبيب أن وسائل الإعلام الخاصة نجحت أكثر من التليفزيون فى تغطية الحادث، مستدركاً أن هناك جهداً لا يمكن إنكاره بذله التليفزيون، لكن كان هناك قدر من التعتيم النسبى. وأضاف حبيب: «التليفزيون لا تنقصه الإمكانيات البشرية أو التقنية، لكن تنقصه تعديلات منهجية على سياسة التعامل مع الخبر، وهذا هو سبب تفوق وسائل الإعلام الخاصة فى تغطية الأحداث».