ضرب منتخبا غانا والبرازيل لعشاق الساحرة المستديرة موعداً مع مباراة نهائية تَعِدْ بالكثير من الإثارة والتشويق، حيث تغلب العملاقان بصعوبة بالغة على كل من المجر وكوستاريكا فى ملعب القاهرة الدولى ضمن نصف نهائى كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009. وذكر موقع الفيفا أنه كان من المتوقع أن يعانى المنتخب المجرى أمام نجوم القارة السمراء، نظراً لغياب قائده المتمرس فلاديمير كومان ولاعبين آخرين بسبب الإيقاف، فيما صارع كريستيان نيميث للمشاركة فى المباراة رغم أنه لم يكن فى كامل لياقته وقد استغل الغانيون محنة منافسهم أحسن استغلال، فأحرز دومينيك أدياه هدفه السابع ثم الثامن فى البطولة ليمنح منتخب بلاده التقدم 2 صفر فى الشوط الأول ورغم أن نجوم أوروبا الشرقية قلصوا الفارق مرتين عن طريق ماركو فوتاكس وبالادجى، فإن هدف أبيكو كونساه فى منتصف الشوط الثانى كان حاسماً فى تحديد نتيجة المباراة. وفى المقابل، سجل ألان كارديك هدفه الرابع فى البطولة والثالث فى مرمى كوستاريكا خلال دورة مصر 2009، حيث تأهل منتخب السيليساو على حساب التيكوس فى ثانى مباراة ضمن المربع الذهبى. وجاء الهدف البرازيلى الوحيد فى منتصف الشوط الثانى عندما دخل مهاجم إنترناسيونال بورتو «أليجرى» من الجهة اليسرى لمربع العمليات واستقبل تمريرة محكمة أرسلها بيرتوتشى بيسراه، ليطلق قذيفة صاروخية فى الزاوية البعيدة. وستكون المباراة النهائية لدورة أرض الكنانة نسخة طبق الأصل لتلك التى جمعت بين غانا والبرازيل فى دورة 1993، والتى انتهت بفوز نجوم السامبا 2 1 فى سيدنى، بفضل هدفى يان وجيان. لكن أبطال أفريقيا يعتبرون أنفسهم «أكبر المرشحين» للظفر باللقب هذه المرة، كما جاء على لسان مدربهم سيلاس تيتيه. وقبل انطلاق صافرة بداية نهائى الأحلام، سيلتقى المنتخبان المجرى والكوستاريكى فى مباراة تحديد المركز الثالث بعد ظهر غد «الجمعة» على ملعب القاهرة الدولى كذلك. وأشار تقرير الفيفا إلى أن أجمل أهداف مبارياتى الدور قبل النهائى أنه بينما كان الغانيون متقدمين فى النتيجة 2 1، رمى المجريون بكل ثقلهم بحثاً عن هدف التعادل، لكنهم تركوا مساحات فارغة فى خطهم الخلفى. وهو ما استغله أبطال أفريقيا أفضل استغلال عندما تلقى أدياه كرة فى الجهة اليسرى وقاد هجمة معاكسة سريعة، حيث توغل وسط منطقة دفاع الخصم ومرر الكرة نحو زميله أبوكو أجييمانج، الذى هيأها بدوره على طبق من ذهب لأبيكو كونساه الذى أوقفها بكل ارتياح قبل أن يطلق قذيفة صاروخية بيمناه ارتطمت على إثرها الكرة بالجزء الأسفل من العارضة الأفقية لتستقر داخل شباك الحارس بيتر جولاتشى. وشهدت نهاية مباراة غانا والمجر مفارقات غريبة حيث إنه بينما كان المجريون يذرفون دموع الحسرة على الخسارة بعد الصافرة النهائية، اجتمع لاعبو المنتخب الغانى حول قلب الدفاع دانيال أدو لأداء صلاة جماعية حمداً لله على الفوز والتأهل للنهائى وقد تزامنت هذه اللقطة مع الاحتفال بعيد الشكر فى مختلف أنحاء العالم المسيحى وقد كان التدخل الرائع للحارس البرازيلى رفائيل فى الدقيقة 15 حاسماً فى فوز منتخب السيليساو على كوستاريكا فى موقعة نصف النهائى الثانية. فلولا إبعاد تلك التسديدة التى اعتقد الكل أنها كانت فى طريقها إلى الشباك، لكانت نتيجة المباراة مختلفة تماماً. فقد ارتمى حارس عرين البرازيل بكل جسده على الكرة ليبعدها من أقصى الجهة اليسرى للمرمى إلى الركنية. فوز البرازيل على كوستاريكا يعنى أن أمريكا الجنوبية ستكون ممثلة فى نهائى كأس العالم تحت 20 سنة للمرة 12 من أصل 17 دورة، أى بمعدل حضور بلغ 71 بالمائة. وترجع آخر مباراة نهائية فى غياب نجوم القارة اللاتينية إلى دورة نيجيريا 1999 حيث فازت إسبانيا باللقب على حساب اليابان، بينما شهدت المباريات النهائية فى نسخ 1983 و1995 و1997 مواجهات بين فريقين من أمريكا الجنوبية. من جانبه أكد سيلاس تيتيه مدرب غانا أن فريقه قادر على الفوز بالبطولة وإحراز أول ألقاب القارة السمراء فى هذه البطولة التى انطلقت عام 1977. وقال تيتيه فى تصريحات خاصة لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) الثلاثاء: «أتمنى أن يكون المواطنون فى غانا سعداء بإنجاز منتخب الشباب. أتمنى أن يكون كل مواطن غانى حول العالم سعيداً بمنتخب بلاده للشباب». وأضاف: «أعتقد أنه آن الأوان لأن تفوز أفريقيا باللقب هذه المرة، وقد نجحنا فى الوصول للمباراة النهائية وباتت الفرصة سانحة أمامنا لتحقيق هذا الأمل». وتابع: «هذا الفريق جيد وله مستقبل، كما أن لاعبيه لديهم الإصرار والعزيمة للفوز لذلك فكل الظروف مهيأة». يذكر أن هذه ثالث مرة يصل فيها منتخب غانا للمباراة النهائية فى بطولة العالم للشباب إذ سبق له تحقيق هذا الإنجاز فى مونديال 1993 ومونديال 2001.
