بين أفراح نجوم غانا السوداء وهتافات الجماهير المصرية ودموع نجوم السيليساو شهد استاد القاهرة تتويج أول فريق أفريقي ببطولة كأس العالم للشباب في التاريخ ليكسر النحس الذي طالما لازم المنتخبات الإفريقية التي كانت طرفا في نهائي هذه البطولة 5 مرات، كانت حصة الأسد منها للنجوم الغانية السوداء، أعوام 1993 أمام البرازيل، و2001 أمام الأرجنتين، وأخيرا 2009 أمام البرازيل من جديد. ورفع شباب غانا رؤوس الأفارقة جميعا في البطولة التي نظمتها مصر وأبان شعبها العربي عن كثير من التفاني في تشجيع المنتخب الغاني في المباراة النهائية. وشوهدت أعلام معظم الدول الإفريقية جنبا إلي جنب مع علم غانا، وهي مرفوعة علي مدرجات استاد القاهرة، وسط تشجيع جماهيري إفريقي غير مسبوق للنجوم السوداء. ورغم أن المنتخب الغاني لعب أمام منافس قوي هو المنتخب البرازيلي، واضطر إلي لعب أكثر من نصف المباراة بعشرة لاعبين، بعد طرد اللاعب دانيل أدّو، إلا أن تشكيلة النجوم السوداء أظهرت قدرا كبيرا من النضج التكتيكي، واللياقة البدنية العالية، مما سمح للمنتخب الغاني في النهاية بجر المباراة إلي ركلات الترجيح التي ابتسمت له، معلنة عن أول لقب إفريقي سيكتب التاريخ أنه ولد في القاهرة. حضور جماهيري غير مسبوق وبفضل الجماهير المصرية - حطم المونديال ال17 كل الأرقام القياسية السابقة فيما يتعلق بالحضور الجماهيري لمباريات بطولات كأس العالم للشباب حيث بلغ الرقم القياسي الجديد في هذا المونديال الذي سيبقي طويلا في ذاكرة الساحرة المستديرة مليوناً و295 ألفا و586 متفرجا فيما كان الرقم القياسي السابق والذي تحقق في المونديال ال 16 بكندا مليوناً و195 ألفا و239 متفرجا. ومن المفارقات الدالة علي مدي الندية والاثارة في هذا العرس الكروي العالمي الذي احتضنته مصر أن مباراة المجر وكوستاريكا لتحديد المركزين الثالث والرابع كانت قد انتهت بوقتيها الأصلي والاضافي بالتعادل بهدف لكل فريق حتي نال المجريون الميداليات البرونزية بركلات الترجيح التي حسمت المباراة لصالحهم علي حساب كوستاريكا "الحصان الأسود" للمونديال ال17. أهداف بالجملة كان للاعب الكوستاريكي أورينا الفضل في تسجيل رقم قياسي جديد للأهداف المسجلة في بطولات كأس العالم للشباب حيث جاء هدفه في المجر ليكون الهدف ال166 ليحطم بهدفه في هذا المونديال الرقم القياسي السابق المسجل في مونديال عام 1997 بماليزيا وهو 165 هدفا ولعل هذا الانجاز الذي حققه اللاعب الكوستاريكي للمونديال المقام علي أرض الكنانة يقلل من حجم المرارة التي تسبب فيها فريقه عندما أقصي الفراعنة الصغار مبكرا من البطولة ثم أنهي الوجود العربي كله في هذا المونديال بعد أن تغلب علي منتخب الامارات في دور الثمانية. الكرة الذهبية: دومينيك أديباه (غانا) فاز المهاجم الغاني بغالبية أصوات الناخبين في الاقتراع الخاص بجائزة أفضل لاعب ضمن البطولة ، حيث حصد 38٪ من مجموع الأصوات التي أدلي بها ممثلو وسائل الإعلام المعتمدة في البطولة. وقد بزغ نجم أدياه بشكل ملحوظ خلال نهائيات أرض الكنانة، ليس فقط من خلال أهدافه الرائعة، لكن بفضل قدرته الخارقة علي تشكيل ضغط متواصل وخطورة مستمرة علي دفاعات الخصوم، بغض النظر عن قوتها وصلابتها. وقد نال جائزة الكرة الذهبية مقابل تميزه وعطائه السخي. الكرة الفضية: أليكس تيكسيرا (البرازيل) رغم اكتفاء النجم البرازيل بالمركز الثاني مع منتخب بلاده بعد مباراة نهائية حبست الأنفاس وخلبت الألباب، إلا أن ذلك لم ينل من تألق أليكس تيكسيرا. فقد أبهر هذا اللاعب البالغ من العمر 19 ربيعاً كل المتابعين بمهاراته الفنية الهائلة وإمكانياته الكبيرة في صناعة اللعب وحسن تمركزه في الوقت المناسب والمكان المناسب. الكرة البرونزية: جوليانو (البرازيل) خطف كابتن البرازيل الأضواء بفضل قدرته علي القيادة وتحمل المسؤوليات منذ انطلاق فعاليات البطولة وحتي يومها الأخير. فقد نجح هذا النجم الصاعد في التوفيق بين مزايا صانع الألعاب التقليدي وخصائص لاعب خط الوسط المثابر الذي يعمل بجد واجتهاد خلف الستار. القفاز الذهبي: إستيبان ألفارادو (كوستاريكا) اختار الفيفا حارس مرمي كوستاريكا لنيل جائزة القفاز الذهبي، تقديراً لأدائه البطولي في الدفاع عن عرين منتخب بلاده. فقد كان نجم فريقه بلا منازع، إذ وقف سداً منيعاً أمام أبرز الهدافين وأحبط محاولات أفضل خطوط الهجوم، مساهماً بذلك في قيادة التيكوس إلي المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ مشاركاته المونديالية. الحذاء الذهبي: دومينيك أديباه (غانا) أنهي المهاجم الغاني المنافسات في قمة ترتيب الهدافين، بعدما هز شباك الخصوم في ثماني مناسبات كاملة، ليضيف لقب الحذاء الذهبي إلي رصيده الحافل، بعدما فاز بميدالية المركز الأول مع منتخب بلاده وجائزة الكرة الذهبية. وبهذا التتويج يكون أدياه ثاني لاعب يحصد ثلاثة ألقاب في دورة واحدة بعد الأرجنتيني سيرجيو أجويرو. الحذاء الفضي: فلاديمير كومان (المجر) توج القائد المجري مسيرته الرائعة بإحراز جائزة الكرة الفضية. ورغم أن كومان لعب أغلب المباريات كمحور ارتكاز خلف المهاجمين، إلا أنه نجح في دك مرمي الخصوم بتسجيله خمسة أهداف كاملة إضافة إلي ثلاث تمريرات فوق طبق من ذهب ساهم من خلالها بشكل حاسم في انقضاض المنتخب المجري علي المركز الثالث الحذاء البرونزي: آرون نيجيز (إسبانيا) صحيح أن إسبانيا ودعت المنافسات مبكراً بخروجها من ثمن النهائي، لكن نجم المنتخب الأحمر سجل أربعة أهداف في أربع مباريات وصنع هدفين آخرين لم يشفعا لنجوم بلاده للاستمرار في المغامرة علي أرض الكنانة. جائزة اللعب النظيف: البرازيل قد تجد البرازيل عزاءها في جائزة اللعب النظيف، بعدما فقدت اللقب بفارق ضئيل. فقد تحلي لاعبو السيليساو بأخلاق حميدة وروح رياضية عالية خلال كل أيام البطولة، إضافة إلي إمتاعهم للجماهير من خلال مهاراتهم وفنياتهم العالية.