■ للمرة العاشرة أكتب ولن أكل عن مهزلة البث الفضائى، مهزلة بدأت منذ أكثر من عامين ومستمرة وسوف تستمر مادام الحق والعدل غائبين والمصالح الشخصية هى الحاضرة ومصلحة الأندية والجماهير تأتى فى ذيل الاهتمامات. بدأت هذه المهزلة الساخرة بالمبالغ الهزيلة التى دفعت وتدفع إلى الأندية منذ بدأ تعاقد اتحاد مغارة على بابا مع الفضائيات، واستفاد ويستفيد الآخرون من هذه التعاقدات بطريقة أو بأخرى، وعندما تتحدث عن هذا العائد المخزى تهاجم من أصحاب المصالح، ويقود هذا الهجوم السادة المستفيدون، ويكون شعار الهجوم أن رجال المغارة هم أصحاب اختراع البث ومن كثرة ما رددوا ذلك اقتنعوا وحاولوا إقناع الجميع بأنهم «جابوا الديب من ديله»، وهذا غير صحيح والكل يعلم ذلك، ما تم هو تدرج طبيعى واقتباس لما يحدث فى جميع الدول الأخرى ولكن هناك فرقاً واضحاً وكبيراً وهو الشفافية الغائبة دائماً عنا فى جميع قضايانا ومشاكلنا اليومية، وللأسف الشديد لا يحكمنا الآن غير المصالح الشخصية، التى على وشك أن توصلنا إلى القاع الذى لا يعلم غير الله متى نخرج منه. ما حدث فى الشهور الأربعة الماضية هو فيلم هزلى رخيص اشترك فيه العديد من الممثلين وللأسف فيلم محظور أن يرى فصوله الجمهور، فمكان الجماهير هو خارج القاعة متطلعة إلى المشاهدة، ولكن الأبطال والمنتج والموزع يرفضون حضورهم، فقط سوف يخبرونهم بالنهاية عندما يتفق عليها وتطبخ، فالسيناريو يتغير بين لحظة وأخرى حسب حجم المصلحة وثقل صاحبها، ولغة الحوار تختلف حسب تعليمات المخرجين «وأحيانا تصل إلى حوار للكبار فقط»، وللأسف الشديد الفيلم يشترك فى إخراجه أكثر من شخص منهم الخبير صاحب الحنكة والحبكة، ومنهم الناشئ الذى لا يعلم ماذا يفعل ولكن وجد نفسه داخل الكادر ليخرج بالواسطة، ومنهم من فرض نفسه، لأن الظروف جعلته يجلس على منصة الإخراج بعد أن كان «كومبارس». ما علينا، أخاف أن أتوه معكم فى الفضفضة فداخلى الكثير من الغضب والحنق لما يحدث لنا، فأنا معكم واحد من الجماهير المعذبة. الشىء الوحيد الذى تم الاتفاق عليه فى هذا الفيلم بين المشاركين هو التصوير الداخلى، فلابد أن يكون فى غرف مغلقة لا يهم العنوان ولكن لابد أن تغلق الأبواب ويسدل الستار، وعندما يستيقظ ضمير أحد المشاركين وهذا نادر ويخرج غاضباً، لأنه فاض به الكيل، يردع بل ربما يجلد والعذاب له عندما ينطق أنه يريد الفرار أو الاستقالة، يرجع ويعتذر ويعمل، فغير مسموح بالخروج من الدائرة، لأنك تعلم اللهم إلا عندما يريد الماسكون بخيوط العرائس أن تخرج. الوعود تبخرت والملايين تقلصت وربما تتلاشى مع الوقت، وأيضاً عندما اختلف رجال المغارة، الاستفادات طارت، وبات من الواضح أن الجميع خسر، ولكن الخاسر الأكبر هو الأندية التى حلمت بأن الملايين سوف تصل تحت أرجلها من رجال الاتحاد ومعاونيهم فى القنوات الفضائية، ولكن هيهات، فالحداية لا ترمى كتاكيت أبداً.