يثار فى مثل هذا الوقت من كل عام جدل كبير حول جوائز الدولة ومبررات منحها لعالم أو مفكر بعينه أو حجبها عنه.. وقد ازداد الجدل هذا العام بسبب حجب جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الأساسية عن الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث، حيث رأى البعض أن تدخل وزير التعليم العالى كان وراء هذا الحجب. وبصفتى أحد العاملين فى المجال الأكاديمى والبحثى، لم أتوقف كثيرا أمام هذا اللغط، وذهبت مباشرة لموقع الدكتور هانى الناظر على شبكة المعلومات (http://www.alnazer.com/about.php) للوقوف على سيرته الذاتية وإنتاجه العلمى، لمعرفة ما إذا كان لا يستحق الجائزة بالفعل أم أنه جدير بها. وبعد زيارتى للموقع المذكور حصلت على المعلومات الآتية. أولا: بدأ سيادته النشر العلمى فى عام 1988، أما آخر بحث منشور له فكان فى عام 1996. هذا يعنى أن النشر العلمى لسيادته استمر لمدة ثمانى سنوات فقط، وأنه لم ينشر أى بحث منذ 13 عاما. ثانيا: يبلغ عدد البحوث المنشورة له عشرين بحثا، منها أربعة أبحاث فقط منشورة فى المجلات الدولية و16 بحثا فى المجلات المصرية، علما بأن المجلات العلمية المصرية غير مدونة ضمن المجلات الدولية المفهرسة، كما أن المستوى العلمى لهذه المجلات ضعيف جدا. ثالثا: أشرف سيادته على أربع رسائل علمية فقط، رسالتين للماجستير ورسالتين للدكتوراه، ولم يقم بالإشراف على أى رسائل علمية منذ 16 عاما. رابعا: سيادته عضو فى العديد من المؤسسات والهيئات العلمية والسياسية والإدارية، بصفته الاعتبارية بسبب رئاسته للمركز القومى للبحوث. خامسا: حصل على عدد من الميداليات وشهادات التقدير من عدد من الجامعات والمعاهد العلمية المصرية والعربية. هذا ما استخلصته من السيرة العلمية للدكتور هانى الناظر. ولا أدرى إذا كان هذا الإنتاج العلمى يؤهل سيادته للفوز بجائزة الدولة التقديرية؟ وأخيرا، فإننى أتقدم بالمقترحات الآتية التى يمكن أن تريح المسؤولين، والرأى العام كذلك، وتنهى الجدل الدائر حول مصداقية جوائز الدولة فى العلوم. 1- إرسال الترشيحات إلى محكمين متخصصين دوليين ومحايدين، وبذلك تنتفى شبهة المجاملات والمصالح. 2- إصدار تشريع يمنع من يحتل موقعا قياديا أو منصبا رسميا سياسيا أو تنفيذيا للتقدم أو الترشح لهذه الجوائز. 3- نشر الإنتاج العلمى للفائزين على موقع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا على شبكة المعلومات، حتى يتمكن الباحثون والمهتمون من الاطلاع عليه، وحتى يتأكد من لم يفوزوا بهذه الجوائز أنها ذهبت بالفعل لمن يستحقونها. أ.د. عبدالفتاح محمد السيد- قسم علوم البحار- كلية العلوم- جامعة الإسكندرية [email protected]