فى تصعيد خطير للصراع الداخلى الفلسطينى، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، رفضها دخول رئيس السلطة الفلسطينية «المنتهية ولايته»، محمود عباس، إلى قطاع غزة «لأسباب أمنية»، كما أعلنت رفضها السماح لأعضاء غريمتها حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» بمغادرة القطاع لحضور المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» إلا بعد الإفراج عن معتقليها لدى السلطة الفلسطينية، فى الوقت الذى وجهت فيه «فتح»، اتهامات لحماس ب «ممارسة الابتزاز» ومحاولة إفشال مؤتمر فتح، نافية تأجيل المؤتمر. وقال القيادى البارز فى حماس محمود الزهار، حول زيارة محتملة قد يقوم بها عباس إلى غزة: «هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، لأسباب أمنية، أولاً: كيف يمكن أن يعود أبومازن فى ظل هذا الوضع الأمنى، وكيف سيكون استقباله، وكيف سيكون تأثير ذلك فى الناس الذين قتل أبناؤهم فى المواجهات الأخيرة، والذين دُمرت منازلهم.. والذين قُطعت رواتبهم بسبب هذه السياسة؟!». وأضاف الزهار فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى»، نقلها «المركز الفلسطينى للإعلام» الموالى لحماس أمس الأول، أن حركة «فتح» طلبت عن طريق «الراعى المصرى»، أن يخرج أكثر من 400 شخص من القطاع للمشاركة فى المؤتمر، قائلاً: «الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة»، وأضاف: «إذا كانوا فى السلطة يختطفون بحجة أنه لن يتم وقف ملف الاعتقال إلا بعد إنهاء الانقسام، فنحن أيضاً نقول إنه بعد انتهاء الانقسام يستطيع كل إنسان أن يتحرك بحرية»، وقال: «إن على حركة فتح أن تدفع فاتورة نجاح مؤتمرها، بأن تطلق سراح المختطفين من حماس». وبدوره، قال يحيى موسى، نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية، إن قرار حركته فيما يتعلق بسفر أعضاء حركة فتح من قطاع غزة إلى بيت لحم، للمشاركة فى مؤتمر الحركة العام السادس، مرهون ب «اعتبارات أمنية وأخرى سياسية»، مشددا على أن حماس ليست معنية بإفشال مؤتمر فتح السادس أو تعطيله، «لكن سفر أعضاء فتح مرتبط باعتبارات أمنية وسياسية والوضع الحالى المعقد». وفى المقابل، اتهم وزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية، أمين سر حركة فتح، حسين الشيخ، حماس ب «ممارسة الابتزاز»، والسعى إلى «عرقلة وتخريب» المؤتمر العام السادس لحركة فتح، مضيفاً أنها «بإعلانها منع أعضاء فتح من السفر إلى بيت لحم، تؤكد على سياساتها وقناعاتها بعدم الإيمان بالآخر، ومحاربة التعددية السياسية»، بينما نفى المتحدث باسم فتح فهمى الزعارير ما تردد عن عزم الحركة تأجيل مؤتمرها، بسبب ما أعلنه الزهار. ومن جهة أخرى، اعتبر برلمانيون بريطانيون فى تقرير أمس، أن من مصلحة بريطانيا بدء الحوار مع المعتدلين من حماس، وأكدوا فى تقرير أن انعدام الحوار مع حماس لا يشجع السلام.
