مع اقتراب حلول شهر رمضان يدخل التليفزيون المصرى بقطاعاته المسؤولة عن إنتاج وتسويق وعرض الدراما التليفزيونية موسم المعارك مع المحطات الخاصة، والخدع مع منتجى الدراما، والتصريحات المتضاربة مع الصحفيين. وعلى الرغم من توافر حسن النية لدى مسؤولى ماسبيرو وحرصهم على توفير أفضل الأعمال الدرامية للعرض على القنوات الأرضية، فإن السبل التى يسلكونها من أجل ذلك تثير العديد من المشكلات مع أصحاب المحطات الخاصة ومنتجى الدراما التليفزيونية. ولا تزال الوكالات الإعلانية التى تفضل أعمال النجوم هى المسيطرة والمتحكمة فى رسم سياسات العرض على شاشات التليفزيون المصرى، مما أدى إلى التعاقد مع بعض المنتجين على عرض أعمالهم متجاوزين بذلك لجنة مشاهدة أعمال رمضان المسؤولة عن تقييم كل عمل قبل التعاقد على عرضه. فى الموسم الماضى، فوجئ المنتجون بإطلاق قناة «دراما رمضان» قبل رمضان بيومين مما أضر بتعاقداتهم مع باقى القنوات الخاصة، الأمر الذى أثار مخاوفهم هذا العام، وجعلهم يشترطون فى تعاقداتهم مع التليفزيون المصرى تحديد اسم القناة الأرضية التى ستعرض المسلسل، ورغم ذلك أصر مسؤولو ماسبيرو على نفى ذلك مؤكدين أن تعاقداتهم تكون (أرضى وفضائى مفتوح) دون تحديد اسم القناة، كما أصروا على نفى تصريحات المنتجين المؤكدة أن أعمالهم ستعرض بصرف النظر عن رأى اللجنة. أكد أحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن وزير الإعلام أنس الفقى شكل لجنة لمشاهدة أعمال رمضان لتقييم المسلسلات المرشحة للعرض الرمضانى على شاشات التليفزيون المصرى برئاسة الدكتور فوزى فهمى، وتضم عددا من النقاد والكتاب والاكاديميين ورؤساء بعض القنوات الأرضية والفضائية التى تعرض الدراما خلال رمضان، وقد بدأت عملها منذ أيام وتحدد يوم 7 أغسطس المقبل موعدا مبدئيا لانتهاء العمل. ورغم تأكيد رئيس الاتحاد ببدء العمل، واحتفاظه بسرية أسماء أعضاء اللجنة، إلا أن مصادر من داخل اللجنة، طلبت عدم ذكر أسمائها، أكدت أن العمل لم يبدأ حتى الآن، وبالتالى الوقت المتاح سيكون غير كاف لمشاهدة كل الأعمال المرشحة للعرض الرمضانى. وأضافت المصادر أن اللجنة تضم 21 عضوا هم أنفسهم أعضاء لجنة العام الماضى باستثناء اسم واحد من النقاد الذى حل محل الناقد عصام بصيلة الذى توفى مؤخرا، فيما يشارك نفس نقاد العام الماضى، ومنهم على أبو شادى وطارق الشناوى، وماجدة موريس، وخيرية البشلاوى، ومجدى عبد العزيز، ومحمد كامل القليوبى، واحمد رأفت بهجت، ويوسف القعيد، ورفيق الصبان، واحمد صالح بالإضافة إلى أسماء رؤساء القنوات التى تغيرت هذا العام تبعا لحركة التغييرات التى أجريت فى ماسبيرو مؤخرا ،حيث يشارك هذا العام شافكى المنيرى رئيسة القناة الثانية وعزة مصطفى رئيسة الأولى وهالة حشيش رئيسة الفضائية ونهلة عبد العزيز رئيس قناة النيل للدراما. وأكد عدد من المنتجين ومنهم حسام شعبان وجمال العدل ومحمود شميس انهم تعاقدوا على بيع مسلسلاتهم للتليفزيون المصرى لعرضها خلال رمضان، وأن هذه التعاقدات نهائية مما يعنى أن اللجنة التى يترأسها فوزى فهمى ليس لها رأى ملزم، فقد تعترض على عمل ويتم عرضه تنفيذا للتعاقد المبرم بين الاتحاد وهؤلاء المنتجين. الدكتور فوزى فهمى رئيس اللجنة رفض التعليق على هذا الأمر، وأحالنا إلى مصدر مسؤول باتحاد الإذاعة والتليفزيون وأكد هذا المصدر - الذى طلب عدم ذكر اسمه - أن اللجنة رأيها ملزم وليس استشاريا، وأنه لن يتم اختيار أى أعمال إلا بعد موافقة اللجنة على عرضها على شاشات التليفزيون المصرى خلال رمضان. الملفت للنظر أنه فى الوقت الذى يؤكد بعض المنتجين أن أعمالهم ستعرض على شاشات التليفزيون المصرى خلال رمضان بصرف النظر عن رأى اللجنة، هناك أعمال أخرى فقدت تلك الفرصة العام الماضى برغم دخولها اللجنة وحصولها على تقدير امتياز - بحسب مؤلفيها. الكاتب يسرى الجندى أكد أن مسلسله «نسيم الروح» حظى بإعجاب لجنة المشاهدة العام الماضى وحصل على تقدير امتياز ورغم ذلك لم يعرض. وأشار الجندى إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد تكون (ضارة نافعة) موضحا : «هذه فرصة للمسؤولين لإعادة ترتيب الأوراق، فى ظل ظروف الكساد لأن الإعلان لم يعد ضاغطا فى الاختيار، والمناخ مهيأ لأن يكون الاختيار بناء على أسس فنية بحتة». محمد الغيطى ذكر أنه دائما يحرص على احترام اللجنة وإرسال أعماله إليها، ورغم ذلك لا تعرض أعماله على شاشتى الأولى أو الثانية رغم حصولها على تقدير امتياز، وقال الغيطى :العام الماضى حصل مسلسل «بنت من الزمن ده» على تقدير امتياز ورغم ذلك لم يأخذ حقه فى العرض، وحين شاهده الوزير بعد رمضان أشاد به وأكد انه أفضل من مسلسل يسرا «فى ايد أمينة»، ولجنة مشاهدة أعمال رمضان رأيها استشارى مثل رأى المفتى فى قضايا الإعدام وأكد الناقد طارق الشناوى عضو اللجنة أن قرارات اللجنة وتقديراتها للأعمال تتسم بالسرية وبالتالى فقد لا يكون كلام مؤلفى بعض الأعمال محل ثقة، وقال: خلال سنوات مشاركتى فى اللجنة لم يتم استبعاد أى عمل قوى، كما لم يتم عرض أى عمل حصل على تقدير ضعيف.