رئيس بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات العراقية يلتقي وفد الأمم المتحدة    انتخابات النواب 2025.. فتح اللجان وبدء عملية التصويت في اليوم الثاني بمطروح    وزير الكهرباء: 45 مليار جنيه حجم الاستثمارات لتحديث الشبكة الموحدة وخفض الفقد الفنى    الثلاثاء 11 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    يضم «17 مسؤولا حكوميا».. وفد مصري يشارك في ورشة عمل «تبادل الخبرات بالتنمية الاقتصادية» في الصين    وزير الكهرباء يترأس اجتماع الجمعية العامة ويعلن عن استثمارات ب 45 مليار جنيه    وزير الري: أي تعديات على مجرى نهر النيل تؤثر سلبًا على قدرته في إمرار التصرفات المائية    سيناريو تقسيم غزة، رويترز تكشف تفاصيل جديدة    سكرتير مجلس الأمن الروسى: ملتزمون بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر    فايننشال تايمز: إنشاء وحدة مخابرات أوروبية تقودها فون دير لاين    استياء داخل المنتخب، استبعاد لامين يامال من معسكر إسبانيا    توروب يجهز برنامج الإعداد لمواجهة شبية القبائل بدوري الأبطال    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    الكاف يجري تعديلًا في موعد مباراة زيسكو الزامبي والمصري بالكونفيدرالية    دي لورنتيس يجدد ثقته في كونتي رغم استمرار التوتر داخل نابولي    بالفيديو.. سعد الصغير في انتظار جثمان إسماعيل الليثي لأداء صلاة الجنازة عليه    تعليم الشرقية تعاقب مدير مدرسة بعد واقعة «المشرط»، وأسرة الطالب المصاب تكشف تفاصيل مأساوية    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 11-11-2025 على البلاد    إقبال كثيف من المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات "النواب" ببني سويف.. صور    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    اليوم.. الحكم على متهم ب«أحداث عنف عين شمس»    مصطفى كامل وعبدالباسط حمودة أول الحضور لتشييع جثمان إسماعيل الليثي (صور)    بيت الغناء يستعيد سحر "منيب" في صالون مقامات    أكاديمية الأزهر العالمية تعقد ندوة حول "مسائل الفقه التراثي الافتراضية في العصر الحديث"    نانسي عجرم تشعل أجواء «معكم منى الشاذلي» على مدار حلقتين    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    ينطلق غدًا، الصحة تكشف نتائج النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والتنمية لPHDC 2025    الصحة: الخط الساخن 105 يستقبل 5064 مكالمة خلال أكتوبر 2025 بنسبة استجابة 100%    الرعاية الصحية: إجراء 31 مليون فحص معملي متقدم بمحافظات التأمين الصحي الشامل    الرئيس السوري يستبعد الانضمام لاتفاقيات أبراهام ويأمل باتفاق أمني    ننشر اسماء 7 مصابين في تصادم 4 سيارات على طريق المنصورة - ميت غمر    «أوتشا» يحذر من تفاقم الأزمة فى شمال دارفور مع استمرار العنف والنزوح    الثلاثاء 11 نوفمبر 2025.. البورصة ترتفع ب 0.28% فى بداية تعاملات اليوم    عبد الحميد عصمت: خط مياه جديد لقرية السلام وبحث مشكلة صرف القنطرة الجديدة    "طلاب ومعلمون وقادة" في مسيرة "تعليم الإسكندرية" لحث المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب 2025    بطولة 14 نجمًا.. تعرف على الفيلم الأكثر جماهيرية في مصر حاليًا (بالأرقام والتفاصيل)    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    ماذا قدم ماكسيم لوبيز لاعب نادي باريس بعد عرض نفسه على الجزائر    6 أعشاب تغير حياتك بعد الأربعين، تعرفى عليها    الشحات: لا أحد يستطيع التقليل من زيزو.. والسوبر كان «حياة أو موت»    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    «الوطنية للانتخابات»: المشهد الانتخابي عكس حالة من التوافق بين مؤسسات الدولة    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    سوريا تنضم إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش    انتخابات مجلس النواب.. تصويت كبار السن «الأبرز» فى غرب الدلتا    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سمير غطاس يكتب:القاعدة فى غزة.. القاعدة هنا (3)

أيضًا إلى الخلف قليلاً من مدينة رفح على البوابة الحدودية الشرقية لمصر يوجد داخل غزة الآن أربع جماعات فلسطينية مسلحة، على الأقل، تعلن ارتباطها بتنظيم القاعدة، وحتى لو لم تورط هذه الجماعات فى العمل ضد مصر فإنها تبقى مصدر خطر وتهديد للمصريين، وتتفاقم هذه المخاطر بعد تورط بعض هذه الجماعات فعلاً فى التحول للعمل ضد مصر بدلاً من الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلى، ولم يكن تورط ما يسمى جماعة جيش الإسلام فى غزة فى التفجيرات التى حصلت يوم 22 فبراير الماضى هو فقط العملية الأولى، وقد لا تكون بالطبع هى العملية الأخيرة طالما استمر السكوت عليها بدعوى تجنب الإساءة إلى الفلسطينيين وقضيتهم.
ولم نسمع أحدًا من الإخوان «المعتدلين» يحذر «الإخوان» الفلسطينيين فى غزة من مغبة إيواء وحماية هذه الجماعات كونها تشكل خطرًا وتهديدًا على الفلسطينيين أنفسهم كما على المصريين هنا، لكن كما سكت هؤلاء على بن لادن، وبعضهم حتى أيده وأعجب به، فإنه يجرى الآن التواطؤ، بالسكوت والتمويه، على الجماعات المرتبطة بالقاعدة التى باتت هنا فى غزة ورفح وخان يونس وليس على بعد آلاف الكيلومترات فى قندهار أو فى جبال تورا بورا، وهذه الجماعات التى تمولها وتديرها وتوجهها أجهزة الاستخبارات الإقليمية قامت بالمشاركة الفعلية فى العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر فى الأعوام 2004، 2005، 2006، 2009 وفى تمويل وتدريب جماعات مماثلة لها فى مصر، وفى إيواء الهاربين منهم إلى غزة (خالد مصطفى وأحمد صديق وأعضاء من شبكة حزب الله وغيرهم).
 كنا فى مقال سابق تابعنا بالتحليل العلاقة المريبة بين إسرائيل والقاعدة، وتجنب هذا التنظيم القيام بأى عمليات فيها أو ضدها، وخصص المقال التالى لمحاولة فهم العلاقة الملتبسة بين إيران وحماس بجماعات القاعدة فى غزة، فيما يخصص هذا المقال لعرض تحليلى لأبرز الجماعات المرتبطة بالقاعدة فى غزة، لأنها عندما تكون هناك فإنها تكون أيضًا هنا.
وقد يكون من الضرورى قبل عرض وتحليل قائمة الجماعات الموالية للقاعدة فى غزة، التقدم لهذا العرض بمجموعة من الملاحظات والتى من أهمها ما يلى:
1- أنه يستحيل عملياً على أى قوى محلية إنشاء وتشغيل أى تنظيم فلسطينى، حتى لو كان محدوداً، من دون الاعتماد بشكل شبه كلى على الدعم المالى واللوجيستى الخارجى (سعر طلقة الكلاشنكوف تصل إلى حوالى 10 جنيهات ويمكن القياس بعدها على ذلك)، ولهذا يتم النظر بخطورة بالغة إلى مصادر تمويل الجماعات المرتبطة بالقاعدة فى غزة، وما إذا كان مصدرها بن لادن أو إيران أو حماس أو أى جهة أخرى، ويستحق هذا الأمر عن جدارة تخصيص دراسة أخرى مستقلة معمقة عما يمكن أن نسميه «بيزنس» أو اقتصاديات المقاومة الفلسطينية.
2- أن الطابع العام فى قطاع غزة من الجهة الطبوغرافية والتكوين الديموغرافى والسوسيولوجى، يحد كثيرا من أحكام العمل السرى، ولذا تنكشف أمنياً، إلى حد بعيد، أغلب التفاصيل الداخلية الدقيقة لكل الفصائل والجماعات، فضلاً عن اختراق هذه السرية بسبب النزعة الاستعراضية العالية ومتطلبات المنافسة والاختراقات الأمنية من الجهات الخارجية. (كانت حماس مثلا نشرت على موقعها أسماء وصور قادتها العسكريين).
3- إن خطورة استنبات تنظيمات فلسطينية موالية للقاعدة تكمن فى تبنيها مفاهيم وأفكاراً تستند فى الأساس إلى نفس مرجعيات حركات التكفير المعروفة فى مصر: «الفتاوى» لابن تيمية، وأفكار ابن القيم، ومحمد بن عبدالوهاب وغيرها، كما اتضح بالبحث تأثر هذة الجماعات بالمؤلفات الأولى لأبى محمد المقدسى، المرشد الروحى لأبى مصعب الزرقاوى، ويبدو ذلك واضحًا من انتحال كنيته لعدد من قادة جماعات القاعدة الفلسطينية مثل: أحمد مظلوم المكنى بخطاب المقدسى والذى يعد المرجع الفقهى لتنظيم جيش الإسلام، وأبوحفص المقدسى، زعيم جيش الأمة، وأبوصهيب المقدسى، زعيم كتائب سيوف الحق- جيش القاعدة، وكانت لجان المقاومة أطلقت على زعيمها جمال أبوسمهدانة لقب «زرقاوى فلسطين».
4- إننا نميل أكثر للاعتقاد بأن تنظيم القاعدة لم يكن هو الذى بادر لإقامة فروع محلية له فى غزة، وأن المبادرة إلى ذلك جاءت من بعض القيادات التى انشقت على تنظيماتها الأساسية عن فتح وعن لجان المقاومة لأسباب متعددة، ومن ثم عرضت هى نفسها للانطواء تحت راية القاعدة، وتكشف التقارير المتداولة السهولة النسبية لإجراء الاتصال غير المباشر والمباشر بين الجماعات المحلية والمراكز العصبية فى تنظيم القاعدة ومن ثم يجرى تطوير هذه العلاقة بينهما.
بنات القاعدة فى غزة:
1- لجان المقاومة الشعبية - جماعة زرقاوى فلسطين - لا توجد أى أسباب منطقية وراء تجاهل أغلب الباحثين لإلقاء الضوء على الدور الخطير الذى لعبته، ولاتزال، لجان المقاومة الشعبية باعتبارها التنظيم الأساسى الذى انتمى أولاً لتنظيم القاعدة فى غزة، ومن ثم خرجت عنه لاحقاً التنظيمات الأخرى مثل: جيش الإسلام، وجيش الأمة وجند الله وغيرها.
كان جمال أبوسمهدانة، الذى ينحدر من عائلة فلسطينية وطنية معروفة فى محافظة رفح جنوبى قطاع غزة، هو المؤسس الحقيقى لهذا التنظيم، رغم انتمائه وعائلته بالكامل تقريبًا لحركة فتح، كان جمال نفسه ضابطاً سابقاً فى حركة فتح ومنتسباً لأحد أجهزتها الأمنية، والتى كان جزء من عملها يتركز فى العراق قبل أن يعود بعدها إلى داخل غزة عام 1994، وينتسب هناك إلى قوات ال17 أو الحرس الرئاسى لعرفات، حتى انطلاقة الانتفاضة الثانية فى 2001.
وكان جمال انتخب أميناً لسر حركة فتح فى رفح، لكنه كان على خلاف دائم مع قيادة جهاز الأمن الوقائى فى غزة بقيادة محمد دحلان، ولذا جرى عزله بتعسف من موقعه التنظيمى رغم اتساع شعبيته فى منطقة رفح، فضلاً عن خبراته المميزة التى كان اكتسبها فى الخارج. وأظهر جمال ميولاً دينية متزايدة وبات محوراً لحركة تمرد من الضباط والكوادر الذين عانوا من غبن وعدم تقدير لهم بالمقارنة مع الآخرين المحسوبين على دحلان فى جهاز الأمن الوقائى وفى تنظيم فتح.
وفى مقابل الموقف السلبى لأجهزة أمن السلطة من هذه الظاهرة، بادرت حركة حماس بمد يد العون المادى والتسليحى لهذا التنظيم الجديد، ومن ثم بادر أبوسمهدانة للاتصال بتنظيم القاعدة فى الخارج، خاصة فى العراق التى كان عمل وعاش فيها فى فترة سابقة، وقد تزامنت هذة المرحلة مع سطوع نجم أبومصعب الزرقاوى هناك، الذى سنلحظ تأثيره على تنظيم اللجان فى المراحل اللاحقة، وقد اتسع نفوذ تنظيم اللجان الشعبية بسرعة، خاصة فى أوساط صغار الضباط وكوادر تنظيمية من حركة فتح بعد أن رفعت اللجان شعارات مقاومة الاحتلال ومقاومة الفساد والمفسدين فى السلطة.
ومع نمو هذا التنظيم واتساع قاعدته بدأ فى الدخول فى مواجهات حادة مع بعض قيادات أجهزة الأمن فى السلطة. وأعلن يوم 7/9/2005 مسؤوليته عن اغتيال اللواء موسى عرفات، رئيس الاستخبارات العسكرية فى منزله، ومعروف أن جهات عديدة كانت تتهمه بالفساد، لكنه كان فى الوقت نفسه يقود أكبر قوة مسلحة فى السلطة قادرة على مواجهة خصومها من التنظيمات الأخرى.
وتشير كل التقديرات إلى تواطؤ بعض أجهزة أمن السلطة الفلسطينية نفسها مع هذه العملية للتخلص من اللواء عرفات . ولم تبادر رئاسة السلطة لاتخاذ أى إجراء عملى بحق لجان المقاومة رغم معرفتها الكاملة بمسؤوليتها عن عملية الاغتيال، وإعلان الناطق باسمها عن مسؤوليتها عن اختطاف نجله «منهل» والإعلان بأنه يخضع للتحقيق و«سيطبق عليه الشرع وإذا اقتضى الأمر قتله فليقتل».
ومعروف فى غزة أيضًا أن وكيل رئيس جهاز المخابرات المصرية كان قد توسط فى حينه لإطلاق سراح ابن عرفات حياً من قبضة تنظيم اللجان الشعبية التى اختطفته بعد عملية الاغتيال، وهكذا كان الجميع يعرف أن اللجان هى من نفذ عملية الاغتيال والاختطاف وأخذ القانون بيدها، لكن أحداً - لامن فتح ولا من حماس - قرر توقيف أو تتبع أو ملاحقة هذه الجماعة!
 ومن جهتها كانت إسرائيل نجحت، بعد عدة عمليات فاشلة، فى اغتيال جمال أبوسمهدانة مؤسس وزعيم تنظيم لجان المقاومة، وكان تنظيم اللجان يلقب زعيمه «بالشيخ جمال - «أبوعطايا »، و«بفارس فتح خيبر»، و«بالقائد الربانى» وعلقت فى سرادق العزاء لجمال لوحة كبيرة تجمع صورة أبومصعب الزرقاوى إلى جانب صورة الشهيد جمال التى كتبت تحتها عبارة: «أبوعطايا زرقاوى فلسطين»، وكان الناطق باسم اللجان يعتمر نفس غطاء الرأس الأسود تشبهاً بالزرقاوى . (يمكن مشاهدة هذه الصور وغيرها على ال You Tube).
وكان ممتاز دغمش، زعيم جيش الإسلام، المتهم فى تفجيرات الحسين بمصر أحد القيادات البارزة فى تنظيم لجان المقاومة قبل أن يختلف معهم و ينشق عنهم ويشكل تنظيم «جيش الإسلام» الذى أعلن على الفور تماثله مع تنظيم القاعدة.
كما تشير بعض المعلومات إلى أن أبوحفص المقدسى زعيم جيش الأمة كان بدوره منتمياً إلى تنظيم لجان المقاومة قبل أن يخرج عليه ليتزعم تنظيمه الجديد.
وتعتبر لجان المقاومة هى الحليف الأقوى والأقرب لحركة حماس، ويتم تقاسم الأدوار وظيفياً بينهما، وعلى خلاف الوضع مع الجماعات الأخرى الموالية للقاعدة، فإن العلاقة بين حماس واللجان يسودها التنسيق الوطيد والتعاون المشترك، وقد وردت مؤخراً من غزة معلومات تفيد بأن حماس اعتقلت الناطق باسم لجان المقاومة بعد أن اتهمته بالعمالة لإسرائيل، ويبقى السؤال مطروحا: هل هو حقا وحده العميل لإسرائيل؟
جيش الإسلام - كتائب التوحيد والجهاد:
كان البيان التأسيسى لهذا التنظيم صدر فى 8/5/2006، وأعلن منذ البداية موالاته لتنظيم القاعدة، ويتزعم هذا التنظيم ممتاز دغمش الذى كان أحد قادة تنظيم لجان المقاومة، كان ممتاز التقى شاباً يدعى أحمد مظلوم ويكنى بخطاب المقدسى الذى كان درس العلوم الشرعية فى باكستان، وتنتشر أقاويل فى غزة عن العلاقة التى ربطت المقدسى هذا بزعيم القاعدة بن لادن، وقد تأثر ممتاز دغمش إلى حد بعيد بأفكار المقدسى إبان خلافه مع تنظيمه السابق وساعده ذلك على حسم أمره واتخاذ قراره بتشكيل جماعة جيش الإسلام.
وتعود أهمية هذا التنظيم إلى خلفيته العائلية حيث ينتسب ممتاز إلى عائلة دغمش الكبيرة والتى يتوزع ولاؤها فى غزة على ثلاثة أقسام: الأول منها كان يوالى حركة فتح ويتزعمه أحمد دغمش، أمين سر حركة فتح فى منطقة الصبرة منطقة نفوذ العائلة، والثانى يمثله أبوالقاسم دغمش الذى كان قيادياً بارزاً فى تنظيم لجان المقاومة قبل أن يتحول إلى حركة حماس ويصبح أحد قادة القوة التنفيذية للحركة وهو مقرب من الدكتور الزهار.
فيما تزعم ممتاز دغمش قسماً كبيراً من العائلة بعد الإعلان عن تشكيل جيش الإسلام . ويعتقد أن جماعة جيش الإسلام شاركت فى العديد من عمليات التصفية الداخلية التى طالت ضباطاً وكوادر من أجهزة الأمن بالسلطة وأنها المسؤولة عن خطف عدد من الصحفيين الأجانب، قبل أن يسلط عليها المزيد من الأضواء الإعلامية فى أعقاب مشاركتها فى عملية الوهم المتبدد فى25/6/2006 والتى اعترفت فيها حماس لأول مرة بتعاونها مع جماعة جيش الإسلام التى ترتبط بتنظيم القاعدة فى غزة.
وعاد جيش الإسلام للاستحواذ على اهتمامات الإعلام العالمى فى أعقاب اختطافه الصحفى البريطانى آلان جونستون فى7/3/2007 مطالباً بإطلاق سراح أبوقتادة الذى كان قيد التوقيف فى العاصمة البريطانية لندن، وإطلاق سراح ساجدة العراقية التى اعتقلتها السلطات الأردنية بسبب ضلوعها فى عمليات تفجير فنادق فى العاصمة الأردنية وأعلن الزرقاوى فى حينها مسؤوليته عنها، وقد لوحظ أن مطالب جيش الإسلام خلت تماما من المطالبة بتحرير أى من الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال أو أى مطالب أخرى من الجانب الإسرائيلى.
كانت العلاقة بين حماس وجيش الإسلام شابتها أجواء مشحونة بالاحتقان والتوتر وتخللتها عمليات تصفية دموية محدودة (اغتيال أحمد السيد دغمش فى يوليو 2007).
 ولكن التصعيد وصل ذروته فى شهر ديسمبر 2008 عندما قررت حماس كسر شوكة عائلة دغمش بعد أن كانت أخضعت عائلة حلس قبلها، وشنت هجوماً واسع النطاق على منطقة الصبرة وقتلت 11 شخصاً من عائلة دغمش واعتقلت عدداً منهم، ورغم أنه لم تجر مواجهات واسعة تستهدف جيش الإسلام فإن رسالة حماس كانت وصلت مع هذا إلى هذا التنظيم الذى آثر ألا يجازف بتحدى سلطة حماس، لكنه مع ذلك لم ينف ما سماه خلافاته الشرعية مع حماس والتى يتهمها بأنها لا تحكم بالشريعة، وتحارب السلفية وتتوافق مع العلمانيين، وبالمقابل كان القيادى فى حماس مروان أبوراس اتهم جيش الإسلام بأنه «ملوث فكريا» ولم ينكر الزهار علاقة حماس بجيش الإسلام لكنه ادعى أنها «من أخطاء الماضى»، وكان جيش الإسلام أصدر بيانا بشأن ما سماه «زيارة الكافر كارتر ولقاؤه بمشعل وما أعقبه من تنازلات من حماس» ويصدر جيش الإسلام بياناته من خلال الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.
 وكان بيان مصرى رسمى اتهم جيش الإسلام بالتورط فى عملية التفجير التى جرت فى الحديقة المواجهة لمسجد الحسين فى 22 فبراير الماضى، وكان البيان بمثابة إعلان متأخر جدا عن تورط جماعات فلسطينية مرتبطة بالقاعدة فى غزة فى تسهيل وتنفيذ عمليات تفجيرية سابقة أخرى مثل تلك التى جرت خاصة فى سيناء، وكانت الجهات الرسمية المصرية نفت فى البداية وجود علاقة بين تفجيرات سيناء فى عام 2004 وتنظيم القاعدة ويعتقد أن هذا النفى جاء لرد أى مطالبات دولية أو إسرائيلية بالتعاون الأمنى مع مصر لمجابهة القاعدة .
 لكن التحقيقات اللاحقة والاعترافات والتفجيرات التى جرت تباعا فى عامى 2005 و2006 أكدت ضلوع جماعات فلسطينية مرتبطة بالقاعدة فى غزة بهذه التفجيرات وقد تكون حركتها أجهزة استخبارات إقليمية، وكانت ثلاث جماعات فلسطينية كلها معروفة بارتباطها بالقاعدة أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات، وسنعرض بالتفصيل وبالأسماء فى مقال قادم تفاصيل تورط هذه المجموعات الفلسطينية فى غزة بعمليات التفجير فى سيناء.
 لكن ما يستحق التوقف هو الإعلان عن مسؤولية ما يسمى تنظيم «التوحيد والجهاد» عن هذه العمليات وهو نفس الاسم الذى تطلقه جماعة جيش الإسلام على ذراعها العسكرية فى غزة، فهل هى مجرد مصادفة فقط أو تشابه فى الأسماء أم أن المسألة اكبر من ذلك وأخطر بكثير؟، بقى هنا أن نشير إلى أن جيش الإسلام لايؤمن بأى علاقة تجمع بين من يحمل راية الجهاد والتوحيد ومن يحمل راية الديمقراطية وليس من عقيدتهم التقارب أو حوار الأديان لأنها باطلة شرعا.
لكن السؤال يبقى قائما: من الذى يقف حقا وراء هذه الجماعة ومن يمولها ويحميها ويحركها من غزة، وإذا كان من المؤكد أنها ليست جيشا فأى إسلام هذا الذى تتبع له وتنتحل اسمه ولا تجد من يردها أو يردعها إكرامًا للإسلام نفسه ورحمة للمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.