«أفندينا وصل» و«رئيس جمهورية نفسه» و«عفاريت الأسفلت» و»أغنى أغنياء مصر» و«7 عماير أدب».. كلها جمل يقولها «النبطشى» أو مقدم فقرات الفرح الشعبى من أجل جلب المزيد من النقوط من المعازيم. «النبطشى» فى الأفراح الشعبية أصبح مهنة، وإذا وصل صاحبها لمرحلة الاحتراف يكون له سعر كبير قد لا يقل عن سعر مطرب الأفراح الشعبية. شخصية «النبطشى» فى فيلم «الفرح» كانت لها طبيعتها وظروف كتابتها الخاصة بها دون باقى شخصيات الفيلم، فقد كتبها السيناريست أحمد عبد الله كحصيلة لما جمعه من حضور عشرات الأفراح الشعبية، وساعدته نشأته فى منطقة شعبية ومعرفته الشخصية بهذه الأجواء، ومع ذلك فقد استعان ب«نبطشى» حقيقى من إمبابة اسمه «العسلى» وأخذ منه تعبيرات كثيرة استخدمها كجمل حوارية وردت على لسان ماجد الكدوانى، الذى جسد شخصية «النبطشى» وحمل اسم «العسلى» أيضا ضمن أحداث الفيلم. وقبل تصوير الفيلم، اصطحب أحمد عبد الله الممثل ماجد الكدوانى وحضرا عدداً من الأفراح الشعبية ليريه نماذج حقيقية للشخصية التى يجسدها. مؤهلات شخصية «النبطشى» متعددة، أهمها أن يكون خفيف الظل، ويتمتع بحضور وفهلوة وعلاقات قوية بأهالى المنطقة تمكنه من معرفة كل أو معظم من يحضرون الفرح، كما أن ملابسه وإكسسواراته وطريقة أدائه على المسرح يجب أن تكون ملفتة للنظر ومبهرة، حتى ينجذب له الحضور، كما يكون سريع البديهة بحيث يطلق الجمل والإفيهات التى تناسب كل الموجودين. ملامح شخصية «النبطشى» والجمل المتجانسة التى يقولها لتقديم مطربى وراقصات الفرح، وما يقوله لتحية المعازيم، وجلب مزيد من النقوط، يفسرها الدكتور سميح شعلان رئيس قسم العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالى للفنون الشعبية بقوله: «النبطشى» هو حلقة الوصل بين مطرب الفرح والمستمع وأصحاب الفرح الذين يأخذون «نقوط» المعازيم، وهو يعبر عن الحاضرين ويتكلم بلغتهم وثقافتهم، وكل ما يقوله يكون على سبيل التحفيز لمقدم النقوط من أجل دفع المزيد منها ، و«النبطشى» يعمل على وتر حساس هو رغبة المعازيم فى عمل «شو»، فيعمل بينهم حالة من المنافسة مستغلاً رغبتهم فى الاستعراض، كما أنه لا يسفه من أحد أبداً مهما كانت هيئته حتى لا يخسره، وهو بطبيعته فهلوى قادر على مخاطبة كل شخص للتأكيد على مكانته الاجتماعية والمادية، فكلما ردد اسمه أكثر فى مكبر كلما شعر هذا المعزوم بزيادة مكانته الاجتماعية بين الحضور. وعن الجمل التى يرددها النبطشى يقول شعلان: كل هذه الجمل تعتمد على التناقل الشفاهى ودائما تكون مزيجاً بين جمل قديمة ورثها النبطشى وجمل حديثة قام بتأليفها، وهو يسعى دائما لتطوير نفسه وتأليف صيغ وعبارات جديدة ليظل محتفظاً بأهميته فى التواجد فى الأفراح الشعبية.
