طبعاً تعرفون أم الشحات أشهر امرأة فى حارة الديك بالسيدة زينب والتى يضىء وجهها كلما تكلم ابنها الشحات (الحيلة) اللى كسرت صباها عليه بعد موت أبوه.. وطبعاً تذكرون المعلم قورة الذى تستدين منه أم الشحات وتشترى البضاعة لتُداين الحارة كُلها من بكرة الخيط إلى (مُلقاط الحواجب)، وأحمر الشفاه المغشوش مع البودرة ولزوم بنات الجامعة مع إيشاربات التحجيبة اللميع والسادة وحتى حبوب الفياجرا لزوم رجوع الشيخ إلى صباه ومنطلونات الجينز للمحجبات. جاء الشحات يجرى: - تعالى يا أمه حابسين عم سماعين من إمبارح فى (جامعة الكاهرة) راح يزور ابن عمه الفران هناك حاشوه.. بيقولوا الأمريكان قفلوا الجامعة!! ارتدت الإيشارب بسرعة وشبشبها اللميع وهى ع الباب لتذهب إلى أم إبراهيم تواسيها: - الراجل يا أختى عنده السكر.. وحابسينه هناك بيقول الأوباما حيخطب فى الجامعة!! قالت أم الشحات : الأوباما.. الأوباما ده إيه.. منين يعنى؟ - من أمريكا.. ده بيقولوا ده كبيرهم هناك ويرد الأستاذ عبدالمعطى، مدرس اللغة العربية، فى السنية الإعدادية الذى جاء جريا ليواسى أم إبراهيم التى تساعدهم فى البيت. - يا وليه ده كبير العالم.. واسمه بالكامل باراك أوباما ده رئيس أمريكا.. يعنى أكبر رئيس فى العالم. - وهوه اختار مصر من دون العالم الإسلامى كله علشان يخطب خطبة مهمة جداً للمسلمين.. ترد أم إبراهيم : - يا أخويا إحنا مالنا.. أنا فى سماعين اللى زمانه مفرفر.. يرد الأستاذ عبدالمعطى: - الخطاب قرب.. الساعة دلوقت إتناشر ونص... التليفزيون عندى خسران.. ولابد نسمع الخطاب. يرد الشحات: - تعالى عندنا يا أستاذ عبدالمعطى، تليفزيونّا شغال. ودخل أوباما.. والكاميرات عليه والتصفيق الحاد. أم الشحات: - ياختى ده أسمر.. ولا كأنه أمريكانى..!! الأستاذ عبدالمعطى: - ما هى دى الديمقراطية.. أسمر ومن أفريقيا لكن انتخبوه.. عنده الجنسية.. على فكرة اسمه باراك حسين أوباما. وأنصتوا كلهم وانضمت إليهم عيشة السودانية وهى تضحك وتقول: - شفتوا أوباما ده جرايبنا جنوبى أسمر زيى! وانتهى الخطاب وقال الأستاذ عبدالمعطى: - ده راجل صفوة.. يعنى كلامه جيد.. وقال آيات من القرآن يصالحنا بيهم.. لكن مصمم زى بوش تمام على رعاية إسرائيل ودعمها.. ومصمم على المحرقة.. يعنى المحرقة اللى حرق الألمان فيها اليهود من أكتر من ستين سنة. وترد مدرسة الجغرافيا عديلة: - خدت بالك يا أستاذ عبدالمعطى لما قال القدس مدينة لكل الأديان.. ده النتن ياهو زمانه حيتجنن!! - ولا حيتجنن ولا حاجة هم حيعملوا اللى هما عاوزينه ولا يهمهم أوباما ولا غيره.. - قوللى يا أستاذ عبدالمعطى ما جابش سيرة السلاح النووى بتاع إسرائيل.. اشمعنى إيران يعنى (قالت عديلة مستعرضة). - يا ست عديلة هما اللى مسلحين إسرائيل علشان هيه البعبع بتاعهم اللى بيخوفونا بيه. وترد أم إبراهيم: - ماجابش معاه حاجة يفرقها علينا؟ أمال كبير العالم إزاى؟ وترد أم الشحات: - باينه كبير بالكلام وخلاص.. ويقول الأستاذ عبدالمعطى بس الجماعة بتوع الصحافة دول مابيعجبهمش العجب الراجل اختار مصر علشان يكلم المسلمين. - وترد عديلة تستعرض ذكاءها ومعلوماتها. - لكن يا أستاذ عبدالمعطى، ده اتكلم فى كل حاجة، ده جاى يقول سياسته اللى حيمشى عليها أثناء ولايته. - كفاية يا ست عديلة إنه يوقف المستوطنات. ويدينا القدس بدل ما تتنجس وتبقى عاصمة لليهود.. دول مصممين إنها عاصمة أبدية. ويقول المذيع: - وبعد اجتماعه والوفد المرافق بالرئيس مبارك ذهب إلى مسجد السلطان حسن ثم ألقى خطبته فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة ثم غيّر ملابسه وذهب لزيارة الهرم فتقول عديلة وكأنها أبو العريف. - والنبى الزيارة دى يا أستاذ عبدالمعطى أهم ما فيها عنده الهرم.. وشرب الأستاذ عبدالمعطى باقى زجاجة المرطب وأغلق فمه على تكريعة مريحة بعد رغيف الحواوشى وهو يقول: - دايماً عامر يا ست أم الشحات وقالت عديلة : - كل أوباما وانت طيب يا أستاذ. - وهو أطيب منك يا ست عديلة. قبل الطبع كما يقول الأستاذ عبدالمعطى.. نتانياهو لا يهمه أوباما ولا أمه.. أعطى إشارة البدء فى هدم 13 منزلاً فى القدس وأعلن عدم إيقاف المستوطنات.. ولم تمض على الزيارة 72 ساعة!! هذه هى إسرائيل سواء نتانياهو أو أولمرت أو شارون.. من أول بن جوريون والمشروع يتنامى.. والفلسطينيون منشغلون بخلافاتهم.. وإلى اللقاء فى رئيس أمريكى قادم وفتح وحماس على طاولة المفاوضات.