جير وجبس تتحول لعقاقير «مزاج» و«مقويات جنسية» بالدقهلية

جير وجبس، ومواد مجهولة المصدر والتكوين، هذه هى المواد الخام، لصناعة أقراص ظلت تباع بالأسواق على أنها أدوية مخدرة، حتى تمكنت مباحث الدقهلية من مداهمة ورشة ملابس، يحولها بائع سمك، ليلاً، ل«صب» منتجاته، التى يوزعها على صيدليات شربين ونبروه والمنصورة والقاهرة والإسكندرية.
البداية مع تلقى العميد سعيد عمارة، مدير المباحث، معلومات عن ورشة مقامة وسط الزراعات، بمنطقة العزبة الحمراء، تتصدر واجهتها ماكينات خياطة، وتستبدلها ليلاً ب«استامبات»، تصب عليها أنواعاً مختلفة من الأقراص المخدرة والمنشطة جنسيا. تحريات فريق المباحث الذى ضم المقدم سامح عبدالفتاح، والرائد محمد صفوت، والنقيبين مدحت المرتضى ومحمد مشالى، أكدت صحة المعلومات، وأن «ط. ف»، 38 عاما، بائع أسماك، هو من يدير المكان.
داهمت قوة المباحث، مدعومة بالأمن المركزى، الورشة، وتبين أنها منزل من بدروم ودورين ملك عبدالمنعم يونس، وأنه أجَّره للمتهم، وعثر بداخله على ماكينات تصنيع فوارغ الأشرطة ومستلزمات الأقراص، وماكينات لطباعة أسماء العقاقير على الأشرطة والعبوات، وأخرى لخلط ولعجن المواد الخام، وفرن للتجفيف، وجهاز «كومبروسر» لتفريغ الهواء من الأشرطة، وماكينات خياطة تتصدر واجهة محل بالمبنى.
المفاجأة كانت فى طبيعة المواد الخام التى ضبطتها المباحث، فلم تكن سوى شكائر جير أبيض وجبس، إنتاج مصنع النصر للملاحات، و«برطمانات» مواد طبية مجهولة المصدر والمحتوى، وبرطمانات معبأة بكالسيوم وبوتاسيوم، لإضفاء رائحة الدواء على الأقراص، وبكر سوليفان ل«البرشمة»، وبكر بلاستيك شفاف للتغليف. وعثر على 150 ألف قرص، وآلاف الأشرطة المعدة للتوزيع، مدون عليها «تامول 225»، و«ترامادول». وقدرت معاينتا المباحث والنيابة أن المواد الخام المضبوطة تكفى ل«صب» 60 مليون قرص تحمل أسماء أدوية متنوعة. لكن «ط. ف»، المتهم الرئيسى، نجح فى الهرب، وأمرت النيابة، برئاسة السيد موسى، بسرعة ضبطه، هو وباقى شركائه، وبالتحفظ على المضبوطات، وتشميع الورشة، التى بدأت عملها قبل شهرين، بالشمع الأحمر.