استمعت نيابة شمال قنا الكلية، صباح أمس، إلى أقوال الأنبا كيرلس، أسقف مطرانية نجع حمادى، حول حادث مقتل 6 مسيحيين ومجند شرطة مسلم ليلة عيد الميلاد، بعد أن تقدم كيرلس بطلب مكتوب إلى المستشارين حسن القاضى ومحمد عطية، المحامين العامين الأولين، طلب فيه الإدلاء بأقواله حول الجريمة. أكد كيرلس أنه كان المقصود وليس الضحايا، وأن المتهمين كانوا ينوون إطلاق الرصاص عليه أثناء خروجه من الكنيسة، أنه توجه، صباح أمس، إلى النيابة بعد أن حددت له جلسة استماع، وقال أمام أحمد عبدالباقى، رئيس النيابة الكلية، ومحمد جمال، مدير النيابة، إنه بدأ القداس فى ساعة مبكرة لينهيه مبكراً خوفاً من وقوع صدامات. وأضاف: «خرجت من الكنيسة قبل منتصف الليل وفوجئت بإطلاق الرصاص بعشوائية ولم أشاهد المتهمين بإطلاق الرصاص ولا السيارة، لكننى تأكدت أننى المقصود عندما فوجئت بشاب يمنعنى من دخول المطرانية حتى تصيبنى الرصاصات لكنها مرت بالقرب منى»، ولم يحدد كيرلس أوصاف هذا الشاب أو معلومات عنه وقال إنه مجهول، ولا يعرفه أو يشاهده من قبل. وأضاف الأنبا فى التحقيقات أنه لا يعلم لماذا ارتكب المتهمون الثلاثة جريمتهم ولا من حرضهم وأنه يترك ذلك لأجهزة الأمن والجهات المعنية. قالت مصادر أمنية مطلعة إن حبيب العادلى، وزير الداخلية، أصدر قراراً باعتقال 28 شاباً من مثيرى الشغب بينهم 8 مسيحيين و20 مسلماً. وأضافت المصادر - التى طلبت عدم نشر أسمائها - أن المتهمين ليسوا 42 كما ذكرت وسائل الإعلام، وأنه تم نقلهم إلى سجن قنا العمومى، بموجب هذا القرار ولن يتم عرضهم على النيابة لبدء التحقيقات كما أعلن من قبل. كانت أجهزة الأمن نسبت إلى 28 متهماً ارتكاب جرائم الحرق والإتلاف العمدى لممتلكات الغير وإثارة الشغب والتخريب وترويع الآمنين، وألقت القبض عليهم على خلفية تحريات دقيقة وأقوال شهود عيان من الضحايا. وواصلت نيابتا قنا الكلية ونجع حمادى الجزئية، تحقيقاتهما فى القضية وانتقل فريق من النيابتين إلى قرية بهجورة التى تبعد 4 كيلومترات عن المدينة والتى شهدت تحطيم بعض الممتلكات فى أعقاب الحادث، وعاينت 16 محلاً ومنزلاً و3 دراجات نارية، وأفادت التحريات وشهود العيان بأن المتظاهرين مسلمين ومسيحيين أضرموا النيران فى تلك المنازل والمحال والدراجات، وتبين من المعاينة أن الحرائق سببها إشعال النار بالبنزين ومواد بلاستيكية وتبين احتراق منازل بالكامل مكونة من 5 طوابق، وجار فحص آثار الخسائر وتقديرها لعرض التقرير كاملاً على المستشارين حسن القاضى ومحمد عطية المحامين العامين الأولين. ضم فريق التحقيق والمعاينة خالد عبدالشكور، مدير النيابة، وأحمد الأزرق ومحمد أبوكريشة وعاصم عدوى وأحمد خلف، وكلاء أول النيابة. وفى نيابة شمال قنا الكلية، واصل أحمد عبدالباقى، رئيس النيابة التحقيق فى قضية القتل، خاصة بعد اعتراف المتهم الثالث، هنداوى سيد محمد، بارتكاب الجريمة بصحبة المتهمين الأول والثانى، بعد إنكار استمر ساعات واستعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثث القتلى السبعة، وأفاد التقرير المبدئى بأن القتلى تلقى كل منهم ما بين طلقتين و6 طلقات نارية فى منطقة الصدر والبطن والرقبة. وتبين أن عدداً كبيراً من المبلغين بتعرض منازلهم ومحالهم للحرق والإتلاف لم يتهموا أحداً بعينه، وكان المجنى عليه المسيحى يقول فى التحقيقات «إن بعض الأشخاص أو المسلمين وراء الحادث»، وكان الضحية أو المجنى عليه المسلم يقول: «إن بعض الأشخاص أو الأقباط وراء الحادث». وفى سياق متصل، زار وفد من الصحفيين المسلمين والمسيحيين الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، وتوجهوا إلى منازل الضحايا السبع وقدموا لهم واجب العزاء، وقال جمال عبدالرحيم، عضو مجلس النقابة، ل«المصرى اليوم»: «إن الوفد ضم صحفيين مسلمين ومسيحيين من صحف قومية وحزبية وخاصة». وأضاف: «إن الأنبا كيرلس أخبرهم بأن المسلمين فى مدينة نجع حمادى كانوا أكثر حزناً من المسيحيين على الضحايا، وأن ذلك يعكس روح المودة والحب بين أبناء المدينة وأن الحادث ارتكبه 3 مسجلين خطر». ولفت عبدالرحيم إلى أن الأنبا كيرلس أخبرهم بتقاعس أجهزة الأمن عن حماية كنائس نجع حمادى ليلة عيد الميلاد، وأنها تعاملت بقسوة مع المتظاهرين المسيحيين وأطلقت عليهم قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطى. من جانبه، قال كيرلس للصحفيين: «أتنبأ بأن يحصل المتهمون الثلاثة على البراءة مثل المتهمين فى أحداث الكشح»، ورد عليه الصحفيون بأن مصر بها قضاء عادل ونزيه وأن النيابة العامة تحقق فى القضية بحياد ونزاهة، وستقدم المتهمين إلى محاكمة عادلة، وأن المحكمة ستقول كلمة النهاية وأن الحكم هو عنوان الحقيقة.
