علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن اللواء طارق رسلان المدير السابق لإدارة الموانئ بالبحر الأحمر تولى إدارة المفاوضات بين المتهمين فى جريمة نجع حمادى وأجهزة الأمن، وأقنعهم بتسليم أنفسهم بعد 36 ساعة من وقوع الجريمة. وقالت المصادر ل«الشروق» إن المتهم الأول حمام الكمونى يرتبط بعلاقة وثيقة منذ فترة باللواء طارق رسلان قبل إحالته للتقاعد، ولجأت القادات الأمنية إليه فور وقوع الجريمة لمساعدتهم فى القبض على المتهمين. وقام اللواء رسلان بإجراء مكالمات هاتفية مع المتهم الأول حمام الكمونى، ونقل إليه تعهدات شخصية أمنية كبيرة تابعة لجهاز أمن الدولة بعدم التعرض له ولزملائه بالأذى أثناء فترة حبسهم مع ضمان إجراءات محاكمة عادلة. ولفتت المصادر إلى أن الكمونى طلب من قيادات الأمن قبيل تسليمه، عدم التعرض لأسرته المقيمة بقرية البهجورة القريبة من مدينة نجع حمادى وضمان حمايتهم وعدم الاعتداء عليهم. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن أحاطت قرية البهجورة حيث تقيم عائلة الكمونى وقرى مجاورة لها بكردون أمنى منعا لوقوع مصادمات بين المسلمين والأقباط. على صعيد تطورات القضية تم نقل المتهمين الثلاثة حمام الكمونى وقرشى أبوالحجاج وهنداوى محمد السيد والمحبوسين حاليا 15 يوما على ذمة التحقيقات إلى سجن أسيوط العمومى خوفا من تكرار أحداث الشغب مرة أخرى، بعد اعترافات المتهم الثالث بالواقعة. وبدأت نيابة قنا الكلية أمس برئاسة أحمد عبدالباقى رئيس النيابة تحت إشراف المستشار محمد عطية المحامى العام لنيابات شمال قنا، تحقيقاتها مع 29 شخصا بتهمة الشغب والإتلاف العمد وتكسير السيارات ومستشفى نجع حمادى العام، على خلفية مقتل الأقباط السبعة ومساعد شرطة يوم الاحتفال بعيد الميلاد. وكانت النيابة قد استمعت، مساء أمس الأول، إلى شهادة 4 أقباط بعد أن طلب الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى سماع أقوالهم، وأكد اثنان منهم رواية المتهم الأول حمام الكمونى وهو يطلق النار بشكل عشوائى على تجمعات الأقباط، بينما أكد الاثنان الآخران سماعهما لإطلاق النار وعدم رؤيتهما للمتهم. وكان الأنبا كيرلس قد أشار فى تحقيقات النيابة إلى أن المتهمين فى الحادث كانوا يهدفون إلى قتل أكبر عدد من المسيحيين وليس هو تحديدا، وأن «حمام الكمونى قاتل مأجور وليس له أو من معه أى انتماءات دينية أو سياسية». واستكملت نيابة مركز نجع حمادى برئاسة خالد عبدالشكور مدير النيابة وأحمد الأزرق ومحمد أبوكريشة وكيلى النيابة معاينتهم للمحال والمنازل التى أتلفت وحرقت على خلفية أحداث الشغب التى شهدتها المدينة التى وصل عددها حتى أمس، إلى 35 محلا بمدينة نجع حمادى وقرية بهجورة مملوكين لأقباط والمسلمين و4 سيارات شرطة و4 سيارات مملوكة للأهالى بالإضافة إلى 15 منزلا. وقال د. محمد رفعت مدير مستشفى نجع حمادى العام فى تحقيقات النيابة إن خسائر المستشفى من أحداث الشغب وصلت إلى إتلاف 4 أجهزة تكييف والعيادات الخارجية والقسم الاقتصادى ومطبخ المستشفى، كما تم تكسير الواجهات الزجاجية مما ترتب عليه تعطيل العمل بالمستشفى لمدة يومين وهروب المرضى. إلى ذلك زار أمس وفد مكون من 12 عمدة من مركز قوص بمحافظة قنا، مطرانية نجع حمادى لتقديم العزاء للأنبا كيرلس والأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة.