واصلت أمس محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بقنا، جلسات محاكمة المتهمين بمذبحة نجع حمادى والمتهم فيها كل من حمام الكمونى وقرشى أبوالحجاج وهنداوى السيد على خلفية اتهامهم بقتل 6 أقباط ومسلم عشية الاحتفال بعيد الميلاد. واستمعت المحكمة برئاسة القاضى محمد فهمى وعضوية القاضيين محمود عبدالسلام ومعوض محمد محمود، وبحضور أحمد عبدالباقى، رئيس النيابة لأقوال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى وتوابعها، حول الواقعة. وحضر الأنبا كيرلس فى حراسة أمنية مشددة، وطلب منه القاضى حلف اليمين فقال «والله العظيم أقول الحق». وسأله القاضى متى أنهيت الصلاة، فرد الأنبا فى حوالى الحادية عشرة مساء، فاستفسر منه عما إن كانت انتهت فى كل الكنائس فى الوقت نفسه فقال الأنبا نعم. وسأل القاضى هل هذا هو الموعد المعتاد، فرد كيرلس بأنه ليس الموعد المعتاد، فقد أنهينا الصلاة قبل موعدها الأصلى بساعتين، ولما سئل عن السبب قال ترددت شائعات بأن البعض توعدنا بالرد على حادث فرشوط فى ليلة عيد الميلاد وللاحتياطات الأمنية أنهينا الصلاة مبكرا. وأضاف كيرلس أنه لم يبلغ جهات الأمن بما وصله من معلومات أو شائعات حول احتمالية الهجوم على الكنيسة، مبررا ذلك بأن الأمن من المفترض أنه يعلم كل شىء. وحكى كيرلس الواقعة بقوله إنه يوم الحادث وأثناء وقوفه بطرقة المطرانية بمدينة نجع حمادى مع عدد من الشباب، سمع صوت طلقات نارية من ناحية شارع حسنى مبارك فطلب من الشاب أيمن موريس وآخرين الخروج لمعرفة الأمر، وبعد رجوعهم أكدوا له أن هجوما وقع ضد الكنيسة، ويوجد عدد من القتلى بالقرب من الكنيسة. وأضاف خرجت من الجهة المقابلة لشارع السنترال فوجدت سيارة ماركة فيات 132 زيتى اللون وأنا أعرف أنها ملك ل«حمام الكمونى» تسير ببطء وتنطلق منها الطلقات النارية بشكل عشوائى وأنه شاهد شخصين آخرين فى السيارة لا يعرفهما وكان أحدهما بجوار الكمونى والآخر خلفه. وهنا قاطعه حمام الكمونى، وطلب من القاضى الحديث لكن القاضى رفض وأمر الحرس بإخراج الكمونى من القاعة وإنزاله غرفة الحجز، ولحظة إخراجه ردد «حسبى الله ونعم الوكيل». واستطرد كيرلس فى حديثه لكن هذه المرة قاطعه المتهم الثالث هنداوى السيد وطلب الحديث أيضا لكن القاضى اعترض وطرده هو الآخر فما كان منه إلا أن قال «حسبى الله ونعم الوكيل فى الأنبا كيرلس والعميد أحمد حجازى، رئيس المباحث الجنائية بالمديرية». ولما سأل القاضى الأنبا كيرلس عن علاقته بحمام الكمونى قال إن شخصا قبطيا أحضر له الكمونى كى أساعده فى إيجاد وظيفة لكنى لم أؤد له أية خدمات ولم أعطه أى فلوس حتى لو من باب الشفقة ولم أحصل منه على أية خدمة. وطلب القاضى من هيئة الدفاع عن المتهمين توجيه الأسئلة للأنبا فرفض دفاع المتهم الأول والثانى توجيه أى أسئلة، لكن دفاع الثالث طلب ذلك وسمح له. وبدأ الدفاع بسؤال الأنبا كيرلس عما إذا كان شاهد المتهمين فأجاب الأنبا لم أرهما لكنى أعرف أن السيارة ملك للكمونى، وناقشه المحامى حول معلوماته عن الواقعة ولماذا لم يبلغ الشرطة بما ورد إليه من معلومات عن المسلمين سيردون على المسيحيين بسبب حادث فرشوط. وحدثت مشادة بين الدفاع وبين المحكمة لأن الدفاع قدم ورقة بها 7 مطالب رفضتها المحكمة ولم يتبين للصحفيين مضمون هذه المطالب، فهدد الدفاع بالانسحاب ولما وافقت المحكمة على انسحابه تراجع وتدخل نقيب المحامين السابق سامح عاشور لتهدئة الموقف، وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية لجلسة 18 ديسمبر لسماع مرافعة الدفاع. وشهدت جلسة المحاكمة أمس تواجدا أمنيا كثيفا تحت إشراف اللواء طه الزاهد، مساعد وزير الداخلية واللواء عادل مهنا، مدير أمن قنا واللواء محمد بدر، مدير المباحث الجنائية وطوقت الشرطة جميع الشوارع المجاورة لمبنى المحكمة وسمح للصحفيين بالدخول لقاعة المحكمة بعد تركهم لهواتفهم المحمولة والكاميرات. وكانت المحكمة فى جلسة الأحد الماضى قد ألزمت النيابة الأنبا كيرلس بحضور جلسة أمس وتغريمه 200 جنيه لتخلفه عن حضور الجلسات السابقة بعد أن أصر الدفاع على حضوره بعد مناقشة كبير الأطباء الشرعيين والعقيد عبدالحكيم العلكى، مأمور مركز شرطة نجع حمادى. وكشف مصدر بالكنيسة «فضل عدم نشر اسمه ل«الشروق» أن الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى لم يحضر لجلسات المحاكمة السابقة، والتى تم استدعاؤه للشهادة فيها 5 مرات ليس لظروفه المرضية فقط، وإنما لأنه يرى أنه من العيب حضور رجل دين إلى المحكمة، كما أنه يخاف أن يحرجه أو يستخف به محامى المتهمين فى أسئلتهم. وأكد مصدر قضائى ل«الشروق» أن حضور الأنبا كيرلس هو حضور استدلالى لأنه «شاهد ماشفش حاجة» وأن تمسك الدفاع بهذا الطلب يأتى كنوع من الاستعراض، لأن أدلة الثبوت فى القضية مبنية على 18 شاهدا بالإضافة إلى الأنبا، مضيفا أن شهادته ليس لها تأثير قوى على سير القضية لأنه كان وقتها بداخل المطرانية وخرج منها بعد سماعه الطلقات النارية.