ترأس البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية بالقاهرة، قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، مساء أمس الأول، وسط ما يقرب من 10 آلاف قبطى، وبحضور كبار رجال الدولة. بدأت الاحتفالات فى التاسعة مساء واستمرت حتى منتصف الليل وسط حضور رسمى كبير شمل مندوبًا عن الرئيس حسنى مبارك، هو كبير أمناء رئاسة الجمهورية، لواء سعيد كمال زادة، وآخر عن رئيس الوزراء وهو لواء على محرز، الأمين العام المساعد لمراسم رئاسة الوزراء، إضافة إلى عدد كبير من الوزراء، منهم المهندس ماجد جورج، وزير البيئة، والدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، ولواء عبد السلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، كما حضر الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، وسفراء بريطانيا وألمانيا والمجر، إضافة إلى غرغوريوس الثّالث بطريرك الروم الكاثوليك، والمطران منير حنا أنيس، رئيس الكنيسة الأسقفية. وتقدم الحضور جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطنى، والذى حظى بتصفيق كبير من آلاف الأقباط المشاركين فى الاحتفال، حين وجه البابا شنودة الثالث الشكر له على حضوره، فيما غاب عن الحضور بطرس غالى، وزير المالية، ومارجريت سكوبى، سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورفضت الكنيسة السماح بدخول أى كاميرات تليفزيونية لتغطية الاحتفال عدا كاميرات التليفزيون المصرى، مؤكدة أنها اتفقت على البث حصرياً للتليفزيون المصرى. ومنع البابا شنودة قناتى أغابى وC.T.V التابعتين للكنيسة من التصوير وألزمهما بالنقل من التليفزيون المصرى أسوة بباقى القنوات الفضائية. بدأ الحفل بدخول البابا شنودة من الباب الكبير لقاعة الكاتدرائية يتقدمه صليب ذهب يصل ارتفاعه إلى أكثر من مترين، وذلك فى تمام العاشرة والربع، بينما اصطف الشمامسة على الصفين لاستقباله وهم يرددون ترانيم قبطية، وتحرك البابا حاملا صليبا كبيرا لوح به للحضور، ثم قام برئاسة القداس الإلهى لعيد الميلاد، والذى استمر حوالى ساعة، قبل أن يبدأ فى إلقاء عظته ووصاياه للشعب القبطى. وظهر جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، فى الحادية عشرة مساء وسط تصفيق حاد من الأقباط الحضور ليكون آخر الحضور حيث كان فى استقباله الدكتور ثروت باسيلى، عضو المجلس الملى، بتكليف من البابا شنودة. وفى كلمته توجه البابا شنودة باسم جميع الهيئات القبطية فى مصر والمهجر بالشكر للرئيس مبارك على مكالمته التليفونية للتهنئة بالعيد، فضلاً عن تهنئة الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، وتهنئة المشير طنطاوى وحبيب العادلى والمستشار عبدالمجيد محمود والمستشار الحسينى والزند هاتفياً. كما حضر للمقر للتهنئة الدكتور زكريا عزمى، رئيس الديوان، وأسامة الباز، المستشار السياسى للرئيس مبارك، ويحيى عبدالمجيد، محافظ الشرقية، والمستشار مقبل شاكر، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والدكتور صفوت البياضى، رئيس الطائفة الإنجيلية. وحرص البابا فى عظته على تأكيد أن مناسبة عيد الميلاد أيام فرحة وبهجة وسرور لكل مصر، مشدداً على أن المسيح – عليه السلام – كان مثالياً فى كل أفعاله، ويحب المثاليات، وهو يقول: «كونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل»، وقطعاً يقصد الكمال النسبى – حسب البابا - فالكمال المطلق لله وحده، فالأمر متوقف على إمكانيات كل شخص. وقال: «الكمال يكون مع الله والناس والنفس، فعلى المؤمنين أن يتوبوا ويغفروا لمن يسيئون إليهم، ويتعاملوا مع الناس بنقاوة القلب وعموم السلام وحسن المعاملة للآخرين، والتى تقوم على قاعدتين هما التسامح والمغفرة للمسيئين، فالإنجيل يقول: «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، وصلوا من أجل الذين يطردونكم، لأنهم ضحايا، فالعدو الحقيقى هو الشيطان». وختم البابا حديثه بدعوة لله أن يعم الخير والسلام مصر تحت قيادة الرئيس مبارك.