فى الماضى القريب كانت العلاقات بين الشباب والفتيات تتم فى أضيق حدود ممكنة، ولم يكن التعارف بينهم والتواصل بشكل ثابت يتم بسهولة، لكن الآن الوضع اختلف شيئاً ما، إذ أكدت دراسة صادرة عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية لعام 2008، أن نسبة مستخدمى الشات والإنترنت بين الأطفال (من سن 12 حتى 16 سنة) بلغت نحو 60٪، وأكدت الدراسة أن العينة العشوائية التى تم إجراء الدراسة عليها من طلبة المدارس، التى بلغ عددها 1600 طالب من مناطق مختلفة بمحافظتى القاهرة والإسكندرية، يستخدمون الشات للتواصل مع أصدقائهم بالدراسة، أو للتعرف على غرباء عن طريق مواقع ومنتديات الشات المختلفة. وأوضحت الدراسة أن رغبة الأهل فى تعلم أبنائهم للغة الكمبيوتر والتعامل معه كان السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة، خاصة أن الأهل لم ينفروا من فكرة تحدث الابن أو الابنة إلى أصدقائهم. محمد السيد، طالب بالصف الأول الثانى، يؤكد أنه يستخدم الشات للتواصل مع صديقاته اللاتى كن معه فى المدرسة الإعدادى، بعد أن انفصل عنهن بسبب التحاق كل منهم بمدرسة أخرى للبنات فقط أو للبنين فقط. أما ميار حسين، طالبة بالصف الثانى الثانوى، فأكدت أنها تستخدم مواقع الشات للتعارف على أصدقاء جدد، إضافة إلى أصدقائها القدامى، مشيرة إلى أن أهلها لا يسمحون لها بالتعامل مع الإنترنت بالمنزل طوال الوقت، بحجة أنه يضيع وقتها، ومن الأفضل أن تستغل هذا الوقت فى مذاكرة دروسها، وهو الأمر الذى يدفعها للجلوس من حين لآخر على كافيه نت للحديث مع أصدقائها. وتقول مها أحمد، طالبة بالصف الأول الثانى: إن أهلها لا يرفضون حديثها مع أصدقائها، سواء كانوا من الشباب أو الفتيات عبر الإنترنت، خاصة أنه تحت رقابتهم، ولكنهم يرفضون استخدام وسائل أخرى فى الشات، ك«المياك» و«الويب كام». ويرفض رامى موسى، طالب بالصف الثالث الثانوى، فكرة تقبل الأهل بسهولة لجلوسه لفترات طويلة ومتواصلة على الإنترنت للتحدث مع أصدقائه، مشيراً إلى أن والده يسأله بشكل دائم عمن يتحدث معهم، وعن الطريقة التى تعرف بها عليهم. وتؤيده فى الرأى مروة حسين، طالبة بالصف الثالث الثانوى، مؤكدة أن أهلها يرفضون تعارفها على الأشخاص عبر مواقع الشات، وأن جولسها على الإنترنت للتحدث مع صديقاتها الفتيات يكون تحت رقابة أهلها وأمها تحديداً. لكن هدى عبدالنور، طالبة بالصف الثانى الثانوى، أشارت إلى أن أهلها يتقبلون فكرة حديثها مع أصدقائها الشباب والفتيات عبر الشات، بشرط ألا تجلس على الإنترنت بعد الساعة الثانية عشرة مساء.