ليجتمع كل هؤلاء يتحدثون الي بعضهم البعض حتي ينجذب شخص الي الآخر أو رجل الي امرأة او شاب الي فتاة لتبدأ محادثات منغلقة داخل الغرف الشخصية حيث تبدأ قصص الحب والغرام والخيانة واطفاء جذوات الشهوات عند الشباب غير القادر علي تكاليف الزواج او فتاة انضمت الي العوانس .. وكذلك تحدث جرائم النصب والابتزاز وبالرغم من كل هذه المساوئ التي يتعرض لها الشباب يقع كثير منهم تحت وطأة إدمان الانترنت بشكل عام والدردشة بشكل خاص. ويؤكد خبراء علم النفس أن هناك عدة إغراءات تدفع الشباب لغرف الدردشة بهدف الصداقة أو إقامة علاقات عاطفية ، وذلك نتيجة للفراغ الاجتماعي لملء الفراغ ورغبتهم في الإحساس بالاهتمام ، حتي وإن كان الطرف الآخر مجهولاً بالنسبة لهم . وتتعرض نسبة كبيرة من الفتيات في سن المراهقة إلي الخطر خلال غرف الدردشة ، حيث يتم استقطابهن لأحاديث جنسية تتطور إلي علاقات كاملة ، وبصفة عامة يجد الشباب "المكبوت" ضالته في غرف الشات لإقامة علاقات عاطفية عابرة ، أو اتخذه البعض وسيلة للخيانة الزوجية. داخل غرف الدردشة تجولنا تعرفنا علي قصص وحكايات راوها اصحابها بعد ان وقعوا في مشكلة بسبب ارتيادهم تلك الغرف ، ولكن دون جدوي فقد وقعوا في براثن ادمان الشات . منة فتاه تبلغ من العمر 19 عاما تروي قصتها قائلة : بدأت حكايتي مع الشات ذات يوم عندما عرض علي أحد الأشخاص الحديث معي بدأنا التعارف بالسؤال عن الاسم والسن إلي آخره ، فعرض علي نفسه بأنه بنت وأنا صدقت انه بنت وكنت سعيدة ، وبعد مضي فترة قصيرة عرفني بنفسه وقال انه رجل وليس فتاة وعرفني باسمه ولكن لم يكن اسما حقيقيا أيضا حتي العمر لم يكن حقيقياً ولكني أنا عرفته باسمي الحقيقي وسني الحقيقي ، وتوالت الأحاديث ، وقد جذبني إليه ثقافته الواسعة وأسلوبه المحترم في الحديث واحترامه لي ، حيث لم تصدر منه أية كلمة جارحة ، بل كان في منتهي الظرف والأدب ، لذلك أعجبت به مجرد إعجاب فقط . وتضيف : لكنه فجأة صارحني بحبه وقد أكدت له أنه لي بمثابة أخ فقط ، ثم توالت الأيام وبعد ذلك صارحني باسمه وسنه الحقيقي بعد إلحاح مني ، وقد تألم لذلك كثيراً خشية اثر ذلك علي حبي له ،حيث انه يبلغ من العمر أربعين عاما ، وحالته الصحية ليست علي ما يرام ، وهو غير متزوج لهذا السبب ، ولكني أحبه وهو يحبني حباً لدرجة الجنون، ولكنه يخشي الزواج مني بسبب فارق السن حيث إنه يكبرني بنحو عشرين عاماً، ورغم ذلك فأنا أحبه ولا استطيع الاستغناء عنه ، ولا أتخيل أن أتزوج شخصا غيره، حيث أشعر معه بالحب والعطف والثقة والاحترام كما انه قريب من فكري وثقافتي، ومن الصعب أن أجد صفاته في شاب من عمري، ماذا افعل؟ فانا في حيرة من أمري. تفاصيل خاصة ! أما رنا فتؤكد أنها كانت متخوفة في البداية عندما تعرفت علي شاب عن طريق غرف الشات ولم تخبره بعنوانها أو أي تفاصيل خاصة بها ، بالرغم من شعورها بالميل نحوه ، وبعد فترة صارحها بإعجابه ورغبته في التقدم إليها للخطبة وأصر علي معرفة العنوان .. ولكنها تشعر بالخوف والريبة من إتمام علاقة الارتباط حتي وإن كان صادقاً بكلامه ، لأنها تخشي من أن يتعرف علي أخري بعد الزواج عن طريق الشات أو يعاملها معاملة سيئة فيما بعد بسبب طريقة التعارف ويتحول الحب إلي كابوس وتخسر كرامتها . أما محسن فهو أب لثلاث أطفال ويتهم زوجته بالتقصير والإهمال وانشغالها عنه تماماً ، وهو الأمر الذي دفعه إلي حد قوله إلي التعرف بامرأة أخري عن طريق النت ولم يخبرها بأنه متزوج إلا بعد تأكده من حبها له بالرغم من أنها متزوجة هي أيضاً ، ثم تعرف علي امرأة أخري تكبره ب15سنة و أقام معها علاقة عن طرق الهاتف. ويقول محمد احمد: أنا شاب في الثلاثين من العمر ومن مرتادي النت بصورة يومية ، وخلال تصفحي للشات تعرفت علي بنت وجري بيننا كثير من الأحاديث والمفارقات ومن خلال كلامي معها .. عرفت من هي ، وعلمت أنها تعرفني ولكنها تستدرجني وبدأت أتابعها علي النت في مواقع مختلفة بطرق فنية للتأكد منها وفعلا تأكدت بما لا يدع مجال للشك ، فهي تدخل الشات للتعرف علي الشباب مقابل كروت شحن ترسل لها علي الموبايل الخاص بها ، وتقوم بفتح الكاميرا لمن يدفع وتظهر له جسدها مقابل المبالغ أو الكروت التي تصلها وأشياء أخري ، هذه البنت التي أعرفها جيداً هي خطيبه شخص من الأقارب يحبها بقوة ولا يعرف عن ذلك اي شي وأنا محتار جدا هل أبلغه أم أتركها وحالها تستعرض جسدها علي النت لمن يدفع وهو غافل لا يدري شئاً. د. هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر يقول: أن الأسباب التي تدفع الشباب إلي الدردشة هي البطالة والشعور بالفراغ القاتل ، وزيادة أعداد البنات الباحثات عن الزواج بسبب ارتفاع نسبة العنوسة ، والبنت غالباً يكون لديها نطاق التعارف ضيقاً فتلجأ لغرف الشات ، أما المراهقات فيجدن في الدردشة ملاذا لتفريغ العواطف من سن 17 : 21 سنة. وينصح د. هاشم عبدم ترك الأبناء لساعات طويلة أمام الإنترنت بدون الاطمئنان علي البنت أو الولد ، وهذا لا يعني أن نمنعهم عن الانترنت أو من الدخول علي غرف الشات ، ولكن يمكن متابعتهم ومعرفة ما يقومون به علي الفيس بوك وغرف الشات ، ومن ناحية أخري يجب أن يكون التعامل بمنتهي الحذر ويكفي التصريح بالعمر والمؤهل الدراسي فقط لصديق الشات حتي يكون هناك توافق فكري لأي مناقشة أو لتبادل الثقافات مع الشعوب الأخري. خصوصية آمنة وقسم مصدر أمني مصري مسئول بشرطة الحاسبات والمعلومات الدردشة علي الأنترنت إلي نوعين آمنة عبر الماسنجر مع أشخاص معلومين لنا تربطنا بهم علاقات شخصية كأفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل ، وأخري غير آمنة وهي عبر غرف الدردشة ويتم خلالها تبادل المعلومات الشخصية والصور والملفات التي يمكن من خلالها عمل هاكر أو قرصنة علي الجهاز والتحكم التام علي ما يحتويه الجهاز من ملفات وصور وأي معلومات. وحذر المصدر الأمني من وضع البيانات بالكامل علي مواقع التوظيف والزواج والتعارف ، لأن هذه البيانات متاح للجميع الاطلاع عليها ، ومن هنا تقع البنت في براثن الذئاب ، لأن الشاب يجد في مثل هذه المواقع قائمة كبيرة من البيانات عن البنات اللاتي علي أتم الاستعداد للبحث عن ابن الحلال ولا يمانعن من التعارف. كما حذر من وضع أي صورة خاصة علي البروفايل ، لا يجب أن نتعامل مع مثل هذه المواقع علي أنها مواقع العائلة نعرض عليه صورنا في جميع المناسبات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة دون داع .