يقولون إننا أكثر تديناً من الشعوب المتقدمة.. يا حسرة على العباد.. إذا كنا أكثر تدينا فلماذا نحن أكثر تأخراً؟.. لماذا نعانى من الظلم والجهل والفقر؟.. نحن للحقيقة متدينون اسما لا فعلا.. نعتنى بالمظهر ونتغاضى عن الجوهر.. لا نأخذ بالأسباب.. متواكلون لا متوكلون!! من جلس على «كرسى» أياً كان علوه، تناسى أنه سيحاسب على ما فرط تجاه حقوق من يرأسهم من عباد الله.. فما بالنا بالكراسى التى تتحكم فى مصير الأمة ومستقبل الشعب!! أليس أفضل الجهاد- كما قيل- كلمة حق عند سلطان جائر.. من يقوم بهذا الدور جهراً؟! الكل خائف، لا ينطق من منطلق «هو أنا اللى هغير الكون»!!.. نظرت فى قصة فرعون موسى فاستوقفتنى كلمات «فاستخف قومه فأطاعوه».. ماذا كانت نتيجة الاستخفاف وطاعة فرعون الظالم.. هلك وهلك قومه وذهبت دولتهم!! وفى المقابل فى قصة ملكة سبأ عندما ألقى إليها كتاب من سيدنا سليمان يدعوها للإيمان بالله.. قالت لقومها «افتونى فى أمرى ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون».. إنها الشورى وأخذ آراء الرعية.. فكانت النتيجة أن أصابها وقومها الخير والفلاح.. وسرحت متذكراً بعض الزعماء الديكتاتوريين فى عالمنا الثالث ونتيجة رضوخ شعوبهم لهم.. ضياع وعدم رقى وتقدم.. وأكرر «العيب فينا وفى حبايبنا»!!. حاتم فودة