لجأت إيران إلى «المرونة» مجدداً على وقع تسارع خطى الدول الكبرى نحو فرض عقوبات جديدة عليها، وإرسال روسيا أقوى إشارة لها حتى الآن بأنها تؤيد هذه العقوبات. وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى، أمس، أن بلاده مستعدة للتراجع عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة20% والعودة إلى نسبة التخصيب السابقة وهى 3.5%، مشترطاً موافقة الدول الكبرى على تزويد بلاده بالوقود النووى. وقال صالحى: «الاتفاق مازال مطروحا على الطاولة»، لكنه كرر أن التبادل يجب أن يتم بشكل متزامن وعلى أرض إيرانية وهو شرط لن تقبله على الأرجح القوى الغربية التى تريد من طهران أن ترسل معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج قبل أن تحصل فى المقابل على يورانيوم مخصب لدرجة أعلى. وأضاف صالحى «اليورانيوم الإيرانى يمكن أن توضع عليه أختام ويوضع تحت (وصاية) الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة داخل إيران إلى أن تحصل طهران على الوقود النووى الذى تحتاجه لمفاعل ناتانز». وفى غضون ذلك، بدت الدول الكبرى أكثر تقارباً نحو فرض عقوبات جديدة على طهران وبدأت القوى الكبرى بالفعل المناقشات بشأن الخطوة المقبلة، فيما أرسلت روسيا أقوى إشارة حتى الآن بأنها ستؤيد فرض مجموعة عقوبات دولية رابعة بسبب البرنامج النووى الإيرانى. وقال نيكولاى باتروشيف، أمين مجلس الأمن الروسى المتشدد، إن مخاوف الغرب بشأن نوايا إيران النووية «مبررة»، وأضاف: «إيران تقول إنها لا تحاول امتلاك أسلحة نووية وإنها تريد فقط قدرات نووية سلمية، لكن الإجراءات التى تتخذها بما فى ذلك الانتقال إلى تخصيب اليورانيوم إلى 20% تثير الشكوك فى دول أخرى، وتلك الشكوك لها ما يبررها تماما». وبدوره، قال قنسطنطين كوساتشيوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الروسى (الدوما)، إن تحركات طهران الأخيرة أدت إلى نفاد صبر موسكو. وأضاف: «إذا كانت إيران غير مستعدة للتعاون طوعا مع روسيا وأعضاء آخرين فى مجموعة الست، فإننا نحتاج إلى تحديد موقفنا بطريقة أقوى»، مضيفا: «أعتبر أن هناك مكانا لمزيد من العقوبات الاقتصادية فقد بلغ السيل الزبى». وفيما عزلت ماليزيا سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد أرشد منذور حسين، بسبب تصويته برفض قرار يوبخ إيران، معلنة أنها ستعين مكانه شخصاً آخر فى موقع الرئاسة الدورية لمجلس محافظة الوكالة فى وقت لاحق، قال الأكاديمى اليهودى الأمريكى إيلى ويزل الفائز بجائزة نوبل «للسلام» عام 1986 إنه يرحب باغتيال الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، مؤكدا أنه لن يحزن على الإطلاق فى حال تم قتل الرئيس الإيرانى. وأضاف: «نحن متأكدون أن الرئيس الإيرانى أكبر منكر للهولوكوست فى العالم، يخطط لتدمير واستئصال الدولة اليهودية، والتسبب فى كارثة للعالم كله، ولن أبكى إذا سمعت أن نجاد تم اغتياله». وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية عن مزيد من الإجراءات القمعية ضد المعارضة، مؤكدة تأييد أحكام قضائية صدرت فى حق 35 شخصا من المعارضين الذين تصفهم «بعناصر الشغب».
