كيف نحول قوتنا الناعمة الداخلية إذن إلى محرك فعال لزيادة النمو والقوى القارية والعلمية: 1- لابد من إعادة شعور المصرى تجاه نفسه، هل يحترم ذاته ويقيم نفسه بدرجة عالية وسط العالم مقارنة بقرنائه من اليابان أو أمريكا أو ألمانيا، علماً بأن القيمة الذاتية تحدد الاتجاه والتوقعات. فلو أن نظراته لنفسه متدنية ستكون قدراته ضحلة. 2- نظرة المصرى للمصرى التى تعكس تعامله، هل شعورنا تجاه بعضنا حسن أم سيئ أو نكرانى يفتقد للثقة ولا نعترف ببعض؟ 3- ما نظرة مؤسساتنا وقيادتنا للإنسان المصرى؟ هل تحترمه، هل تقيمه، تدعمه، تنمى قدراته، نظرة التعامل وتقييم الفرد من المؤسسات تدعم قدراته وتزيد من إنتاجه، ولو قسنا نظرة المؤسسات الحكومية للإنسان المصرى من خلال تقديم خدماتها، وحاولنا تقييمها على معيار معين مقارنة بنظرة الحكومات الأخرى لمواطنيها نجد أنها متدنية للغاية. 4- وعندما يقيم الإنسان المصرى نجد نظرة التعامل والمعاملة بالمؤسسات الحكومية ضعيفة جداً مقارنة بالألمانى أو الفرنسى التى تكون جيدة جداً أو ممتازة، وبالتالى ستكون نظرة المصرى لنفسه ضعيفة جداً. 5- مدى رغبة من يديرون الأمة فى استخدام مواردها للاستثمار فى العقل البشرى المصرى عن طريق الأبحاث والتعليم ورفع مستوى التعليم وتدعيم مؤسسات الإبداع والتميز وإحساسهم بأنهم يرغبون بعقيدة قوية فى التطوير والتغيير ورفع الشأن فى هذه الاتجاهات مقارنة بالخريطة العالمية. 6- كثر الكلام على مشروع قومى والمشروع القومى الملموس لن يحقق النهضة التى يتصورها الناس من أنه هرم جديد أو سد عالى جديد أو توشكى، لأنه يمكن أن ينتهى فى أى وقت، وبالتالى تضمحل قوة الشعب والمشروع القومى الحقيقى يجب أن نفكر فيه من خلال نهضة الإنسان بإبداعه وتعليمه وقدرته العلمية ومدى استخدام هذا فى التطوير المستدام والتغيير المستدام، وكيف تتم العلاقة بين تحويل القوى الناعمة إلى قوى ضاربة حقيقية ممثلة فى قدراتنا فى مواجهة تحديات المستقبل سواء بإنتاج عسكرى أو نووى أو صناعى فى صورة خدمات أو إنتاج ثقافى فى صورة تؤدى إلى أخذ مكانة عالية فى المجتمع الدولى. هذا هو النمو الحقيقى لزيادة الدخل القومى وزيادة قوتنا الحقيقية. 7- أن يتم وضع استراتيجية ببرامج محددة برؤية واضحة تحدد فيها اتجاهات التقدم بإرادة سياسية وتنفيذية مدعمة باختيار قيادات ذات معرفة عالية فى إطار مناخ يدعم الحرية والمشاركة فى تدعيم وتحقيق الرؤية التى تنهض بهذه الأمة العريقة. لذا على إدارة مصر بجميع مستوياتها إعادة النظر فى هذه المقومات التى تؤدى إلى تهيئة المجتمع لنهضة جديدة وإلا سيكون الثمن غالياً وسنتقاعس عن أخذ مكانتنا العالمية وعلى السياسيين أن يفكروا جدياً ولا يستهينوا بهذه المقومات، لأنها فكر متقدم يحرك الشعوب التى تنشد التقدم ويعكس إنتاجية المجتمع وجودة منتجاته وخدماته وقدرته التنافسية، وأن يدركوا أن الشعب المصرى بمخزونه الحضارى وقيمه الكامنة التى تتمثل فى الصبر وهو سلاح ذو حدين، ثانياً القدرة على التحمل والتأقلم وقبول الآخر وقدرته الفائقة على امتصاص الحضارات، ثالثاً رغم أن لديه مقاومة للتغيير إلا أنه يقبله عندما يرى أن مصلحته فيه، رابعاً الشعب غير دموى مسالم وغير عنيف كما أنه شعب مواصفاته فريدة كونه شعباً عطوفاً مضيافاً وقابلاً للتعليم والتعلم، يمكن من خلال تدريبه وتنميته تهيئته للوصول إلى العالمية وأخذ مكانته فى مصاف الدول المتقدمة.