قوة العائد من شىء ترتبط بقوة العقيدة تجاه القيمة المضافة منه، ومن هنا تتم العلاقة بين الإحساس وقوته والسلوك الذى يؤدى إلى تحقيق للعائد الإيجابى، والعائد هنا يقيم ويدعم سلوكاً معيناً، وفى كل حياة البشر يتحكم فيهم الشعور والسلوك فلو أن الشعور إيجابى يحرك سلوكاً إيجابياً والعكس، وبناء عليه يقيم العائد من خلال السلوك، وهذه الأشياء مرتبطة بقيم راسخة فالمسلم مثلا تربى على أن لحم الخنزير حرام فالشعور تجاهه غير إيجابى والقيم تحرم أكله فلن نأكله مهما كان العائد، ومجموعة القيم الأساسية هى التى تحرك مشاعرك، واحترام قيمة الوقت يؤدى إلى سلوك عدم التأخر عن أى ميعاد، أما عدم احترامها يعنى إهدار الوقت والقيمة والمجتمع، ويمتد هذا الأمر ليشمل قيمة التصور. فالناس لو تصورت تطورت، والقيمة المعطاة للخيال لدينا غير إيجابية والتصور سلبى وبالتالى لن يتطور الناس لأن العائد من التصور لا يعطى المجتمع قيمة إيجابية عالية، ولدينا مثال آخر فى مجال البحث العلمى والباحثون، فقيمتهم فى المجتمع غير إيجابية والحكومة لا تدعمهم، وشعور الحكومة وكذلك الشركات الحكومية والقطاع الخاص تجاه البحث العلمى ضعيف، وقناعتهم بأن العائد غير قوى يشكل سلوكهم فى وضع ميزانيات متدنية للبحث العلمى، وشعور الحكومة تجاه الأكل ودعم البطون ورصد المليارات كميزانية لدعمها هو الأهم وهذا السلوك غير إيجابى، مما يؤكد أن الشعور والسلوك مرتبطان بقيم أساسية، ولتغيير هذا المفهوم لابد من العمل بإصرار ومنهج علمى لتغيير القيم السلبية السائدة ووضع قيم إيجابية وترسيخها من خلال حملات توعية «عملية النظافة - كثرة الإنجاب ومشاكله» ومن هنا لابد لنا أن نحدد قيم المجتمع وقيم العمل من قبل القيادات ومتخذى القرار ليحددوا مدى تبنى المجتمع للقيم السائدة نتاجاً لتصرفاتهم وقراراتهم، وفى مجتمعنا لا يوجد التزام من القيادات بالوقت ولا احترام الآخرين ولا التركيز على العدالة لأن شعورهم تجاه هذه القيم ضعيف ويعتبرون العائد غير ذى قيمة وبالتالى لا يدعمونها. كل هذه القيم أصبحت لا تمثل أهمية بالنسبة لمن يديروا ومن لهم دور فى قيادة المجتمع وبالتالى نجد المجتمع فى انهيار لأننا لا نتعامل مع بعضنا بقيم ذات قيمة عالية أو احترام والمجتمع فى حاله انتظار مستمر ولا يحترم الإنسان لذاته بل لما لديه من سلطة حتى نظافة المكان والشارع مرتبطة بالسلطة، مما يجعل الخوف يقلل من قيمة الإنسان وتنهار منظومة القيم الإيجابية التى تؤثر تأثيراً مباشراً على التنمية وعلى مواصفات البشر ويندرج ذلك على الشعور تجاه الفساد وعندما تتدنى مواصفات البشر يتدنى المجتمع. ويمكن تطبيق ذلك على جميع القطاعات فى الصناعة والثقافة، فالقوى الناعمة فى الثقافة مرتبطة بالإبداع وحرية الفكر والتعامل ورفع قيمة الفنانين مما يقود إلى صناعة إبداعية، ودخل قومى واقتصاد حقيقيين من خلال القدرة التنافسية لصناعة السينما والمسرح والإعلام عامة. والحصول على عوائد بمليارات فى ظل سوق كبيرة غنية تقدر ب300 مليون عربى نصفهم عائم على البترول، كذلك فى صناعة البترول نجد القوى الناعمة تتمثل فى الصناعات البتروكيماوية التى تكمن فى القدرة البشرية فى الصناعة، رغم أننا ليس لدينا احتياطى كبير من البترول إلا أن لدينا بشر لديهم القدرة العالية على الإبداع والعطاء. الأمثلة متعددة عن تدعيم القوى الناعمة المصرية واستخدامها داخليا وخارجيا لزيادة قواتنا التنافسية وتدعيم مركزنا فى الاقتصاد العالمى. والسياسة الدولية بالحكمة والعقلانية. [email protected] [email protected]