اتفق عدد من النشطاء وممثلي الحركات الثورية على أن فشل مظاهرات 24 أغسطس، التي انطلقت، الجمعة، كان في الأساس بسبب الشخصيات التي دعت إليه، والتي وصفهوها ب«الفلول»، بالإضافة إلى تهويل الإخوان من شأنها، مؤكدين أنها كانت آخر محاولات الدولة العميقة لإعادة إنتاج نظام مبارك. وقال الناشط أحمد دومة، مؤسس «تحالف ضد العسكر والإخوان»، ل«المصري اليوم»: «إننا أكدنا منذ البداية أن أصحاب الدعوة للمظاهرات من كبار الفلول، و(دلاديل) نظام مبارك الذين ارتضوا أن يكون لهم سيدٌ وهم عبيده». وتابع: «العشرات الذين نزلوا للتظاهر لولا أن الإخوان هولوا الأمر وعظموه، لما خرجوا كلهم من الأساس»، مطالبًا رافضي سياسة الإخوان بالنزول للتظاهر، لكن ليس مع أنصار النظام السابق، على حد قوله، ولفت إلى أنه سيكون هناك «تظاهرات كبيرة ضد الإخوان خلال الفترة المقبلة يشارك فيها معظم القوى المدنية وكثير من الأدباء والمثقفين». وقال عمرو حامد، عضو المكتب التنفيذي ل«اتحاد شباب الثورة»، إن الدعوة كانت ضعيفة بسبب أن الداعين إليها غالبيتهم محسوبون على النظام السابق، مشيرًا إلى أن شباب الثورة تقبلوا المظاهرات ما دامت تعبر عن رأي أفرادها. وأوضح «حامد» أن «المظاهرات كانت ضعيفة وليست ذات هدف محدد، وأن الإخوان كبروا من حجمها كي تأتي في صالحهم في النهاية»، منوهًا بأن جماعة الإخوان أرادت إثبات أنه ليس هناك معارضون لها سوى الفلول. وقال عمرو عبد الهادي، منسق ائتلاف الثائر الحق، عضو اللجنة التأسيسية للدستور، إن «المليونية أطلقنا عليها صفة الفلولية من قبل، وذلك سبب فشلها، وهي النفس الأخير للدولة العميقة لأنها آخر محاولات عودة النظام القديم بشكل جديد تحت مسمى الحرية»، لافتًا إلى أنهم سبق أن أكدوا أن المظاهرات لن تلقى قبولا لأن التخوفات من الإخوان لن تنقلب لفوبيا إخوان. وتابع: «على الإخوان أن يفهموا أن هناك تخوف في الشارع منهم، ولن تعود مصر لجولة الرجل الواحد». وطالب «عبد الهادي» بعدم الخروج على الرئيس مرسي، وإعطائه فرصة للعمل، لأنه لم يرتكب أي أخطاء تستوجب الثورة عليه حتى الآن، على حد قوله. من جهته، أكد محمد عطية، منسق ائتلاف ثوار مصر، أن «مظاهرات 24 أغسطس تعد أول درس للإخوان يفي بأن هناك كتلة صامتة قادرة على الخروج ضدهم، وعلى الرئيس مرسي إثبات أنه رئيس لكل المصريين». وشدد على أن ما حدث أمام حزب التجمع بين المتظاهرين والإخوان لن يتم السكوت عليه، منوهًا بأن الفترة القادمة ستشهد تجمعا لعدد كبير من القوى المدنية بما فيهم (الفلول) للخروج ضد ممارسات الجماعة الخاطئة وليس ضد الرئيس مرسي.