يوم مع أسرتى ضحيتى «مركب النيل» ينتهى بخيبة أمل فى العثور على جثتيهما

قضت «المصرى اليوم» يوما كاملا مع أسرتى الضحيتين دميانة عطية «8 سنوات» وروزفين رفعت «13 سنة»، آخر ضحيتين فى غرق «مركب المعادى»، وذلك داخل حديقة طرة، أثناء متابعتهم قوات الإنقاذ النهرى وهى تعاود البحث عن الجثتين، بإشراف اللواء محمد أمين عبده فى قاع النيل، على أمل انتشالهما.
لحظات مؤلمه مرت على الأسرتين، حل الظلام على المنطقة وأنهت قوات الإنقاذ البحث فى قاع النيل، وعادت الأسرتان إلى منازلهما بخيبه الأمل، السطور التالية تحمل التفاصيل.
جلس رفعت صبرى، والد الضحية روزفين، يتابع قوات الإنقاذ النهرى أثناء مسح منطقة الحادث فوق سطح المياه وفى القاع على أمل انتشال جثه ابنته ودفنها حتى يطمئن قلبه.
قال: «أنا لا أعترض على قضاء الله وإرادته، وكل ما أتمناه حتى يستريح قلبى خروجها من النيل ودفنها فى مكان معلوم».
صمت لحظات وظل يبكى بشدة ويردد أنا لست متخيلاً أن أعيش دون ابنتى، رغم صغر سنها، كانت أقرب أولادى، يوم الحادث توجهت إلى الكنيسة، التى كرمتها لتفوقها فى المرحلة الابتدائية، وتلقيت خبر الحادث فى الثامنة والنصف مساء، أسرعت إلى المكان أبحث عنها وسط المصابات من زميلاتها، إلا أنها اختفت وسط الظلام الدامس الذى أحاط بالمنطقة، طلبت من مسؤولى الإنقاذ البحث عنها فى القاع للتمكن من انتشالها، فأخبرونى أن قانون الغوص يمنع البحث فى منتصف الليل، جلست فى مكانى أنظر إلى المياه وكلما شاهدت حركة فى المياه تخيلت خروج ابنتى، لم أتحمل الجلوس فى المكان بعد اليوم الثانى وأصبت بحالة إعياء شديدة، تركت أقاربى يتابعون مع قوات الإنقاذ، وحضرت اليوم لأن بداخلى شعور بخروجها لكن عادت خيبه الأمل مره ثانية.
وأشار الأب المكلوم إلى أنه قسم العائلة مجموعات للبحث عن الضحية بعضهم يجلس فى القناطر والبعض الآخر فى الجيزة والمعادى يتابعون مع الصيادين وأصحاب المراكب، ووعدوا الصيادين أن الذى يعثر على الجثة له مكافأة مالية.
وأضاف: ابنتى يوم الحادث كانت ترتدى بنطلون جينز وبلوزة سوداء اللون عليها خرز فضى وصليب أحضرته لها من دير أبومقار، وقبل الحادث زرنا كنيسة الأنبا بيشوى، وأنه متفائل من طريقه البحث التى تجريها قوات الإنقاذ النهرى، برئاسة المقدمين محمد معاذ وأحمد عبدالعزيز.
وقال هانى إبراهيم، مدرس الضحية، إنها كانت متفوقة وحصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير بسبب تميزها فى مسابقات الرسم والأناشيد والأغانى، وكانت تمتاز باللباقة والحضور ومحبوبة من الكل.
بينما كانت تجلس من الناحية الأخرى للحديقة أسرة الضحية دميانة «8 سنوات»، والدها بمفرده بعيدا عن منطقة البحث يدعى لها بالظهور، ووقف أعمامها وأولادهم يتابعون أعمال قوات الإنقاذ، قال عمها «بشر فهمى» إنهم لا يعرفون معنى الراحة منذ وقوع الحادث وأصعب شىء على الإنسان أن يضيع جزء منه حتى لو كان ميتا، شعور صعب ومؤلم، والدتها وشقيقتها الكبرى أصيبتا بحالة انهيار.
يوم الحادث توجهت الضحية وشقيقتها إلى الكنيسة لتكريمهما لتفوقهما، نزلت دميانة مع زملائها فى المجموعة الأولى للتنزه وكانت شقيقتها ماريهان تنتظر الجولة الثانية، شاهدتها وهى تغرق أمام عينيها ولم تتمكن من إنقاذها، ظلت تصرخ وتستغيث دون جدوى لعدم وجود قوات إنقاذ فى الحديقة، وأثناء حواره معنا عثرت قوات الإنقاذ على بنطلون وبلوزة، فنهضت أسرتا الضحيتين، لكنهما أكدا أنها ليست من الملابس التى كانت ترتديها ابنتاهما، وأنهينا اليوم معهم بعودتهما بخيبه الأمل.