عاشت «المصرى اليوم» يوماً كاملاً فى النيل مع قوات الإنقاذ النهرى، التى تواصل جهودها لليوم الخامس فى البحث عن جثتى دميانة عطية «8 سنوات» وروزسين رفعت «13سنة»، ضحيتى مركب المعادى الذى غرق مساء الخميس الماضى، وتبين أن قوات الإنقاذ تقوم بالبحث على سطح المياه بعد مسح قاع النيل فى منطقة الحادث باستخدام الموتوسيكلات المائية التى تخترق منطقة الجزر و«الهيش» من ورد النيل وبعض المخلفات، على أمل وجود الجثتين المفقودتين، ويخشون أن تكونا ظهرتا أثناء سير الكراكات والأتوبيسات النهرية الموجودة بالنيل واصطدمتا بالرفاسات، وفى هذه الحالة تكونا تمزقتا وسقطتا فى القاع لأنه معروف علمياً أن جثث الغرقى فى النيل تظهر وتطفو فوق سطح المياه ما بين 20 و30 ساعة فى فصل الصيف. بدأت «المصرى اليوم» جولتها فى النيل منذ بداية نزول الغواصين المياه للبحث عن الضحيتين حتى نهاية اليوم ورصدت الأماكن التى يقومون بالبحث فيها، وتبين تقسيم فرق الإنقاذ إلى مجموعتين إحداهما تبحث فى المنطقة البحرية ناحية المعادى وحلوان والجيزة والأخرى فى المنطقة القبلية ناحية القليوبية وشبين القناطر، ويبدأ البحث من الخامسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء، ويقوم رجال الإنقاذ بارتداء بدل مخصصة للعوم، بالإضافة إلى جواكيت وأطواق النجاة المرفقة باللانشات أو الموتوسيكلات المائية وينزلون فى المياه حالة الاشتباه فى وجود شىء تحت الهيش الذى يمر فى النيل والمكون من ورد النيل وبعض المخلفات. فى الناحية القبلية يوجد 3 غواصين أحدهم على موتوسيكل مائى يتمكن، من خلاله، من اختراق الهيش والجزر النيلية دون إحداث ضرر للجثث فى حالة ظهورها والبحث يكون أسفلها وفى جوانبها وداخل الجزر ووسط الشجيرات الموجودة وسط النيل لأنه من المحتمل أن تكون الجثتان ثبتتا أسفل الهيش ومن الصعب تحركهما إلا فى حالة وجود تيار قوى أو تحريك الشجيرات، وبالنسبة للناحية البحرية فيوجد بها مجموعة مكونة من 3 غواصين يقومون بنفس أعمال المجموعة الأولى، وتبين أن المجموعتين بدأتا أعمالهما على سطح الماء بعد مرور 20 ساعة على الحادث، وهى المدة المعروفة بطفو الجثث على السطح، ويقومون بالإسراع باختراق الهيش الموجود وسط النيل فى حالة وقوف أبوقردان والنبش فيه، لأنه فى هذه الحالة يحتمل وجود جسم أسفله سواء كان إنساناً أو حيواناً، ويخشى رجال الإنقاذ أن تكون الجثتان ظهرتا أثناء سير الكراكات والأتوبيسات النهرية التى تمر فى النيل واصطدمتا بمواتير تحريكها «الرفاسات» أو تكون تلك المواتير قد سحبت الجثتين وفى هذه الحالة تتمزقان داخل «الرفاسات» ولا تظهر مرة ثانية. وبعد إنهاء الجولة التقت «المصرى اليوم» اللواء محمد أمين، مدير إدارة الإنقاذ النهرى، حيث قال إن وحدة الإنقاذ النهرى تعمل يوميا منذ وقوع الحادث، من بداية اليوم حتى الحادية عشرة مساء باستخدام كل الطرق التى تمكنها من سرعة العثور على الجثث ومن خلال تلك الطرق تم انتشال 7 جثث، ومازال البحث مستمراً عن الجثتين المفقودتين، وأشار أمين إلى أنه معروف علميا أن جثث الغرقى تطفو على المياه فى فصل الصيف ما بين 20 و30 ساعة، وأن الجثتين المفقودتين من الصعب تواجدهما فى قاع النيل وأنهما طفوتا على المياه ومن المحتمل تواجدهما داخل الجزر النيلية، وأنه من الصعب الغوص فى الليل وذلك طبقا لقانون الغوص، لعدم اصطدام الغواصين بالمراكب وغرقهم، لكن فى حالات الكوارث يتم الغوص باستخدام الكشافات. وأضاف أنه أصدر قرارات لفرق الإنقاذ بالبحث على الجثتين فوق سطح المياه داخل الجزر النيلية ووسطها باستخدام الموتوسيكلات المائية واللانشات، ويتم نزع تجمعات الشجيرات للتأكد من عدم وجود شىء أسفلها. وأوضح أمين أن البحث عن الضحايا تم بطريقتين، الأولى عن طريق استخدام الغواصين لمعدات الغوص والثانية باستخدام السنار، وتم عمل مسح لمنطقة الحادث بأكملها لمسافة 1200 متر وطول 30 متراً وعمق من 5 إلى 6 أمتار، واستخدم السنار للبحث عن المفقودات وللتأكد من عدم وجود أى جثث فى قاع النيل، وأوضح أن السنار عبارة عن أسطوانة يتراوح طولها بين 25 و30 متراً وبها مجموعة من السنانير التى يتم من خلالها البحث عن الجثتين، لكن لم يتمكنوا من التوصل إليهما. وأشار إلى أن التيارات فى النيل قوية جدا لدرجة أنه تم تلبيس الغواصين بطوق من الرصاص وزنه 14 كيلو لتمكينهم من الثبات فى الماء والبحث عن الجثتين، وتبين لهم أن قاع الأرض نظيف ومن المستحيل أن تكون الجثتان به. وأوضح أن جثث السيدات يسحبها التيار بسرعة أكثر من جثث الرجال وذلك بسبب التكوين الجسمى لهن، وأنهم يبحثون عن الجثتين المفقودتين باستخدام 7 غواصين وتمت إضافة 4 آخرين وأعمارهم تتراوح بين 25 و40 سنة. وأثناء البحث تم العثور على جثتين لشخصين غرقا فى الصف منذ 15 يوما. وأشار إلى أنه أصدر تعليمات للصيادين وأصحاب المراكب بضرورة إخطارهم فى حالة العثور على جثة ووزع أرقام هواتف الإدارة عليهم للاتصال بها فى حالة العثور على جثة، بالإضافة إلى قيام المواطنين بإبلاغ النجدة فى حالة العثور على جثث، ونصح المواطنين بعدم ركوب المراكب إلا بعد التأكد من وجود رخصة مرور فى النيل وجواكيت وأطواق النجاة لضمان حمايتهم فى حاله حدوث كارثة.