ترنيمة عشق كم تطلبين مالا لفض عذريتك ؟ احكي لي لحظة ختانك وبما شعرت بعدها وهل تأثرت رغبتك الجنسيةأم لم تجربي بعد ؟– أنا مش عارفة أنا حامل من مين المهم أنا عاوزة أحتفظ باللي في بطني – أنا لما باشوف رقاصة رغم إني عجوز بابقى مثار جدا . أعتذر لقارئي المحترم وأعترف أني مزقت مقالي هذا بعد كتابته أكثر من خمس مرات ؛ والقصة تبدأ منذ أكثر من عشر سنوات حين قررت مقاطعة التليفزيون لتفاهة برامجه وضحالة ثقافة إعلامييه ، وعدت طائعة مختارة أمارس السباحة والسياحة بين أحضان كتبي الماتعة ، ومنذ شهور قليلة سألت صديقتي عن أحوالها فأجابتني " الحمد لله مستكنيصة " تعجبت ولم أفهم الكلمة ، بعدها قرأت تعليقا نقديا لدكتورة متخصصة وردت به كلمة " حكرتة " وكنت أقرأها لأول مرة بحياتي ولم أفهمها هي الأخرى ، وأخيرا زميل صحفي نابه يملك قلما رشيقا مقالا بالعامية حوى أكثر من كلمة غريبة على مسامعي ، فلما سألته ابتسم وأفهمني ( ولعله سخر من سذاجتي ) . ولأني مغتربة منذ سنوات أدركت أني قصرت في متابعة تطور لهجتنا المحلية وعليّ أن أدرك مافاتني حتى لا أشعر بالغربة حين العودة للوطن ، فسولت لي نفسي الاعتكاف ثلاثة أيام أمام التليفزيون ، أشاهد حلقة من برنامج وأخرى مسلسل ومقطعا من فيلم ، أما المسرحيات فلا أطيق مشاهدتها مطلقا ، وكانت الطامة الكبري تلك العبارات التي سمعتها والتي " قبحت " بها مقدمة مقالي . هل يليق بنا في هذا المقام أن نقول أن اللغة هي الوعاء الناقل للحضارة بعد أن جعلها البعض ناقلة للحقارة والانحطاط والإسفاف لأناس لايعيشون إلا حيوانيتهم ودونيتهم ؟ ماذا بعد أن تفقد اللغة حياءها ويفقد البشر حياءهم ويفقد إعلامنا حياءه ؟ لأول مرة أستجدي كلمات فتعجزني لأصف من يجاهدون لنشر الرذيلة والفجور والإباحية ودغدغة المشاعر بفن ( وماهو بفن ) هابط وبرامج تثير الغثيان لينتج مجتمعا معيب العقل مشتت الفكر سقيم الوجدان ، يعبث بالكلمة النور لتفحت لنا القبور . لقرائي الأعزاء أعتذر عن هذا المقال وماوردت به من كلمات وعبارات لا تليق بكم ولا بقلمي ، ولكم تمنيت أن يرفض رئيس التحرير نشره خجلا منكم ، لأولادي الأحباء أعتذر لكم عن خوفي من أن ترونني " متلبسة " بتهمة مشاهدة تليفزيون وطني ، لزوجي الصعيدي أعتذر وأتساءل كيف تستقبل مقالي هذا ؟ لرئيس تحرير المشهد الأستاذ مجدي شندي أعتذر عما قد يصيبك – كما قد يصيبني – من كلام جارح عقب النشر؛ رغم أنك بنبلك شجعتني على كتابته من منطلق تمسكنا العميق بإصلاح إعلامنا الذي هو مرآتنا ، أما لغتنا الجميلة الشريفة وأخلاق إسلامنا الحميدة المفترى عليها ونخوتنا الضائعة ؛ أنى لي بكلمات مواساة واعتذار تليق ؟ لم يعد مطالبة الإعلام بممارساته الفاضحة الفادحة بقليل من الحياء مجديا ، يلزمه الكثير والكثير لنداري عوراتنا التي تكشفت أمام العالمين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله . المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية 2