أثارت العديد من الفتاوي الدينية حالة من الجدل الواسع داخل المجتمع المصري، وذلك منذ بداية العام الجاري 2014، وما أن تهدأ موجة فتوى لتظهر أخرى. وكان آخر تلك الفتاوي للشيخ مصطفي راشد إمام وخطيب مسجد سدني بأستراليا بأن تناول الخمر ليس حرامًا مشيرًا إلى أن الإسلام والآيات القرآنية حرما "السكر" وليس الخمر نفسه.
وأضاف راشد خلال حواره مع الإعلامي محمد الغيطي في برنامج "صح النوم"بأن الحجاب ليس فرضًا علي المرأة وأن لفظ حجاب معناه في اللغة العربية الساتر أي الحاجز وليس غطاءً للرأس ولم يرد لفظ حجاب في القرآن إلا في قوله تعالي "فسألوهن من وراء حجاب" وذلك لزوجات الرسول.
وأوضح خطيب وأمام مسجد سيدني أنه لا يوجد كتاب اسمه صحيح البخاري، موضحًا أن الإمام جمعة أبو عبدالله محمد إسماعيل البخاري كان رجلًا كفيفًا ولا يجيد العربية وجاء بعد وفاة الرسول ب100 عام وتم كتابة المطبوعة بعده ب1800 عام.
وأكد راشد على ضرورة تنقية التراث الإسلامي موضحًا أن هناك نحو 660 ألف حديث لا يوجد بهما سوي 2420 حديث صحيح، مطالبًا الأزهر بتشكيل لجنة لتصحيح الأحاديث وتنقيتها، كما طالب بعرض كل من يتكلم باسم الدين أن يعرض لجنة عليا للطب النفسي لتأهيله لقياده الناس للصالح.
كان من ضمن الفتوى الغريبة التي أفتاها الداعية المصري أسامة القوصي وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بإباحة النظر إلى المرأة التي ينوي الزواج بها وهي تستحم، مشيرًا إلى أن الصحابة فعلوا ذلك لمعرفة صلاحها كزوجة أم لا.
وقال في فتواه "إنما الأعمال بالنيات، واستشهد بحديث عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه نكاحها فليفعل، قال جابر فخطبت امرأة فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها". وأضاف الداعية المصري أن "أحد الصحابة كان يراقب خطيبته وهي تغتسل في البئر ويراقبها حتى يتأكد من صلاحها للزواج وتزوجها، لكن معنى ذلك عدم دخول رجل حمام سباحة للسيدات والنظر إليهن جميعًا، حتى لا يعرض نفسه للشبهات".
وهي الفتوى التي جعلت وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، يرد على صاحبها قائلًا "نقول له ولأمثاله أي نخوة وأي رجولة في هذا، هل تقبله أنت على ابنتك، وإذا كانت طبيعتك أنت تقبله، فطبيعة الشعب المصري المؤمن المتحضر بمسلميه ومسيحييه لا تقبله ولا تُقرّه".
قد كانت أصدرت الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة فتوى تحرم الإقامة على سطح كوكب المريخ ليست من الإسلام في شيء. وجاءت الفتوى بعدما أعلنت منظمة "مارس ون" بيانًا أكدت فيه أنها تسعى لإقامة مستوطنة بشرية دائمة على الكوكب الأحمر بحلول العام 2025، موضحة أنها ستبدأ برحلات تنقل شحنات، تتبعها رحلات غير مأهولة بالبشر، تتلوها رحلات مأهولة.
وأوضحت الهيئة الإماراتية أن محاولة السكن في المريخ ستكون خطرة جدًا، وترقى إلى درجة اعتبارها انتحارًا وقتلاً للنفس حرّمه الإسلام، وفقًا لما ذكرته صحيفة "خليج تايمز" الإماراتية.
وقالت الهيئة: "إن مثل هذه الرحلة ذات الاتجاه الواحد تشكل خطرًا على الحياة، ولا يمكن مطلقًا إيجاد مبرر لها في الإسلام، فهناك احتمال ألا يكون الإنسان المسافر إلى كوكب المريخ قادرًا على البقاء على قيد الحياة، ويكون معرضًا للموت".
وسجل أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 500 سعودي، أسماءهم للمشاركة في تلك الرحلات ليكونوا "سفراء للبشرية" على سطح الكوكب الأحمر.
وكان قد انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فتوى وصفت بالعنصرية لداعية سلفي أردني، أثارت موجة كبيرة من غضب واستياء السوريين، ففي مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" أجاز الشيخ ياسر العجلوني، طلب النساء السوريات تحويلهن إلى جوار وإماء.
الشيخ العجلوني قال: "علاجًا لمسألة التهجير الواقع على أهلنا في سوريا، بحيث أن النساء في سوريا المهجرات لا يجدن من يغطي نفقاتهن، ولا يجدن من يحرص على حفظهن وحفظ أمنهن، فيجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين بحيث يصير هذا الرجل سيدًا لها، وتصير المرأة ملكًا ليمينه".
أما مبرر هذه الفتوة فتعود بحسب العجلوني إلى "أولاً قلة الرجال وكثرة النساء"، بسبب "الحروب والقتال.. وتراكم الملاحم"، مشيرًا إلى أن هذه الفتوى "هي الوسيلة الشرعية الوحيدة التي تضمن للمرأة السورية المهجرة، التي ليس لها أحد إلا الله، أن لا تستغل جنسيًا، وأن لا تهان، وأن لا يعتدى عليها، وأن يتمتع بها بوسائل غير شرعية.
وهناك فتوى لرجل الدين السعودي صالح الفوزان، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، وهي مثيرة للجدل وتناقلتها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حيث حرمت "البوفيه المفتوح"، والذي يعني أن يدفع الشخص مبلغًا ثابتًا من المال مقابل أن يأكل ويشرب ما يشاء.
وأستند الفوزان في فتواه إلى أن هذا حرام شرعًا انطلاقًا من أن البيع والشراء شرطهما الأساسي أن يكونا معلومين ومحددين، وتابع: "من يدخل البوفيه ويأكل ما يشاء، وهو محدد السعر، فهو مجهول، والبيع والشراء مشترط فيه أن يكون البيع والشراء معلومين، ومن يحضر إلى بوفيه ويأكل ما يشاء مقابل 10 ريالات أو 50 ريالًا، دون تحديد للطعام، فهذا مجهول، ولا يجوز شرعًا".
وكان للشيخ صالح الفوزان النصيب الأكبر من الفتاوى المثيرة للجدل حيث بث موقعه الإلكتروني فتوى ردًا على أحد المستفتين بشأن مشروعية تقبيل رأس أحد الوالدين إذا كان يصلي أحيانًا أو لا يصلي أبدًا.
الفوزان قال كما أتى نصًا في الموقع: "الجواب: لا يجوز هذا؛ لأن هذا من المحبة، تقبيله من المحبة، فلا يجوز تقبيله؛ ولكن لا يمنع هذا من الإحسان إليه، الإحسان الدنيوي، وأما مظاهر المحبة، كتقبيل الرأس ونحو ذلك، فهذا لا يجوز. " وللشيخ ذاته فتوى بتحريم الانحناء لتقبيل قدم الأم، معللا الأمر بأن الانحناء لغير الله لا يجوز، وقد أثارت هذه الفتوى جدلا واسعا في أوساط المجتمع السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض فتواه مؤكدين أنهم سوف ينحنون لتقبيل قدم الأم عبادة وتقربا إلى الله وأن هذا لو كان ذنبًا وخطأ فهو من أجمل الذنوب والخطايا، فيما دافع البعض عن الشيخ الفوزان وفتواه، موضحين أنه حرم الانحناء فقط ولم يحرم تقبيل قدم الأم معللين أن الانحناء فقط لله عز وجل.
كما أفتى أيضًا بحرمة التصوير في الحرم المكي وذلك خلال إلقاء درسه بالمسجد الحرام، والذي قطعه حينها للتعبير عن غضبه من وجود تصوير داخل الحرم.
أثار الداعية السعودي البارز صالح الفوزان، جدلًا واسعًا، بعد أن حرم لعن (إسرائيل) لأنها تعني اسم نبي الله يعقوب، وقال الفوزان، وهو عضو هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة دينية في المملكة، إنه لا يجوز لعن إسرائيل، لأن "إسرائيل" هو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام، مبينًا أن الأصح هو لعن اليهود.
وقد أفتى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أنه لا يجوز أن ترتدي المرأة "الترنج" الضيق الذي يشبه "الاسترتش" أمام أخواتها وأولادها.
وقال "برهامي"، في فتوى نشرت بموقع "أنا السلفي" ردًا على سؤال، "ما حكم أن تلبس المرأة داخل البيت، سواء كانت أما أو أختًا، الترنج أمام أولادها أو أمام إخوتها وأبيها وأمها؟".
فقال، "فإذا كانت الثياب ضيقة تجسم حجم الفخذ "مثل الاسترتش"؛ لم يجز للمرأة أن تلبسها إلا أمام الزوج، وإن كانت واسعة جاز لها أمام أبيها وإخوتها أو أولادها".