"أراهُ أمام عينيّ ميتاً..أتوقعُ أن أجده جُثّة بالية شاحبة في البيت أو على قارعة الطريق. .سُدّت في وجهي جميع السُبل لمُعالجته". هذا ما قالته (س.ج) إحدى الأمهات اللبنانيات ل"إسلام أون لاين" واللواتي ابُتلين بابن يتعاطى المخدرات. تقول (س.ج) : " بدأ الإدمان على "حبوب المزاج" - تُصنّف هذه الحبوب بإسم المؤثرات النفسية - وهو في الثامنة عشرة من عُمره. وما هي إلا سنوات قليلة حتى تعاطى الكوكايين. لم أقوى على تربيته وحدي وإخواته بعد وفاة زوجي منذ عشرات السنين. أعملُ أكثر من عشر ساعات يومياً في وظيفة متواضعة لسدّ رمق العيش وقد بلغ بي الكبر. يدبّ الذعر في جسدي وفي نفسي كلّ ليلة عندما أسمعه يُصارع الألم والصرع بحثاً عن المخدرات.لم يترك لنا شيئاً إلا وباعه، حتى المواد التموينية المنزلية يُقاضيها بحفنة سمّ يومياً. وتضيف (س.ج) : " بلغت عنه شرطة مكافحة المخدرات وضعتُه في السجن لشهور، ومن ثم أودعته مصحّة تأهيلية للعلاج، سألتُ رجال الدين أن يعظوه ويحتضنوه لكن الأمل مفقود فالمخدرات سم لوّث عقله وقلبه. مصير ولدي يا قاتل يا مقتول.. أحياناً أكاد أقتل ولدي لأُريحه من عذابه أو أقتل نفسي لأرتاح .أنا أرتعدُ خوفاً..هل يوجد أُمّ في الدنيا تخاف من ولدها الأصغر؟". في القضية نفسها، تقول الشابة اللبنانية (ر.س) وهي مُقيمة في الولايات المُتحدة الأميركية وزارت لبنان مؤخراً " لم أُصدّق ما رأيته بأُمّ العين.. فحبوب الكبتاجون والإكستاسي تُباع كأنها مشروب طاقة..ومن يتولى مهمّة توزيع هذه الحبوب المُنشطة هم مراهقين وأطفال. إذا بأحدهم يعرض عليّ تجربة مفعول تلك الحبوب لكونها ترفع المزاج وتقلل الشهية للأكل، محاولاً طمأنتني بالقول: جرّبيها.. هذه نسخة مزيفة من المخدرات..هي فقط تحسن المزاج وسعر 3 منها فقط 100 دولار فقط ". وتتابع ( ر. س) : المروجون من الطلاب يضعون حبوب ملونة في داخل كتبهم يحسبونها منشطة لكنها في حقيقتها سموم تنسف حياتهم . طريق الحرير على المستوى الأُممي، يُفسّر المراقبون رواج هذا النوع من المواد المخدرة إلى تطور وسائل الإعلام الإجتماعي وشبكات الترويج الالكترونية، حيث يتواصل التُجار والموزعون مع مستهلكي المخدرات من خلال شبكات عنكبوتية يصعب على الحكومات أو على وحدات مكافحة المخدرات في الدول مُراقبتها. وفي هذا الإطار، يُفيد مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في تقرير المخدرات العالمي لعام 2014 أن:" في حين ما زالت الإنترنت تُستخدم كوسيلة للاتجار بالمخدِّرات والاتجار غير المشروع بالمواد الكيميائية السليفة، يتزايد استخدام ما يُسمى الشبكة الخفية أو Dark Net، وتشكل هذه الشبكة سوقًا افتراضية لا يمكن الوصول إليها بالبحث في الويب، ويصعب فيها على السلطات إنفاذ القانون وتحديد هويات أصحاب المواقع ومستخدميها، لأن هوياتهم تبقى خفية عن طريق استعمال أساليب إخفاء متطورة. وهذا يجعل "الشبكة الخفية" ملاذا آمناً لمشتري المخدرات غير المشروعة وبائعيها، الذين يتاجرون أساساً بواسطة عُملة رقمية تُسمى "بت كوين" من خلال ما يُعرف ب"طريق الحرير(Silk Road) "، ويُقال أن الموقع حصل على إيرادات إجمالية قدرها حوالي 1,2 مليار دولار من عملياته في ما بين سنتين وخمس سنوات". ويُضيف التقرير أن:" هناك أدلة على أن الشبكة الخفية توجد بها سوق متخصصة للمؤثِّرات النفسانية الجديدة وكذلك للقنَّب العالي النوعية والهيروين والميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين والكوكايين". هذا وأفاد التقرير أنه:"من مجموع كميات المنشِّطات الأمفيتامينية التي ضُبطت على صعيد العالم وقدرها 144 طنا، ضُبط النصف في أمريكا الشمالية والربع في شرق وجنوب شرق آسيا. ولا يزال يُبلغ عن كميات كبيرة من مضبوطات المنشِّطات في الشرق الأوسط، لا سيما في الأردن والجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية"، يُذكر أنه تم ضبط نحو 2.8 مليون حبّة من الكبتاجون في أبريل 2014 كانت مُعدّة لدخول السوق السعودية عبر الحدود الأردنية البرّية، وكانت السلطات الأردنية قد ضبطت كذلك نحو 700 ألف حبّة على الحدود مع سوريا في الشهر نفسه. "السلائف" الجديدة وفي هذا الإطار أيضاً، تشير الأرقام الصادرة عن مكتب الاممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنه في عام 2013 وصل عدد الذين تعاطوا المخدرات -مرة واحدة على الأقل- نحو 162 مليون شخص أي 3,5 % من سكان العالم. وفي معظم الحالات تنتمي هذه المخدرات إلى فئة القنَّب أو شبائه الأفيون أو الكوكايين أو المنشِّطات الأمفيتامينية". هذا وتعزو الأممالمتحدة ارتفاع نسبة تعاطي المنشطات الأمفيتامينية إلى ظهور ما يُعرف ب"سلائف" أولية جديدة لصنع المنشِّطات الأمفيتامينية، من بينها مادة فينيل الخل، والمادة 4،3 - ميثيلين ديوكسي فينيل- 2- بروبانون، والميثيل غليسيدات، والميثيلامين. وهذه المواد الكيميائية هي مكوِّن واحد فقط من المكوِّنات اللازمة للصنع غير المشروع للمخدِّرات النباتية (الهيروين والكوكايين) فهي تشكِّل المكوِّنات الأساسية للمخدِّرات الاصطناعية والمعروفة باسم (السلائف)، والمشكلة أن بعض هذه المواد لا تخضع للرقابة إلاَّ في عدد محدود من الدول، فمنذ الفترة الممتدة من 201-2012 كان نحو 77 بلدا يمارس صناعة المواد الكيميائية السليفة، وقد أبلغ 122 بلدًا عن صادرات من المواد الكيميائية السليفة خلال الفترة2012 ، بينما أبلغ 150 بلدًا عن واردات منها. عوارض "الإكستيسي" وصل عدد الوفيات بسبب تعاطي المخدرات إلى 200 ألف حالة وفاة سنويا (أحصائيات عام 2013) وذلك نتيجة الإضطرابات التي تحدث في الدماغ كالشلل تشنجي، والكوما، وهبوط في التنفس، وارتفاع ضغط الدم، واختلال جهاز المناعة، والتهاب الكبد الوبائي، ضمور الجهاز العصبي وغيرها الكثير من الأمراض. ومن العلامات التي تظهر على متعاطي "حبوب المزاج" او حبوب الكبتاجون والإكستيسي: فرط الحركة والكلام بلا وعي،القلق والتوتر والشعور النفسي بالاضطهاد والتشكك في الآخرين والعنف،كثرة فرك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي، صدوررائحة كريهة من الفم وتشقق الشفاه،وتقرحات وخدوش في جسم الشخص الذي يتعاطى هذه الحبوب وخصوصا في الصدر نتيجة لشعور حكة في الجلد أو شعور بلدغ حشرات وهمية، زيادة كبيرة في إفرازات العرق ومعدل ضربات القلب، الضحك أو البكاء بدون سبب، ضعف الذاكرة، ورعشة اليدين، وبالإضافة إلى عدم القدرة على النوم وإرهاق شديد، وبرود الطرفين، اتساع حدقة العين وضعف الأضواء العاكسة واستعمال النظارات الشمسية في أوقات لا تستدعي ذلك. The post حبوب المزاج .. "طريق الحرير" إلى الموتُ appeared first on IslamOnline اسلام اون لاين.