يهدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بالسيطرة علي قاعدة "البلد" الجوية، وهي أكبر مجال جوي للعراق، كما أنها أحد أهم القواعد الأمامية التي استولت عليها الولاياتالمتحدة أثناء احتلالها للعراق. واليوم، لا يزال لدي "البلد" وفرة من المركبات والطائرات، يمكن أن تتوق إليها أي مجموعة جهادية، من ضمنها طائرت هيليكوبتر روسية الصنع، وطائرات مراقبة، وأسطول من الشاحنات الصغيرة المحملة بالرشاشات الآلية الثقيلة. وتقع هذه القاعدة الجوية في خطر الوقوع في ايدي "داعش"، طبقا لضباط المخابرات الأمريكية، والتقارير الداخلية ل"البلد" والمحللين الخارجيين، وقد نشرت رويترز تقريرا الأربعاء يفيد بأن القاعدة الجوية يحاصرها المتمردين من ثلاث جهات ويأخذون أسلحة هاون ثقيلة. وقال مصدر مخابراتي أمريكي لصحفيين الثلاثاء:" نحن نقيم المجموعة التي تستمر في تهديد القاعدة الجوية، وسيطرة قوات الأمن العراقية علي القاعدة بينما تتحرك داعش جنوبا باتجاه القاعدة الجوية". بالطبع، حتي لو سيطرت داعش علي "البلد" ، فلا يوجد ضمانة بأن مقاتلي داعش يستطيعون استخدام أو صيانة الطائرات الموجودة هناك، ومع ذلك سيكون استيلاء داعش علي "البلد" مهم جدا، فقد قال أحد الضباط العراقيين أنه بدون الدعم الجوي، فإنهم يتساوون في القوة مع مقاتلي داعش، جاء ذلك في تقرر نشره موقع ال"ديلي بست" الأمريكي. وتقول مديرة الدراسة التي أجرتها (مؤسسة دراسات الحرب) جيسيكا لويس، وضابط مخابراتي أمريكي كان قد خدم في العراق :"قد يعني هذا أن داعش يمكنها هزم أفضل ما يمكن للجيش العراقي أن جمعه، ليس فقط الوحدات الشمالية التي تم تجاهلها، ، قد يعني هذا هزيمة استراتيجية للجيش العراقي". تقدر "لويس" أنه من المرجح أن تكون قاعدة "باجي" المجاورة لقاعدة "البلد" هي الهدف التالي لداعش، وتقول: "كلا القاعدتين موقع عسكري حرج للجيش العراقي، والسيطرة علي واحدة أو أكثر من القواعد الجوية يظهر أن داعش يمكنها هزيمة الجيش العراقي استراتيجيا". وهذا بسبب أن هزيمة الجيش العراقي في "البلد" سوف يحرمه من المعدات الجوية الثمينة التي يمتلكها بالفعل، والمعدات المكتسبة، بدأت روسيا في ديسمبر توصيل "هجوم إم آي 35" و نقل طائرات هليكوبتر، وكان من المقرر أن تصل 36 من الطائرات الأمريكية "إف 16" إلي قاعدة "البلد" في سبتمبر 2014.