«إذا بدأت إسرائيل بأي عمل عدواني ضد سوريا أو ضد مصر ستكون معركة شاملة وسيكون هدفنا الأساسي هو تدمير إسرائيل».. كلمات قالها بقوة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أوائل عام 1967.. ولكنه لم يكن يدرك حجم الخطر الذي يواجهه، حيث إن المشكلة لم تكن في إسرائيل وحدها بل فيمن يدعمها. في تلك الفترة تزايدت حدة الهجمات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في 10 مايو 67، إن «لم يتوقف النشاط الإرهابي الفلسطيني فإن الجيش سيزحف نحو دمشق».. وكان الرد عنيفًا من جانب القاهرة، حيث تواردت معلومات من روسيا للرئيس جمال عبدالناصر، تفيد بأن إسرائيل تنوي اجتياح سوريا.. فأغلق «ناصر» خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية، وأمر بسحب قوات الطوارئ الدولية التي كانت تراقب عملية وقف إطلاق النار بين الجيشين المصري والإسرائيلي، كما أمر تعبئة الجيش المصري استعدادًا للمعركة. يوم المعركة: «ناصر» كان على يقين بأن جيش مصر مستعد للحرب مع إسرائيل، وقال: «إذا أراد اليهود الحرب.. فهم على الرحب والسعة»، فيما كان للعسكريين الإسرائيليين وجهة نظر أخرى وهي، أنهم أقوى من أعدائهم، وهم كانوا حقا على استعداد للحرب، كان الجيش المصري على استعداد معنوي للمعركة، أما جيش إسرائيل فكان على استعداد معنوي ومادي للمعركة. استيقظ المصريون صباح يوم 5 يونيو عام 1967 على أصوات الطائرات الإسرائيلية، حيث انطلق كل سلاح الجو الإسرائيلي لشل حركة الطيران المصري، طائرات اليهود التي حلقت على ارتفاع منخفض لتفادي الرادار تمكنت في ثلاث ساعات من تدمير سلاح الجو المصري بالكامل، ثم اتجهت للقضاء على سلاح الجو السوري والأردني، وبعد نصف ساعة من شل حركة العرب جوا بدأت إسرائيل هجومها البري وسيطروا على سيناء والجولان والضفة الغربية. خسائر مصر في الحرب: حوالي 492 طائرة إسرائيلية كبدت مصر خسائر قدرت ب 25 مطارًا حربيًا وما لا يقل عن 85% من الطائرات التي تمتلكها مصر، وطبقًا للبيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرات من أصل 340 طائرة مصرية منها 30 طائرة «تي يو-16» و27 طائرة «اليوشن» قاذفة و12 طائرة «سوخوي-في» و90 طائرة ما بين مقاتلة ونقل وهليكوبتر. وحول خسائر الجنود، نقل أمين هويدي، وزير الحربية في عهد جمال عبد الناصر، عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر بأعداد قوة الطيارين كانت 4% و17% ومن القوات البرية ومعداتها قدرت ب85%، وكان عدد الشهداء والمفقودين والأسرى هو 13600 عاد منهم 3799 أسيرًا من بينهم 481 ضابطًا و38 مدنيًا والباقي جنود وصف ضابط واتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات التي شاركت في المعركة 200 دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة واستشهد منها 60 فردًا وتركت 188 دبابة للعدو. دور الإعلام في المعركة: في مكالمة هاتفية سجلتها المخابرات الإسرائيلية، لم يتسن لنا التأكد من صحتها، دارت بين الرئيس جمال عبد الناصر وعاهل الأردن، أكد ناصر أن انتصار العرب في المعركة، مؤكد وطلب من عاهل الأردن نشر بيان مشترك بين مصر وسورياوالأردن عن المعركة، أكدوا خلاله أن أمريكا وإنجلترا تشتركان في الحرب، وردد ناصر «طائراتنا فوق إسرائيل الآن»، وتم إخفاء ما حدث من كارثة عن الشعب المصري وزفت الإذاعة أنباء إسقاط الطائرات الإسرائيلية والانتصار العربي الكبير، وهو ما لم يحدث. لسماع المكالمة المسجلة شاهد الفيديو..