ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن العالم الخارجى انتفض مسرعا لتهنئة الشعب المصرى على الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أنه وبشكل فاضح تباطأ فى مساعدة المصريين على استدراك التبعات السلبية التى تضر بالاقتصاد المصرى -التى كان السبب الرئيس فيها الفساد الطاحن الذى عشش فى النظام السابق- وتقديم الدعم النقدي اللازم لهم. وحسبما ذكرت الصحيفة، فهناك ظلم واضح جنبا إلى جنب مع رؤية قصيرة المدى، بشأن انخراط الغرب مع مصر فى ثوبها الثورى الجديد، ومساعدته إياها بتقديم السيولة النقدية اللازمة من أجل التحرك والمضى قدما للأمام بالعجلة الاقتصادية. وقالت الصحيفة إنه رغم المكاسب التى حققتها مصر من ثورة 25 يناير المجيدة التى تجرى الاستعدادات للاحتفال بذكراها السنوية الأولى بدءا من الإطاحة بنظام فاسد دام لعقود ووصولا إلى حرية التعبير وتنفس هواء الحرية إلا أنها لا تزال عرضة لمخاطر اقتصادية شديدة. وشددت الصحيفة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى مساء اليوم على ضرورة اهتمام السلطات والأحزاب السياسية فى مصر على التركيز بالنهوض بالإقتصاد عوضا عما تتداوله الوسائل الإعلامية من تخوفات من الأحزاب الإسلامية التى برزت بقوة على الساحة السياسية عقب الإطاحة بالنظام المصرى السابق. ونوهت الصحيفة إلى أن نجاح هذه الأحزاب السياسية صاحبة التوجه الدينى وعلى رأسها حزبا الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين والنور السلفي فى حصد مكاسب برلمانية وصلت حوالى 60\% من نسبة المقاعد البرلمانية ليس جوهر القضية الذى ينبغى الاهتمام به. وأردفت الصحيفة: أنه يجب الحكم على هذه الأحزاب الجديدة التى حصدت أغلبية برلمانية كبيرة من جهة ما ستقوم أو ما يمكنها القيام به من أجل النهوض بمصر وليس من جهة التخوفات الغربية من التوجهات الإسلامية التى برزت بقوة فى دول الربيع العربى والتوجسات من مغبة تعاملها بتشدد مع المصريين. وذهبت إلى أن من بين أهم القطاعات التى تسببت فى سوء حالة الاقتصاد المصري قطاع السياحة والذى يعانى من تدهور خطير فضلا عما يعانيه قطاعا التجارة الدولية والأعمال التجارية من تراخ، مشددة على ضرورة الإهتمام بالنهوض بهذه القطاعات لتلبية الاحتياجات والمتطلبات التى نادت بها ثورة الخامس والعشرين من يناير "عيش - حرية - عدالة اجتماعية". وأشارت إلى أن قطاع السياحة تأثر وبصورة خاصة فى القاهرة عن غيرها من المدن السياحية فى مصر مرجعة السبب وراء ذلك إلى الأحداث التى يشهدها ميدان التحرير من مظاهرات يتسم بعضها بالسلمية ويشهد بعضها الآخر مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن. وقالت الصحيفة إنه إذا رغبت فى زيارة "الأهرامات" يمكنك زيارتها حاليا دون أن يزعجك الباعة الجائلون مؤكدة أهمية النهوض بقطاع السياحة المصري مستشهدة بأن القطاع يمثل 11% من إجمالى الناتج المحلى وفقا لما أكدته الأرقام الرسمية لعام 2010 الماضى. وقالت الصحيفة إن مصر -بتعداد سكانى تجاوز 85 مليون نسمة ثلثاه من الشباب تحت سن الثلاثين- تواجه تحديات جساما بعد الثورة تبدأ بالمطالب الفئوية التى لا تنفك تنتهى ثم توفير فرص العمل للشباب وصولا إلى تحقيق الكرامة الاجتماعية. ومضت الصحيفة تقول إنه سيتعين على السلطات المدنية التى ستتولى سدة الحكم بعد تسلمها من القوات المسلحة المصرية فى 30 يونيو 2012، إثبات قدرتها على مواجهة تلك التحديات والنهوض بالاقتصاد المصرى وتوفير المعيشة الآمنة لشبابها.