صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، ناقشت تبعات حصول جماعة الإخوان المسلمين على أكثر من 40 من مقاعد البرلمان، حيث رأت أن هذه النسبة نقلت الجماعة من مربع "خصم للدولة" إلى "مركز سلطة"، يسعى لتبديد المخاوف المثارة حول التيار الإسلامى. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين قد أظهرت فى الأسابيع الأخيرة قدرا من البراجماتية السياسية عندما أدركت ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى تعاني منها مصر يجب ألا تعتم عليها معارك دينية كالحديث عما إذا كان بإمكان السياح الأجانب فى شرم الشيخ ارتداء الشورت أو لا. ونقلت الصحيفة عن صبحي صالح القيادي الإخواني الفائز فى انتخابات مجلس الشعب قوله عن اكتساح الإخوان "إنها لحظة مهمة وخطيرة، الجميع كان يحاول صرف انتباه الرأى العام عنا بالحديث عن موقف الجماعة من المسائل الدينية"، مشيرا إلى ان الأولوية الحقيقية للإخوان هى الاصلاح الاقتصادى قائلا: "علينا ان نمنح الناس الاستقرار ونقلل من نسبة الفقر". وقالت الصحيفة ان صالح أثناء حواره تحدث عن جملة من المشاكل الاقتصادية كارتفاع أسعار الفول الصويا والاضطرابات العمالية بسبب عدم تقاضى العمال لرواتبهم لمدة شهور، وإغلاق السكك الحديدية، وقال انه اذا كان الإخوان المسلمين غير قادرين على الاهتمام بالشأن الاقتصادى، والتى رأها تعبر عن مصر أكثر من مظاهرات ميدان التحرير، فان ذلك يعنى ان معظم سياسية الإخوان سوف تتبخر. ورأت الصحيفة ان صالح عانى فى السابق من خيبة الأمل السياسية، عندما كان معجبا بسياسة جمال عبد الناصر عام 1960 وحديثه عن القومية العربية وعظمة المواطن المصرى، لكنه اكتشف فى نهاية الأمر انه كان "مجرد وهم أدى إلى القمع والخراب لعقود طويلة حتى تمت الإطاحة بنظام مبارك"، بحسب كلامه. وأضاف صالح: نحن بحاجة اليوم إلى خفض تكلفة الفول والعيش والزيت، ويجب علينا ان نركز على دعم البرامج الزراعية والمصانع الصغيرة والمتوسطة، لاننا فى الحقيقة نحتاج الى ان ننتج بشكل اكبر، فنظام مبارك أغلق ما يقرب من 1500 مصنع من خلال سياسية الخصخصة. وأضافت الصحيفة انه عندما سئل صالح عن كيفية تحمل بلد يعانى بالفعل من هبوط سوق الأسهم المالية وتضاؤل الاحتياطيات أن يتحمل الدخول فى إصلاح اقتصادي ضخم، أجاب صالح انه " يمكن الحصول على 60 مليار جنيه مصري (10 مليار دولار) ضرائب غير محصلة من رجال أعمال الحزب الوطنى المنحل، كما يمكن جمع أكثر من 500 مليار جنيه مصري (83 مليار دولار) من صفقات الأراضي التي استفاد منها رجال النظام السابق، مشيرا إلى ان هذا لا علاقة له بالانتقام ولكنه العدل والإنصاف. وأضاف صالح اننا بحاجة إلى اسواق حرة وغير فاسدة مع وضوح الهدف الاجتماعي من ذلك، وهو تلبية احتياجات الناس. وبشأن التحالفات البرلمانية القادمة، أكد صالح فى حواره مع الصحيفة الأمريكية انه إذا كانت الأحزاب الإسلامية المتشددة ليست على استعداد لاعادة النظر وتعديل حماستها الدينية، فان قرار الإخوان سيكون تشكيل كتلة مع الاحزاب العلمانية. وأضاف صالح ان الجماعة تقرر إلى اى التحالفات ستنضم على أساس مصلحة البلد وليس على أساس دينى أو عقائدى، مشيرا إلى انه إذا كان للسلفيين أهداف أخرى، فسيكون مكانهم مقاعد المعارضة". ورأى صالح ان واشنطن تستوعب حقيقة وضع مصر الجديد، كما ان الإخوان من جانبهم يتفهمون أهمية السياحة، مشيرا إلى ان الأولوية الان للجماعة ليست فى منع البكيني.