أشرف عبد الغفور: التخوف من صعود الإسلاميين أمر سابق لأوانه.. فالانتخابات لم تنتهِ بعد هانى شنودة: لو رأى "الإمام محمد عبدة" ما يحدث الان فى مصر لمات كمدًا عمرو واكد: لديهم من القضايا ما يشغلهم عن مناقشة حرية الفن تهانى راشد: إذا وصل الإسلاميون للحكم.. فسيكون بفضل الحرية.. فلا يجب عليهم كبت حرياتنا أحمد الخميسى: لديهم الكثير من المرونة.. ولا أعتقد أنهم سيثيرون الفزع أعرب عدد من الفنانين عن قلقهم على مستقبل الفن فى مصر بعد وصول التيارات الإسلامية للحكم، وفيما أبدى عدد منهم قلقه، قال آخرون إن السلفيين والإخوان لديهم من القضايا ما يشغلهم عن التفكير فى مثل هذه القضايا الفرعية الآن على الأقل. فقد أعرب أشرف عبد الغفور- نقيب الممثلين -عن اعتقاده بأن الإسلاميين لن يتعاملوا مع الفن برجعية، مشيرا إلى أن منهم مستثمرين ورجال أعمالوأنهم منخرطون في المجتمع منذ سنوات ومارسوا العمل السياسي والاجتماعي طوال عقود. واعتبر أن الحديث عن مخاوف من صعود الإسلاميين وسيطرتهم على الحكم استباق لنتائج الانتخابات التي لم تجر إلا مرحلتها الأولى فقط، وقال إنالإسلاميين لم يصدر عنهم ما يشير إلى معاداتهم للفن والفنانين، داعيا إلى عدماتخاذ أحكام مسبقة. وطالب الفنانين بالحفاظ على مكاسبهم والتمسك بحرية الرأي والتعبير. هاني شنودة من جانبه قال الموسيقار هاني شنودة : إنه لا يعرف إذا كانت المخاوف التى تنتاب الشارع الثقافى المصرى جراء الصعود المتنامى للتيارات الإسلامية لهم حق فيها أم لا. وأضاف أنه وشريحة كبيرة من المجتمع قلقة بشأن صعود ما وصفه بالتيار الإسلامي المتشدد، فضلا عن وجود العديد من الأسئلة التى تدور داخل المجتمع لم يجب عليها أحد، وأنه كموسيقار قدم العديد من الأعمال الإبداعية التى عرفها وأحبها الجمهورعلى مدى سنوات طويلة لديه قلق خاص على مهنته. وأكد شنودة أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى معتدلة وترفض التشدد والتطرف، مشيرا إلى أن الإسلاميين أنفسهم لديهم مخاوفهم الخاصة؛ لأنهم الآن على المحك السياسى وهو مشهد لم يعتادوا عليه، خاصة أنه لا يوجد أحد من المتصدرين للمشهد الآن خرج علينا باى خطط مستقبلية ، ولم يقولوا ما هو أساس البناء وما هو شكله. وقال إن الإبداع لابد أن يقوم على أرضية من الحرية، وتابع "إن الأديان جاءت من أجل أن نكون أحرارًا، وان أصل الأديان أن يكون الإنسان حرا فى تفكيره،مشددا على أنه لا عبودية إلا لله وحده". وأضاف أن المجتمع المصرى يحتاج إلى مزيد من الثقافة حتى نستطيع أن نحافظ على شخصية مصر والحضارة التى تم بناؤها على مدى قرون بعيدة، لافتا إلى أن مصر تتميز عن أى دولة من بلدان العالم بشخصية متفردة وتاريخ طويل من الحضارة يعرفه العالم كله، فالهرم الأكبر لا يوجد نظير له على كوكب الأرض ، ذلك البناء الذى أدهش كل العلماء على مدى العصور؛ فهل يليق بعد كل هذه العقود والسنوات يأتى منيطالب بهدم الأهرامات. وأشار إلى أن مصر استوعبت على مدى تاريخها مختلف الديانات والثقافات والجنسيات، وقال: هنا عاش المسلم والمسيحى واليهودى والأرمنى والفرنسى واليونانى والإيطالى ؛ كلهم جمعتهم مصر ، فلا ينبغى أن يأتى من يحاول أنيعزلنا عن العالم. وشدد شنودة على أهمية دور وزارة الثقافة فى المرحلة المقبلة، وأنه يتعين على المسئولين فيها الوصول إلى جميع القرى فى جميع المحافظات المصرية لتوعيتهم وعدم ترك رؤوسهم فى يد من يشكلها بالطريقة التى تخدم مصالحه ، منتقدا كافة مؤسسات الدولة الأخرى وتقصيرها فى توصيل كافة الخدمات التى يحتاجها المواطن. وأكد شنودة أن مصر لم تشهد أى تجديد ملحوظ عبر تاريخها الحديث منذ انتهاء أسرة محمد على، وتابع قائلا " أظن أن الشيخ الجليل محمد عبده إذا شاهد ما يحدث فى مصر الآن سيموت كمدا"، وتساءل شنودة؛ أين دعوات الشيخ محمد عبده والأفغانى وطه حسين وكافة المصلحين الذين وضعوا أسس الدولة المدنية الحديثة ، وقال إنه يتعين على الأزهر الشريف الآن أن يقول كلمته ويفصل فى كافة الأمور الجدلية التى تطرحها تلك التيارات المتشددة والمتطرفة، فعندما يتحدث الأزهر بالطبع سيصمت الجميع. عمرو واكد توقع الفنان عمرو واكد ألا يتدخل التيار الإسلامى فى الحياة الثقافية المصرية حاليا، حيث إن لديهم ملفات أهم بكثير يجب أن تتم معالجتها، كالاقتصاد والعدالة الإجتماعية والتنمية، قبل أن يبدأوا فى البحث علنالسيطرة على القضايا الفرعية. وأوضح واكد أن استحواذ الإسلاميين على الأغلبية فى البرلمان يعد أصعب اختبارلهم فإما يثبتوا جدارتهم أو يكون ذلك بداية النهاية لهم. وأعرب عن اعتقاده بأن صعود التيار الإسلامى ليس مفاجئا بل هو نتيجة طبيعية لنظام انتخابى مشوه وغير دستورى وضع قيودا عديدة أمام الأحزاب الثورية الجديدة مثل تقييدهم بجمع 5000 عضو فى مدة لم تتعد الشهور العشر مما فتح الباب أمام أشخاص مل منهم الشعب أو لم يعد يثق بهم لدخول هذه الأحزاب هذا بالإضافة إلى عملية تخصيص ثلثي المقاعد للأحزاب فقط والثلث للأفراد دون منع الأحزاب من ترشيح أعضائهم علىالقوائم الفردية. ورأى أن الأغلبية العظمى صوتت على أساس عاطفى لصالح التيارات الإسلامية وليس بناء على برامج ، فالشعب كان محروما من الممارسة الديمقراطية وحاليا يحاولإكتشافها. تهاني راشد أعربت الفنانة تهانى راشد عن قلقها بشأن الجدل الدائر حاليا حول تأثير وصول الإسلاميين للحكم فى مصر علىالحياة الثقافية والفنية فى مصر. وأوضحت أنه فى الوقت الذى يجب أن يدور فيه الحديث حول كيفية تطوير الحياة الثقافية فى مصر بعد الانهيار الذى شهدته خلال الثلاثين عاما الماضية، عدنا إلى مناقشة ما إذا كان الفن حلالا أم حراما، مشيرة إلى أنه لا يجب طرح هذا السؤال حيثإن الفن لا علاقة له بالدين. وقالت تهانى إن أكبر مخاوفها هى قيام التيار السلفى بفرض رقابة صارمة على الأعمال الثقافية وهو ما سيكون بمثابة ردة على أهداف الثورة التى قامت من أجلتحرير العقول المصرية. وأكدت تهانى أن الإسلاميين إذا وصلوا إلى الحكم سيكون ذلك بفضل الحرية التى حققتها لهم الثورة المصرية وبالتالى فليس من حقهم وضع قانون قمعى، مشيرة إلا أنهاستكون أول من يقف فى وجههم إذا حدث ذلك. أحمد الخميسي وقال الناقد أحمد الخميسى إن من يكتب سيظل يكتب، معتبرا أنه ستكون هناك قيود على التليفزيون والسينما والمسرح في حال صعودالإسلاميين، لكن الأدب والثقافة ليسا مهددين بشكل مباشر. أضاف أن الإسلاميين عندما يشكلون حكومة سيتصرفون كأصحاب مصلحة، وليس كأصحاب أيديولوجية دينية، لافتا إلى أن الأيديولوجية الدينية جيدة لهم في الدعاية، لكن عندما يتولون جزءا من السلطة سيدفعهم حرصهم عليها إلي كثير من المرونة. تابع قائلا "لا أعتقد أنهم سيثيرون الكثير من الفزع"، مضيفا أن لهم حدودا فيحركتهم وبالتالي ستدفعهم للمرونة.