قالت توكل كرمان الناشطة اليمنية المدافعة عن الديمقراطية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام إنها ترى عزل الجيش المصري للرئيس الإسلامي محمد مرسي بمثابة ضربة قاضية للحركات الديمقراطية في العالم العربي. وقالت لرويترز في مقابلة أجرتها معها هاتفيا الليلة الماضية إن عزل مرسي وهو أول رئيس مصري ينتخب انتخابا حرا هو "إعادة لعقارب الساعة إلى الوراء" فيما تحقق من مكاسب بعد الانتفاضة المصرية عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك الذي حكم البلاد 30 عاما حكما منفردا. وعزل الجيش المصري مرسي يوم الثالث من يوليو بعد احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته. وقالت كرمان (34 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال "تتفكك سريعا أول ديمقراطية ناشئة في تاريخ مصر والأولى في المنطقة منذ الربيع العربي." ومنعت السلطات المصرية الناشطة اليمنية من دخول مصر في الرابع من أغسطس بعد أن أعلنت في مواقع التواصل الاجتماعي عزمها على الانضمام إلى اعتصام الإخوان المسلمون المؤيد للرئيس المعزول في شمال شرق القاهرة. ولم تفد السلطات المصرية بشيء أكثر من قولها إن اسم الناشطة اليمنية وارد في قائمة أشخاص ممنوعين من الدخول إلى البلاد. وقالت كرمان "منعي من الدخول يعني شيئا واحدا: إن الحكومة الجديدة في مصر عادت إلى الوسائل الاستبدادية القديمة. إنهم لا يتحملون الرأي الآخر." ووصفت الناشطة اليمنية سقوط مرسي بأنه يجيء في إطار ثورة مضادة تمسك بالمنطقة كلها وقالت إن فلول الحكومات السابقة التي سقطت عامي 2011 و2012 تتسلل من جديد إلى السلطة. وأضافت "الربيع العربي ما هو إلا بناء للديمقراطية. والانقلاب العسكري هو نقيض ذلك. أنه يقوض كل شيء." واستطردت "تدمير الثورة المصرية يعني موت الربيع العربي." ويقول الجيش المصري إنه عزل مرسي استجابة "لإرادة الشعب" بعد عدد من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي طالبت الرئيس الإسلامي بالاستقالة. وتشرف حكومة انتقالية تشكلت برعاية الجيش على "خارطة طريق" تؤدي إلى إجراء انتخابات. وسلطت الأضواء على كرمان وهي عضو في جماعة الإخوان المسلمون في اليمن كشخصية ذات أهمية رمزية في الانتفاضة اليمنية لعام 2011 التي اكتسبت زخما بعد إسقاط مبارك في مصر. وأصبحت تعرف باسم "المرأة الحديدية" و"أم الثورة" وكانت من أول من اعتقلوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في اليمن في يناير كانون الثاني عام 2011. وكان الغضب من اعتقالها من الأسباب التي أكسبت المظاهرات قرب جامعة صنعاء قوة دفع. وقامت كرمان بجولات في الشرق الاوسط منذ فوزها بجائزة نوبل مما جعلها شخصية يدور حولها الجدل ويرى بعض المصريين انها تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى. وانتقدت الناشطة اليمنية رفض الولاياتالمتحدة التي تقدم لمصر مساعدات سنوية قدرها 1.5 مليار دولار يذهب معظمها للجيش وصف عزل مرسي بانه انقلاب. وستكون واشنطن مجبرة على وقف المساعدات بمقتضى القانون الامريكي اذا أقرت بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري. وقالت كرمان "عار على وزير الخارجية الامريكي (جون كيري) ان يصف الانقلاب بانه (استعادة للديمقراطية)." واستطردت "تأييد الاطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا هو سابقة. هذا سيزعزع استقرار المنطقة والعالم على المدى البعيد. على الإدارة الأمريكية أن تتعلم درس ثورات الربيع العربي." وفازت كرمان بجائزة نوبل عام 2011 هي وناشطتان من ليبيريا هما إيلين جونسون سيرليف وليماه جبوي لدورهن في الدفاع عن حقوق المرأة وإقرار السلام.