كشفت مصادر دبلوماسية مصرية فى إثيوبيا، اليوم الجمعة، أن مسئولين فى الخارجية الإثيوبية عقدوا اجتماعا، الخميس، مع محمد إدريس السفير المصرى بأديس أبابا، وذلك فى مقر الخارجية الإثيوبية بالعاصمة الإثيوبية. وفيما لم ترغب هذه المصادر، التى طلب عدم الكشف عن هويتها، فى الحديث عن تفاصيل اللقاء والمحاور التى جرى مناقشتها خلاله، قالت إن اللقاء تم بطلب من الخارجية الإثيوبية، وإنه استغرق نحو ساعة، وشهد أجواء "إيجابية للغاية". وأعربت أوساط دبلوماسية فى أديس أبابا عن اعتقادها بأن لقاء الخارجية الإثيوبية بالسفير المصرى يتعلق بتبادل الرؤى حول مستجدات الأحداث بخصوص الخطوة التى اتخذتها الحكومة الإثيوبية، الثلاثاء الماضى، بتحويل مجرى النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل، المصدر الرئيسى للمياه فى مصر، كخطوة تمهيدية للبدء فى مشروع بناء سد النهضة. وهى الخطوة التى أثارت انتقادات واسعة من جانب القوى السياسية فى مصر ووسائل الإعلام، حيث اعتبرها البعض استهانة بالدولة المصرية باعتبارها جاءت بعد أيام قليلة من زيارة أجراها الرئيس المصرى محمد مرسى لإثيوبيا للمشاركة فى قمة للاتحاد الإفريقى، فيما طالب البعض بالرد على هذه الخطوة ولو "عسكريا". وفيما تقول إثيوبيا إنها تهدف من وراء بناء "سد النهضة" إلى توليد الكهرباء وتنمية الصناعة، يخشى متخصصون مصريون من أن يؤثر بناء السد الإثيوبى على حصة مصر من المياه، كما يخشون تعريض مصر لخطر الغرق فى حال ما تعرض السد الإثيوبى للانهيار. وكانت الخارجية المصرية استدعت أول أمس الأربعاء السفير الإثيوبى فى القاهرة محمد دريري، وأبلغته أهمية "التنسيق والتشاور بشأن أية خطوات قادمة فى التعامل مع سد النهضة". وفى سياق ذى صلة، صدرت، اليوم الجمعة، عدة تطمينات رسمية من الجانب الإثيوبى لمصر والسودان، دولتى المصب فى حوض نهر النيل الذى يضم 10 دول وهما المتأثرتان من مشروع سد النهضة. فقد صرح المتحدث الرسمى باسم الحكومة الإثيوبية "بريخت سمؤون" للتلفزيون الإثيوبي، اليوم الجمعة، بأن تحويل مجرى النيل الأزرق لا يتجاوز كونه تحريفاً لمساره؛ حتى يتمكن المهندسون من البدء فى بناء سد النهضة، مشددا على أن تحويل مسار النيل الأزرق لا يعنى إيقاف جريان النهر أو التأثير على كمية المياه المتدفقة من خلاله، والتى ستصل إلى نهر النيل من خلال مسار آخر. من جهته، أوضح "مهرت دببى"، المدير التنفيذى لهيئة الكهرباء الإثيوبية، بأن ما حدث من تحويل مسار النيل الأزرق تم عند بناء سدود مماثلة فى أماكن مختلفة من العالم. وقال إن تحويل مسار النيل الأزرق بعيدا عن المكان المحدد لبناء السد أمر طبيعى؛ من أجل إفراغ موقع السد من المياه، مضيفا أن هذا "لا يعنى إيقاف جريان النيل الأزرق أو التأثير على كمية المياه المتدفقة من خلاله" والتى تصب فى نهر النيل. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل