الطرق والجسور تعتبر شرايين حيوية لاقتصاد البلاد، وعن طريقها تسهل التنمية والتقدم.. وتتاح الفرصة لانطلاق وسائل المواصلات بين المناطق والقرى والمدن والبلدان، أما محافظة البحيرة فتمثل حالة متفردة، فالبرغم من الطفرة الهائلة فى مجال الطرق بالمحافظة، إلا أن مشكلاتها ظلت من الأوجاع المزمنة التى لم يتم التغلب عليها. سعيدة مرعى -عضو مجلس محلى محافظة سابق- تقول: الطريق الدولى الساحلى مازال دون المستوى المطلوب ويحتاج إلى صيانة مستمرة ورعاية وإنفاق، ويفتقد الإشارات والعلامات المرورية، فضلاً عن عدم إنارة المسافة الخاصة بالبحيرة بين "إدكو ورشيد"، علاوة على سوء حالة فوالق ولحامات الطرق والكبارى التى تغطى الفواصل، الأمر الذى كثيراً ما يؤدى إلى انقلاب السيارات أو تفجيرإطاراتها، وكذلك الملفات والدورانات. وأضافت سعيدة، أعتقد أنها ينقصها التصميم الجيد، ويؤكد ذلك تكرار الحوادث التى تقع كل يوم، عند الارتداد أو الدوران إلى الطريق الآخر، واستخدام بعض السيارات لكشافات "الزانون" التى تعمى البصر ولعدم الإنارة الكافية يصطدم بالقادم على الطريق المعاكس فتقع الحوادث المروعة. وأشارت سعيدة إلى أن طريق محور المهندس أحمد الليثى بدمنهور من بدايته من الطريق الزراعى وحتى قرية الدرايسة ثم كوبرى عاشور مظلم تماماً، رغم وجود الأعمدة حاملة الكشافات، بخلاف التعديات عليه من المواطنين، حيث توجد ورش تصليح للسيارات على جانبى الطريق بالقرب من المفارق, وفى نهايته تلقى القمامة، وفى امتداد طريق" دمنهور- المحمودية - رشيد" نجد نفس الكارثة من تعديات سببها سلوك المواطن وغياب الرقابة والمتابعة على حرم الطريق واستغلالها, إما بزراعة المراسى والأحواض أو بوضع القمامة وفضلات المواشى والسماد البلدى أو بناء مخازن أو حظائر للماشية أو استغلالها وزراعتها وضمها الى الأرض الزراعية أو استغلالها كمفارش رمل وزلط وطوب جيري.. وهنا تحدث اختناقات أمام تلك الفروشات.. بسبب سيارات النقل الثقيل والتى تتسبب فى 60% من حوادث الطرق. ولفت سعيدة إلى خطورة كساحات وكراكات الرى التى تأتى لتطهير تلك الترع والمصارف ووضعها على جانب الطريق لعدم وجود "طبان" للطريق أو مساحة ما بين الطريق والترعة أو المصرف .. وحتى للمشاة لا توجد مساحة لهم حيث يتم وضع كل هذه المخلفات على الطريق نفسه لتلتهم نصفه أو أكثر.. هذه المشكلة تعانى منها 70% من طرق البحيرة إن لم يكن أكثر، كما يوجد فى نفس الطريق عدد لا بأس به من المطبات العشوائية والتى تلعب دورا مهما فى زيادة أخطار الطريق فتتسبب فى وقوع حوادث بالإضافة الى السرعة الجنونية لسائقى السيارات فينتج من كل ذلك إزهاق لأرواح المواطنين. من جانبه، أوضح محسن عبد التواب - رجل أعمال - أن تلك الحوادث سببها سلوكيات بشرية خاطئة.. سواء من المواطن الذى يعبر الطريق ويتجاهل العبور من النفق.. أو من سائق متهور يقود سيارته بسرعة جنونية غير ملتزم بالسرعة المحددة.. وهنا يكمن سر زيادة الحوادث.. ويناشد المسؤولين الاهتمام بالطرق وكفى نزيفاً على الإسفلت يطالعنا كل يوم بحصد أرواح المواطنين الأبرياء. ويؤكد أحمد عامر – مهندس- أن زيادة حوادث الطرق بالمحافظة ترجع إلى عدم وجود علامات إرشادية كافية ووجود مطبات غير مطابقة تفاجئ السائقين, خاصة مع كثرة المنحنيات بها، علاوة على ازدواجية الطريق وعدم وضع لافتات إرشادية.. مما يساهم فى اختلال عجلة القيادة فى أيدى السائقين، وزيادة نسبة الحوادث، كما أن طريق إدكو- دمنهور من الطرق السيئة لكثرة المنحنيات به وإلقاء ورد النيل على حرم الطريق مما يساهم فى تضييق نهره واصطدام العربات ببعضها واختناق حركة المرور وتعطيل سير العربات لعدة ساعات. وأكد عوض أبو على - سائق - أن كوبرى المصرف الخيرى تمر عليه يومياً حوالى 200 سيارة متجهة إلى جميع مدن ومراكز وقرى المحافظة، ومع ذلك فالكوبرى متآكل والمسؤولون فى واد ومشكلة الكوبرى فى واد آخر، وأصبح الكوبرى مهدداً بالانهيار فى أى وقت ولكن المسؤولين لا يتحركون إلا بعد وقوع الكارثة وسقوط الضحايا الأبرياء.. تعبنا من إرسال الفاكسات والشكاوى ولا حياة لمن تنادى.. وفى حالة انهيار الكوبرى –لا قدر الله - سوف تتوقف الحياة فى مدينة ادكو وينقطع اتصالها بالمحافظة وتصبح فى عزلة تامة.