المحافظات إلهام رفعت ومحيي الهنداوي وشيرين الفقي ومحمد الأسيوطي ومروة فاضل ومحمد مبروك وإنجي هيبة لم تكن الطرق السريعة في محافظات الوجه البحري أحسن حالاً من طرق الصعيد التي تحولت إلي مصايد للموت تحصد أرواح مئات الأبرياء شهرياً خصوصًا مع بداية فصل الصيف وتضاعف الحركة المرورية علي هذه الطرق. في كفر الشيخ.. وصلت الطرق الفرعية بين المراكز إلي حالة يرثي لها للدرجة التي دفعت المحافظ اللواء أحمد زكي عابدين لوصفها في أحد تصريحاته بأنها «أسوأ طرق مصر» خصوصًا أن احصائيات مستشفيات تؤكد أنها كانت وراء مصرع 100 شخص وإصابة 1000 آخرين من بينهم 40 مصاباً تحولوا إلي عاجزين منذ بداية العام الجاري. أما أسباب الحوادث التي تشهدها هذه الطرق فترجع غالباً إلي ضيقها وتعرجها والمطبات الصناعية الخرسانية والأسفلتية التي يقيمها أهالي القري المتاخمة لها بشكل عشوائي لحماية أبنائها من السيارات المسرعة. ويتصدر الطريق الدولي الساحلي قائمة الطرق من حيث معدل الحوادث التي يشهدها يومياً خصوصًا ليلاً بسبب عدم إنارته وضيقه وكثرة انحناءاته ويليه طريق الحامول - بلقاس مرورا بكفرالجرايدة الذي يعد من أسوأ الطرق رغم أنه يعد الرابط بين محافظتي كفرالشيخ والدقهلية ثم طريق سيدي سالم - سد خميس أبوغنيمة المتهالك الذي تم البدء في اعمال رصفة منذ فتره طويلة ولم تنته حتي الآن لأسباب غير معروفة. أما طريق كفرالشيخ - دسوق القديم فلا يمر يوم بدون ان يشهد حادثاً وكذلك طريق فوه - مطوبس الذي تقع فيه حوادث متعددة لوقوع عدد كبير من مضارب الأرز علي جانبيه مما يؤدي لوقوف سيارات النقل الثقيل بعرض الطريق والتي تتسبب في الحوادث. ومن الطرق التي ارتبطت بنزيف الاسفلت طريق كفرالشيخ - الحامول الفردي والذي شهد أكبر نسبة حوادث نظرا لضيقه وتعرجه وافتقاره للاشارات المرورية فضلا عن طريق دسوق - كفر الشيخ الفردي الضيق. ويشير مجدي عبدالعظيم مدير عام مديرية الطرق إلي تعدد أسباب الحوادث التي تشهدها طرق المحافظة ومنها وجود أعداد كبيرة من جرارات البنجر علي جانبيها والتي تقف بدون عواكس ضوئية لتنبه السائقين مما يؤدي إلي اصطدامهم بها بالإضافة للمطبات العشوائية التي يقيمها الاهالي. وأضاف «عبد العظيم»: أن هناك تحسن في حالة الطرق الفرعية التابعة لمديرية الطرق بالمحافظة حيث يتم ازدواج طريق دسوق - كفرالشيخ بطول 30 كيلومتراً والمحلة - كفرالشيخ والذي ينتهي هذا العام وطريق كفرالشيخ طنطا سينتهي هذا العام. وفي الإسماعيلية أكد تقرير صادر عن مديرية الأمن أن وصلة سرابيوم وأبوسلطان ومنطقة أبوخليفة بطريق الإسماعيلية - السويس تعد من أكثر الطرق من حيث معدل الحوادث والذي يصل إلي 80%. أضاف التقرير أن اسباب زيادة نسبة الحوادث بتلك الطرق تباينت حيث ترجع في طريق ابو سلطان الذي يصل طوله إلي 45 كيلومتراً إلي عدم الانارة ليلا الامر الذي يؤدي إلي انعدام رؤية السائقين أما طريق سرابيوم «35 كيلو» فمازال فردياً مما يتسبب في زيادة عدد الحوادث الناتجه عن التخطي الخاطئ في الوقت الذي تتسبب فيه اشغالات مزارعي أبوخليفة في إعاقة الطريق. في الإسكندرية أكد سامي مختار رئيس جمعية ضحايا حوادث الطرق أن حوادث شوارع المحافظة تخلف شهريًا أكثر من 90 قتيلا و200 مصاب. وارجع النسبة الأعلي في أسباب حوادث الطرق إلي العامل البشري وبخاصة سائقو سيارات الميكروباص والنقل بمقطورة، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا منهم يقودها وهو في حالة غير طبيعية «متعاطٍ للمخدرات». وطالب مختار بشخصنة العقوبة بمعني أن يكون الجزاء والمخالفة لفاعلها لأن غالبية سائقي الميكروباص والسيارات الأجرة لا تطبق عليهم العقوبة بل تطبق علي مالك السيارة بما يجعلهم غير مبالين بتعليمات المرور والالتزام بالسرعات المحددة. وقال الدكتور محمد عاطف، أستاذ الطرق والكباري بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، إن 60% من تلك الحوادث تكون بسبب سلوكيات بشرية خاطئة سواء من المواطن الذي يعبر الطريق ويترك العبور من النفق أو من سائق متهور يقود سيارته بسرعة جنونية غير ملتزم بالسرعة المحددة وهي 60 كيلو مترًا علي الطرق الداخلية. وأضاف أستاذ الطرق أن ال40% الأخري ترجع إلي عيوب هندسية في تصميم وتنفيذ الطرق، لافتا إلي أن الطريق الدائري من «كارفور» وحتي «أبيس» ظهرت فيه تلك العيوب التي تجعل السيارات «تقفز» عند سيرها أعلي الكوبري لأنه نشأ علي خوازيق لا تهبط. وأضاف أن الطريق يتكون من «ردم وتراب» مما أوجد هبوطًا وانخفاضًا في مناطق كثيرة منه. ولم تكن الطرق أفضل حالا في دمياط عن الإسكندرية فقد أكد المهندس عطية الليثي وكيل الوزارة بمديرية الطرق بدمياط أن معظم حوادث المحافظة ترجع أسبابها إلي سوء حالة الطرق السريعة وبخاصة طريق كفر سعد- المنصورة لوجود منحنيات خطيرة فيه. وأضاف أن الهيئة العامة للطرق والكباري المالكة له لم تقم بتأهيله وبخاصة في مناطق التقاطعات، إضافة إلي ندرة اللوحات الإرشادية والتحذيرية وغياب أعمال الصيانة الدورية له. ونبه «الليثي» إلي ضرورة معالجة العيوب الموجودة بالطريق الغربي أيضًا الذي يعمل في اتجاه واحد حتي مدينة المنصورة ماراً بالعديد من القري التي تقوم بعمل مطبات غير مطابقة للمواصفات مما يؤدي إلي انتشار الحوادث به. وقال العميد عبد السلام العفيفي مدير إدارة مرور دمياط أنه علي الرغم من سوء حالة طرق المحافظة فإن عدد الحوادث التي تقع عليها قليل جداً. إلي ذلك استحوذت محافظة الشرقية علي نصيب الأسد من حوادث الطرق في الوجه البحري والتي سجلت 150 قتيلاً و200 مصاب منذ بداية هذا العام ويمثل طريق القاهرة - بلبيس الزراعي أشهرها خطورة والذي شهد حادثاً مروعاً في الفترة الأخيرة بين سيارة ملاكي وأخري نصف نقل وتريلا راح ضحيته 11 شخصاً وأصيب فيه خمسة آخرون بينهم نائب رئيس محكمة النقض. كما أن طريق مفارق أبونصار بالصالحية الجديدة شهد حادثاً دامياً راح ضحيته 9 فتيات وشاب جميعهم من قرية واحدة. وأكد أحمد رزق «موظف» أن زيادة حوادث الطرق بالمحافظة ترجع إلي عدم وجود علامات إرشادية كافية ووجود مطبات غير مطابقة تفاجئ السائقين وكثرة المنحنيات بها، مما تساهم في اختلال عجلة القيادة من يد السائقين. وتعتبر طرق طنطا -السنطة وطنطا- بسيون الدائري وقطور بمحافظة الغربية من الطرق سيئة السمعة لكثرة الحوادث التي تقع عليها. ويري عامر الشوربجي رئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس المحلي لمحافظة الغربية أن هناك حلولاً كثيرة للحد من حوادث الطرق من بينها إنشاء صندوق للتأمين علي مستخدمي الطرق ومجلس أعلي للسلامة المرورية والأمان لوضع خطة وطنية للسلامة ويكون تحت رئاسة رئيس الوزراء أو وزير النقل مباشرة ويضم مكاتب إقليمية. كما طالب «الشوربجي» بإنشاء إذاعة خاصة عن الطرق تجذب قائدي المركبات إليها لرفع الوعي المروري لديهم ووضع مقاييس فنية للمركبات بجميع أنواعها.