المسلسل لايزال مستمرا.. الطرق المصرية تحصد أرواح العشرات من المواطنين يوميا والآلاف سنويا.. دماء الأبرياء تتدفق علي الطرق المختلفة والجثث تتناثر علي جانبي تلك الطرق فرغم تكرار تلك الحوادث المروعة الا ان المشكلة قائمة وتتزايد يوما بعد يوم.. رغم الندوات والمؤتمرات والتصريحات الحكومية الا ان الظاهرة مستمرة رغم اهدار دم المصريين علي الطرق المختلفة التي تحولت إلي مصيدة للقتلي واصبح من المألوف ان نشاهد السيارات المهشمة علي جانبي الطريق وقد اصطبغ الاسفلت باللون الأحمر بعد أن تناثرت اشلاء الأبرياء الا ان الوزراء المعنيين لا يعيرون الأمر اهتماما وكأن تلك الحوادث تقع في قارة أخري أو في كوكب آخر!! أعلم جيدا ان هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي اتحدث فيها عن حوادث الطرق لأنها بالفعل ظاهرة تستحق الدراسة والاهتمام حرصا علي أرواح الأبرياء الذين يقتلون وتتناثر جثثهم فوق الطرق المختلفة. الطرق المصرية شهدت العديد من الحوادث المروعة في الأيام الماضية راح ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء بخلاف مئات المصابين.. جثث الضحايا الأبرياء تناثرت فوق طرق سوهاج واسوان والاسكندريةوالشرقية وغيرها من الطرق الأخري ورغم ذلك لن يتحرك أحد وكأن شيئا لم يكن ويبدو ان حياة المواطن المصري ليس لها قيمة في هذا الزمن ويبدو كذلك ان حكومتنا الموقرة وجدت ضالتها المنشودة لتحديد النسل عن طريق حوادث الطرق بعد أن فشلت جميع الوسائل الطبية الأخري!! وحتي لا يتهمني البعض بالمبالغة في الأرقام السابقة والحوادث التي وقعت مؤخرا اعرض في السطور التالية بعضا من تلك الحوادث علي سبيل المثال لا الحصر: * محافظة سوهاج شهدت في نهاية الأسبوع الماضي حادثا مأسويا بطريق الكوامل راح ضحيته 14 شخصا بخلاف المصابين.. التحقيقات كشفت ان عدم انارة الطريق السبب الرئيسي في الحادث الذي وقع بين سيارتي أجرة ونقل وتطايرت جثث الأبرياء علي جانبي الطريق. * محافظة أسوان شهدت في ناهية الأسبوع الماضي حادثا مروعا بالطريق الصحراوي الغربي أمام قرية السباعية.. الحادث أدي إلي مصرع 11 شخصا بخلاف المصابين بعد ان تهشمت بهم السيارة الميكروباص التي كانت تقلهم. * محافظة الشرقية شهدت في بداية الأسبوع الحالي حادثا مروعا آخر راح ضحيته 6 اشخاص في تصادم بين سيارتي نقل بطريق الصالحية الجديدة. * محافظة الاسكندرية شهدت في بداية الاسبوع الحالي حادثا مروعا راح ضحيته 4 أشخاص في تصادم بين سيارتين ملاكي بالطريق الدولي بالعامرية بسبب السرعة الجنونية. حوادث الطرق يا سادة تحولت إلي ظاهرة خطيرة ومرعبة في السنوات الماضية لأنها تؤدي إلي خسائر بشرية واقتصادية فادحة وتحصد ارواح العشرات من الأبرياء يوميا والآلاف سنويا بخلاف المصابين. أسباب عديدة وراء انتشار ظاهرة حوادث بالطرق في مصر منها سوء حالة الطرق السريعة وانتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنحنيات الخطيرة بطول الطرق وعدم وجود رقابة مرورية صارمة للتصدي لرعونة السائقين الذين حولوا الطرق المختلفة إلي سباقات الرالي السريعة ورغم ان الابحاث والمؤتمرات والندوات توصلت إلي أن سوء حالة الطرق وانتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنحنيات من الأسباب المهمة الرئيسية في حوادث الطرق الا ان الحكومة تقف عاجزة عن معالجة هذه العيوب لوقف نزيف الاسفلت الذي يتدفق يوميا علي الطرق المختلفة وانقاذ أرواح الأبرياء الذين تتناثر جثثهم فوق تلك الطرق. ذكرت في نفس المكان من قبل ان الارقام والاحصائيات الخاصة بحوادث الطرق في مصر خطيرة ومرعبة ومذهلة ومخيفة وأكدت ان اكثر من 9 آلاف قتيل و60 ألف مصاب سنويا وهذا يعني ان تلك الحوادث تحصد أرواحا يفوق عددها ضحايا الحروب والأخطر من ذلك ان مصر أصبحت تحتل المرتبة الأولي عالميا في حوادث الطرق. ورغم ان العنصر البشري من الأسباب الرئيسية في حوادث الطرق بسبب الرعونة من قبل قائدي السيارات خاصة النقل الثقيل وتعاطيهم المخدرات والكحوليات اثناء القيادة الا ان الحكومة لم تفكر بعد في تغليظ عقوبة القتل الخطأ والتي لاتزيد علي غرامة مالية بسيطة أو حبس مع وقف التنفيذ حيال هؤلاء السائقين المتهورين الذين يتسببون في ازهاق ارواح الابرياء. أتمني من حكومتنا الموقرة ان تتحرك سريعا لمواجهة كوارث حوادث الطرق لانقاذ أرواح الأبرياء الذين تتناثر جثثهم فوق تلك الطرق.. اتمني أن تسارع حكومتنا الموقرة لإصلاح عيوب الطرق السريعة وإنشاء طرق حديدة.. أتمني أن تكون هناك رقابة مرورية صارمة علي السائقين المتهورين.. أتمني انارة الطرق السريعة وزيادة العلامات الارشادية بطول الطرق بعد أن تبين ان العديد من الحوادث تقع بسبب عدم انارة الطرق.. أتمني سرعة اعداد مشروع جديد لتغليظ عقوبة القتل الخطأ.. أتمني الا يقتصر دور الحكومة علي نقل الجثث والمصابين إلي المستشفيات وصرف الاعانات التي لا تساوي شراء خمسة كيلو جرامات من اللحوم الاثيوبية!! أتمني ان تشعر الحكومة بمأساة أكثر من 9 آلاف أسرة تتدفق دماء ذويهم علي الطرق سنويا.