عادت الحياة إلى طبيعتها بمنطقة محطة الرمل في ليل الإسكندرية الهادئ ، بعد انتهاء المظاهرات المطالبة بمحاكمة مبارك والنظام السابق ، وإغلاق المتظاهرين لطريق الكورنيش، حيث جلس عدد كبير من الناس في ساعة متأخرة من الليل على الكورنيش للاستمتاع بالهواء الطلق منهم السكندريون والمصطافون والسائحون وانتشر بائعو الذرة المشوية والآيس كريم، لكن هل كان لتلك المظاهرات أى تأثير على استمتاعهم؟ وهل عكرت صفو ساعات أرادوا أن يقضوها بهدوء؟ " المشهد" كانت هناك لتنقل لكم رأى الشارع السكندرى كان من بين الجالسين أسرة سكندرية جاءت لقضاء بعض من الوقت في نسمات البحر الهادئة هربا من حرارة الجو في المنازل ليفاجأوا بحرارة الأحداث في الشارع وما حدث من مظاهرات وغلق للطريق حيث قال الزوج "إحنا مش ضد المظاهرات بالعكس إحنا معاها جدا، فعلا حكومة مبارك دى حكومة فاسدة وكان لازم تمشي وكمان لازم يتحاكموا علشان الشباب اللى مات ده دمه ميروحش بلاش لكن مش معنى كده إننا نقفل الطريق ونعطل الدنيا" وأوضح "في ناس عندها مصالح ليه نعطل لهم الدنيا؟! لو في حد تعبان دلوقتي في عربية إسعاف يروح المستشفى إزاى؟! مينفعش اللى بيحصل ده، يطالبوا باللى هما عايزينه وأنا معاهم وبضم صوتي لصوتهم لكن من غير ما نوقف حال الناس وحال البلد". أما الزوجة فقالت "فين إسكندرية بتاعة زمان؟ البلد بقت كئيبة مش هي دي إسكندرية اللى كنا مبنعرفش ننزل من البيت أيام الصيف من كتر المصيفين اللى بيجوها، كانوا بيبقوا ماليين الشواطئ الصبح وبالليل بنلاقيهم ع الكورنيش وبيشتروا ويتسوقوا في محطة الرمل وخالد ابن الوليد والزنقة وكل مكان". دعم الثوار على بعد مسافة قليلة منهم كانت هناك أسرة أخرى لكنها أسرة قاهرية جاءت لتستمتع بصيف الإسكندرية بعد أن إنتهى أبنائهم من فترة الإمتحانات وقد كان ذلك الاستمتاع مضاعفا بالنسبة إليهم كما يقول الزوج " إحنا بنصيف وبناكل وبنشرب ونتفسح واحنا في أمان وبنروح ونيجي عادي جدا" وأشار إلى المتظاهرين قائلا "هما دول التعبانين اللى بيدوروا على حقوقنا كلنا وبيحاولوا يجيبوها لنا بكل الطرق السلمية وبكل رقي لإنهم ناس محترمه جدا وكلنا لازم نشكرهم على اللى بيعملوه ونساعدهم كفاية إنهم محافظين على الأمن بشكل محكم جدا" وعن غلق الطريق قال الزوج "لازم يكون في وسائل ضغط لإن من غير كده مفيش حاجه من المطالب دى هتتحقق، وقفل الطريق بالنسبه للناس العادية اللى زينا مفيش فيه مشكله، العربيات والمواصلات ممكن تمشي من الشوارع الجانبية عادي كمان الترام موجود، وأكيد لازم نتعب شويه علشان مطالبنا تتحقق والرئيس اللى هيجى يعرف إن شعبه مش هيسكت عن الظلم تانى". وسيلة ضغط أما الزوجة فرأت أن هذا الفعل لابد منه كوسيلة ضغط لكن لوقت قصير لعدم تعطيل المصالح العامة للناس وأضافت "لو الموضوع ده أخد وقت طويل من غير لازمه وبقى "عمال على بطال" يبقى أكيد اللى بيعمل كده مجموعة قليله من الحزب الوطني، عايزين يثبتوا إن البلد خربت بعد مبارك لكن ده محصلش وعمره ما هيحصل طول ما الأغلبية النظيفه بتمنعهم". البحث عن أمان وسط عدد كبير من الأسر والمجموعات الشبابية وقف سائح يوناني ينظر إلى أمواج البحر الهادئة تارة ويذهب بنظره تارة أخرى إلى الطريق ليتابع المتظاهرين المطالبين بضرورة محاكمة مبارك والمعتصمين أسفل تمثال سعد زغلول، ويرى أن الوضع غير آمن بالنسبة للسياحة فتلك التظاهرات تؤثر سلبيا على السياحة في مصر بوجه عام على الرغم من عدم وجود مظاهر للعنف ومن السلمية التامة التي تتسم بها المظاهرات وأوضح قائلا "إن عدم وجود حكومة أو شرطة أو رجال أمن كاف لأن يدعو للقلق، من الممكن لأى شخص الآن أن يفعل أى شئ في أى لحظة دون أن يجد من يحاسبه".