يتزاحم عليها العشرات من فقراء فلسطين مع بداية شهر رمضان من كل عام، ليحصلون على وجبات الإفطار التي يتبرع بها رجال الأعمال والمؤسسات والجمعيات الخيرية طوال الشهر، لا سيما مع ارتفاع نسبة الفقر في البلاد. هي "تكية سيدنا إبراهيم" الواقعة في البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية والتي يعود تاريخها- حسب أهالي البلدة- إلى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي، كما سميت بالإبراهيمية لجوراها للحرم الإبراهيمي. ويقول زيد الجعبري، مدير التكية التي تشرف عليها مديرية أوقاف الخليل، إنها تقدم نحو 4 آلاف وجبة إفطار خلال رمضان، وجار العمل على زيادتها لارتفاع عدد الزوار الذين هم من فقراء مدينة الخليل وقراها. ويوضح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أن الوجبات التي تقدمها "التكية" يتبرع بها رجال أعمال ومؤسسات وجمعيات خيرية، مشيرا إلى أن كل عائلة محتاجه تحصل يوميا، على 6 وجبات مكونة من شوربة ولحم وخبز على مدار الشهر. ويتابع: "التكية تقدم حساء القمح للفقراء أيضا طوال أيام العام، كما تقدم في أيام الخميس والجمعة والاثنين اللحوم والدجاج بجانب الحساء". ويعتبر مدير التكية زيادة الإقبال عليها هذا العام، دليل على ارتفاع أعداد الأسر الفقيرة والمحتاجة التي لا تقدر على شراء الطعام في رمضان، موضحا أن الأغنياء يحرصون على تناول حساءها في غير رمضان اعتقادا منهم بأنها مباركة. ويقول الطاهي بالتكية وضاح الجعبري لمراسل الأناضول " إنه يعمل بها منذ 18 عاما وورث المهنة عن عائلته، مشيرا إلى أن العمل بها، يعد مهنه يحسد عليها لما يعتقده أهالي المنطقة بأنها مباركة ومن يتناول حساءها يشفى من الأمراض. أما الطفل إبراهيم الرجوب "9" سنوات فيقول أنه يأتي يوميا إلى التكية لاستلام وجبات الطعام لعائلته المكونة من 10 أفراد، مشيرا إلى أن والده لا يستطيع العمل لإصابته بمرض عضال. طفل آخر يدعى علا الشيخ يضيف " يوميا أذهب للتكية، وأحمل وجبات الفطور لعائلتي، فوالدي لا يستطيع شراء اللحم وعمله بالكاد يكفي لمصاريف البيت الأساسية". وتسعى لجنة التكية حسب القائمين عليها إلى استمرار عملها طوال أيام العام.".