انتشرت ايضا ظاهرة توصيل وجبات الافطار »ديليفري« إلي المنازل.. واستعاض البعض بشنطة رمضان كبديل للمائدة بعد الارتفاع الجنوني لاسعار اللحوم والدواجن. انتشرت هذا العام بعض الظواهر الطيبة التي توضح مدي التلاحم والتكافل بين المواطنين في مساعدة الفقراء وإطعام الصائمين فمثلا نجد انتشار ظاهرة توصيل الطعام للمنازل من موائد الرحمن في عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمساجد ويتم توصيل الطلبات للمنازل لغير القادرين أو توصيل الإفطار لفئات معينة مثل الأسر الفقيرة غير القادرة علي الانتقال للموائد. وننتقل الي مائدة أخري في ميدان رمسيس حيث تقام طوال العام خلف مسجد الفتح لها مكان ثابت تقدم فيه موائد الرحمن ولها مجموعة عمل لإعداد الطعام وتقديمه وتنظيف المكان لليوم التالي وذكر فاعل خير من الذين يشتركون في اعداد المائدة رفض نشر اسمه ان موائد الرحمن بجوار مسجد الفتح مستمرة طوال العام وتتسع لاكثر من الف شخص يتم تقديم الطعام لهم ومعظم مرتادي المائدة من المواطنين المغتربين الذين يأتون الي القاهرة للعمل. كما ان اشتراك اصحاب المحلات في بعض الاماكن مع بعضهم لتقديم مائدة للفقراء هي خير دليل علي التكافل الاجتماعي بين المواطنين. يؤكد سيد عبد الحميد صاحب محل لبيع الفاكهة ببولاق الدكرور انه معتاد كل عام ان يقوم بتجميع مبلغ من المال بالاشتراك مع أصحاب المحلات المجاورة لإقامة مائدة إفطار وكانت تكفي لإطعام حوالي 06 صائما أو أكثر وكانت تكلفنا حوالي 0051 جنيه يوميا ولكن مع ارتفاعه الاسعار لم يعد هذا المبلغ يكفي لافطار هذا العدد فلجأ البعض الي استبدال الموائد بشنط رمضان بسبب ارتفاع اسعار جميع السلع خاصة اللحوم والدواجن والخضروات ولجأ البعض الي شراء مستلزمات البيوت من المواد التموينية من أرز وسكر وزيت وسمن وبعض من سلع رمضان من بلح وقمر الدين وغيرها وتم تعبئتهم في شنط وتوزع علي المحتاجين كبديل للموائد والبعض قرر اعطاء المحتاجين اموالا نقدية لتصبح »صدقة نقدية«. وقام عدد آخر من اهل الخير من القادرين بتقديم وجبات جاهزة للصائمين يتناولونها في منازلهم ويرون ان هذا حل عملي لتقليل نفقات السرادق حتي لا يتعرض البعض لمضايقات من الحي ويقول حسن عثمان انه يقوم بهذا في منطقة المهندسين حيث انه يري ان فيه ستراً لغير القادرين الذين يجدون حرجا في الجلوس علي هذه الموائد إضافة الي ان المحتاج ربما يكون من الافضل له تناول هذه الوجبة في بيته مع أسرته خصوصا أنها تكفي لأكثر من شخصين. وقد انتشرت علي الطرق السريعة موائد اعدها بعض رجال الاعمال ليساهموا في افطار المسافرين والسائقين الذين يعملون علي الطريقين الصحراوي والزراعي. يقول حسن فيصل عامل ان موائد الرحمن هي عمل خيري كبير يجزي الله به القائمين عليه لان ذلك يساعد شريحة كبيرة من المواطنين غير القادرين خاصة العمال الذين يأتون من مختلف محافظات مصر للعمل بالقاهرة مما يجعلهم لا يستطيعون اعداد طعام لانفسهم فيفضلون ان يأتوا الي المائدة ففي مسجد مصطفي محمود يوجد الخيمة المعدة للجلوس بجوار المركز الرئيسي للجمعية وهي تسع نحو الف شخص يوميا وهناك من يأخذ طعاما معه خارج الخيمة وهناك من يقوم بتوصيل وجبات الإفطار الي المنازل من خلال سيارات خاصة بالجمعية ويوجد بعض القائمين علي المائدة يقومون بتقديم الوجبات للجالسين في الجامع المجاور للجمعية وهناك سيارات تحمل وجبات تسير في شوارع القاهرة وتسلم كل من تجده أمامها في وقت الإفطار وجبة خصوصا الذين يجدون صعوبة في مغادرة أماكنهم مثل رجال المرور والحراسة والنظافة. ويتفق معه محمود عطا الله عامل في ان من يساهم في إفطار صائم يكون له اجر كبير عند الله وان الموائد هي مثال علي التكافل وحب الخير والتسارع من اجل مرضاة الله.