مونيكا عياد الخميس , 04 أغسطس 2011 17:57 للفقر تاريخ لا يمكن طيه في حياة الكثير من المصريين، إلا أن شهر رمضان الكريم بمجرد حلوله يمس سحره الفقراء والاغنياء، لينشر بينهم البهجة والسعادة، فيشعر الاغنياء بآلام الفقير ومُعاناته طوال العام، وهو ما ينعكس في انتشار موائد الرحمن في كل شوارع وحواري مصر، والفقير يشكر ربه برضا وحمد علي عطاياه في شهر الخير الذي ينتظره من عام إلي عام بفارغ الصبر. التقت الوفد بفئات المجتمع من أغنياء وفقراء مصر لتعيش معهم أولي لحظات استقبالهم الشهر الكريم، فعلي الرغم من تفاوت مستوي المعيشة بينهم والذي قد يصل من سابع سماء لسابع أرض، إلا أنهم اتفقوا علي الجلوس علي مائدة السعادة لتكريم الله والتعبد له، أقسموا أن يتشاركوا الفرحة وأن يتقاسموا لذة العبادة في الشهر الكريم. «هبة» ساكنة القبور: الإفطار فول والسحور فول.. والحلو «لمة العيلة» سيدة بسيطة يبدو علي ملامحها انها في العقد الثالث من عمرها تسير بعربة محملة بالقمامة يجرها حمار تتوقف من حين لآخر لتجمع الكراتين مع أولاد زوجها الذين تسير معهم ترتدي ملابس متواضعة.. جلباب متسخ من كثرة العمل طوال اليوم في جمع القمامة لكنها تستقبلك بابتسامة بمجرد أن تتحدث معها تقترب منك طفلتها الصغيرة وتسألك عن 50 قرشاً حتي تشتري شيبسي مثل شقيقها.. ومن هنا بدأ حديثي مع «هبة» لتروي عن استقبالهم شهر رمضان وسألتني عن «المايك» علي اعتبار اني مذيعة فأوضحت لها اني صحفية إلا انها لا تعلم ما الفرق بين قناة وصحافة ورغم ذلك تحدثت بفطرية وهي تبدأ في تخيلها لاستعدادات رمضان لتضحك في خجل غير متذمرة علي حالها قائلة «إحنا عايشين زي باقي الناس ممكن نفطر في رمضان علي كوب ماء وبعد كدة ناكل فول وطعمية وممكن لما ربنا يعطف علي خلقه ناكل لحمة أعطاها لنا فاعل خير» وفي السحور قالت انهم من الممكن أن يتناولوا زبادي أو فول حسب المتاح لهم. وبسؤالها عن مسكنها قالت: انها تعيش في عشة في المقابر مع زوجها وزوجته الاولي وأولادهم السبعة وخطيب ابنة زوجها الذي يعمل معهم في جمع القمامة وانها تشعر بفرحة رمضان عندما يتجمع أفراد العائلة معاً في وقت واحد لتناول الفطور. وأضافت وهي فخورة انها تعمل في تلك المهنة منذ فترة إلا انها تعاني من نظرات التحقير والتقليل منها وقالت: «أنا أفضل أني أشتغل كزبالة علي أني أمد ايدي للناس وأشحت». وعن مزاولتها للعمل في شهر رمضان قالت انهم يخرجون للعمل معاً كل يوم في الصباح للعمل حتي العصر ثم يفطرون ويستكملون عملهم حتي المساء حتي يستطيعوا توفير احتياجاتهم الاساسية. ومع رمضان تنتشر موائد الرحمن حتي لا تترك أحداً جائعاً لكن هبة قالت انها تفضل أن تفطر مع عائلتها في عشتها لانها تحب أن تشعر بالجو الاسري لتترك لغيرها فرصة علي مائدة الرحمن. وفي النهاية شكرت «هبة» الله وقالت ربنا مبينساش حد أولاد حلال من يساعدنا أثناء مزاولة عملها باعطائها كيس سكر أو زجاجة زيت. «عزيزة» سيدة الأعمال: اللحوم طبق رئيسي والحلويات ضيف دائم.. والبركة أحسن ما في رمضان انتقلنا للفئة الاخري والتي تمثل طبقة الاغنياء في مصر، مع سيدة الأعمال «عزيزة نور الدين» صاحبة مصانع للملابس في الهرم وقالت إن رمضان شهر للخير والصيام بحلوله يضفي علي البيت بركة. وعن استعدادها لشهر رمضان قالت: في رمضان هناك طقوس خاصة بطبيعة المأكولات فيجب أن يكون هناك حساء الشوربة أولاً للبدء به الفطور ثم تناول المشويات واللحوم والتي تعتبر طبقاً أساسياً علي المائدة ثم تتناول الحلويات الشرقية التي تميز شهر رمضان كالقطايف والكنافة حتي تمد الجسم بالسكريات اللازمة له، وأضافت: نحن نحاول أن نأكل طعاماً صحياً بدون زيادة في حجم الاكل نفسه، الا أنه يجب أن يكون متنوعاً. وعن السحور في رمضان قالت «نتناول زبادي وبعض المشروبات مع الفطائر والفول»، وعن مزاولتها للعمل وسير حركة الانتاج في المصنع قالت: لشهر رمضان طبيعة خاصة في العمل، حيث يتم السماح للعمال بالانصراف قبل المغرب، ليستطيع الجميع الإفطار مع أسرته خاصة أن هناك بعض العاملين يسافرون يوميا فنسمح لهم بالاستئذان قبل موعد الانصراف بساعة. واضافت سيدة الاعمال انها اعتادت علي عمل فطور جماعي في المصنع مع بداية شهر رمضان ليضم جميع العمال علي مائدة واحدة لخلق جو من الود والمحبة بينهم، واستكملت حديثها أن شهر رمضان يزيد فيه اعمال الخير والزكاة علي الاسر المحتاجة. وعن مشاركتها في الموائد التي من المنتظر أن تقام في ميدان التحرير قالت «أنا معنديش أي مانع اشارك في الميدان، وانا بنتي كانت بتنزل بصورة مستمرة للمشاركة مع اصدقائها في الثورة». وعن الاحتفالات في الخيم الرمضانية قالت «كنت زمان احتفل مع اطفال وهم صغار في الخيم الرمضانية.. وفي بعض الاحيان يذهب أولادي مع اصدقائهم لقضاء سهرة والسحور مع اصدقائهم.. الا انه في الوقت الحالي اصبحت البلد زحمة.. ونكتفي بالزيارات العائلية وزيارة الاصدقاء والتي تميز رمضان.