أثارمقترح إلغاء موائد الرحمن وتوجيه نفقاتها المالية إلى جمعيات خيرية توزعها نقدا على المحتاجين الحقيقيين من الفقراء ردود أفعال غاضبة من مختلف فئات المجتمع.. البعض يرى أن فى هذا الإتجاه تضييقا على الفقراء وإلغاءا لأهم مظهر تتميز به مصر عن غيرها فى الشهر الكريم وآخرون يرون أنه تعمد لمنع الخير عن الناس. تقول منى سلطان (موظفة): إلغاء موائد الرحمن تحت أى مسمى شئ نرفضه تماما ولا نرحب بمقترح يفرق الناس الذين يشعرون بالسعادة بإقامة الموائد كل عام خاصة وان هذه الموائد تجمع بين الفقير وغيره من عابرى السبيل الذى يدركه وقت الافطار وهو خارج بيته وهى فرصة لاجتماع المسلمين حتى ولو لدقائق. آستاء عمرو حسن (عامل) من مجرد المطالبة بإلغاء الموائد وقال أن هناك شيئا خفيا وراء هذا الامر والذى سبقه إلغاء الموالد وكل ذلك بحجة انتشار وباء انفلونزا الخنازير واذا كان هذا صحيحا فلماذا إذا لايلغون الرحلات النيلية والحفلات الفنية؟ وتضيف وفاء سيد (ربة منزل) ان المطالبين بإلغاء موائد الرحمن هم أناس لا يدركون معنى الخير فتحويل أموال الموائد الى إعانات للفقراء لم يسعدهم خاصة وانهم سيقومون بشراء متطلبات المنزل من أطعمة وغير ذلك وسرعان ماتنتهى الاموال قبل نهاية الشهر الكريم وهو مايعنى البحث عن فاعل للخير حتى نهاية الشهر. وتقول فاطمة الزهراء محمد (طالبة) لا اتخيل شهر رمضان بدون موائد الرحمن التى نتميز بها عن غيرنا من البلاد والتى تسعد جميع المسلمين فى شهر الصيام وتساءلت كيف يتم إلغاء موائد الرحمن فجأة ويوضع لها البديل بهذة السرعة؟ ولو سئل جميع الفقراء عن رأيهم فى هذا لأجمعوا على رفض البديل حتى ولو كان الافضل لهم. ويؤكد (م.ص) رجل أعمال ومن القائمين بعمل مائدة للرحمن كل عام انه يقوم بالانفاق على الفقراء دون أن يوجهه أحد لانه يبغى بذلك ارتضاء وجه الله سبحانه وتعالى أما إلغاء الموائد فمن شأنه التضييق على الناس فى شهر البر والخيرات ويكفى فى ذلك الابتسامة التى ترسم على وجوه روادها لتجمعهم حول مائدة الله عز وجل فهم لديهم قناعة أن الذى يطعمهم هو الله عز وجل وان هذا من فضل الله وليس العباد. وأوضح (سعد .ر) رجل أعمال انه لم يتوقف عن إقامة مائدة الرحمن التى يقيمها كل عام كما كان يفعل والده وأجداده فهو تعود على لك بخلاف إخراج ما تيسر له من أموال لانفاقها على الفقراء وهذا الامر يتم فى سرية لا يطلع عليه سوى الله عز وجل أما الموائد فيرتادها الفقير والمحتاج وغيرهم ولذلك فإن لها فرحة للقائمين عليها وضيوف الرحمن جميعا وحتى إذا أرغمونا على عدم إقامة المائدة سأقيمها فى بيتى حتى لا أمنع الخير عن الناس. ويرى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى ان شهر رمضان هو شهر تزداد فيه الخيرات والبركات وتهيأ فيه النفوس لفعل الخير ويزداد فيه الثواب و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس فى شهر رمضان مشيرا الى ان موائد الرحمن هى لون من ألوان تكافل المسلمين وتأكيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أفطر صائماً له مثل أجره ) فموائد الرحمن من صور كفالة الفقراء والمحتاجين ولكن لابد أن تكون مائدة الرحمن خالصة لوجه الله لايقصد بها التباهى أو التفاخر بين الناس حتى يحصل المتبرع على ثوابها كاملاً أما مايفعله المسلم من أعمال خير لأجل الرياء والتفاخر فليس له أجر عند الله مؤكدا أن أعمال الخير لا تتضارب ولا تتعارض فمن يقيم حفلات إفطار جماعى أو ينفق أموالا للمحتاجين والفقراء فكلاهما خير للناس أجمعين ما دام يقصد بها وجه الله وخدمة الفقراء. شهرالبر والمودة يؤكد شيخ الأزهر أنه لا يوجد ما يمنع أن تقوم الشركات أو المؤسسات بعمل حفلات إفطار جماعى لزيادة الود والمحبة والتقارب بين أعضائها وبالتالى علينا ان ننصح ونترك جهة تحدد النمط الملائم لها لاعمالها الخيرية والتطوعية خلال الشهر الكريم وكل العام ، وقال ان الهدف من العمل الخيرى تنمية المجتمع للمسلمين وغير المسلمين، وان الصدقات تجوز للمسلم ولغير المسلم أما الزكاة فتذهب لمصارفها الشرعية التى حددها القرآن الكريم مشيرا إلى أن العمل الخيرى لا بد أن يقوم على التكامل والمنافسة فى ابتغاء مرضاة الله تعالى، وقال ان الحفاظ على العمل الخيرى ومؤسساته هوأساس الأمان للمجتمع. تعاون وتنسيق أما مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة فدعا القائمين على اعداد موائد الرحمن ان يتحدوا فيما بينهم ويقرروا اسناد الاشراف على الموائد لاحدى المؤسسات الاهلية والاجتماعية المشهود لها بالكفاءة لضمان نجاحها واستمرارها فى أداء رسالتها، والتعاون والتنسيق فيما بينهم لتعظيم وتعميم الفائدة الاجتماعية لمصلحة الفقراء فى ربوع وقرى مصر مشيدا بالجهود التى تبذلها وزارة التضامن الاجتماعى فى التنسيق بين الجمعيات الخيرية فى توزيع شنط رمضان وغيرها من المساعدات العينية والمالية التى تساهم فى نشر روح التكافل والمودة بين كافة أبناء مصر،كما دعا لتنظيم إخراج الزكاة على قاعدة مؤسسية جمعا وتحصيلا بشكل منضبط بالأحكام شرعية التى اتفق عليها العلماء على أن يتم ذلك بالتنسيق بين المؤسسات المعنية بالزكاة فى العالم من أجل وضع معايير شرعية ومحاسبية لاوعية الزكاة المالية المختلفة وكذلك وضع نماذج محاسبية زكوية تمثل إرشادات للمسلمين، واقترح اطلاق حملة للتكافل والتراحم بين جميع رجال الأعمال والمؤسسات والشركات إلى وقف جزء ولو يسير من أرباحهم للأعمال الخيرية التى تصرف فى المساعى الهادفة إلى القضاء على الجوع بين المواطنين دون تمييز وأن تكون مناسبة حلول شهر رمضان الكريم هو ميعاد انطلاق بداية الحملة كل عام. سنة طيبة ومن جانبه أوضح الشيخ محمود عاشور (وكيل الأزهر السابق ) ان أجر صاحب المائدة متروك إلى الله عز وجل وأن موائد الرحمن التى تقام فى ربوع مصر ومدنها وريفها لافطار الصائمين والتيسير على الفقراء سنة حسنة جزى الله الذين دعوا إليها وعملوا بها خيراً وكتب لهم ثوابها إلى يوم القيامه ، فهذه السنة الطيبة يسرت على كثير من الفقراء صيامهم وإفطارهم وأزالت عنهم التفكير فيما يفطرون عليه من الطعام وهم وأولادهم وذلك من فضل الله الذى يسره لعباده وهداهم إليه وهذه الموائد التى يفطر عليها الصائمون.