شهد المجتمع المصري خلال الآونة الأخيرة جدلا واسعا حول قنوات الرقص المثيرة للشباب، التي دخلت بيوت العديد منا من خلال ما تبثه الأقمار الصناعية، في ظل الثورة التكنولوجية، التى ساعدت على انتشارها. أكد النقاد الفنايين على ضرورة تفعيل القوانين التى من شأنها التصدى لمثل هذه القنوات، لما لها من تأثير سئ على الشباب وتساهم فى تدهور الثقافة العامة، وبث القيم الفاسدة في نفوسهم. وفي هذا السياق أكد الناقد طارق الشناوي إن قنوات الرقص تأخذ منحدرا عاليا فى بدايتها ولكن سرعان ما تقل شعبيتها، مضيفا أن الأفلام الإباحية لا تحقق أية إيرادات في المجتمعات الأوربية كما يظن البعض. وذكر "الشناوي" أن الدولة عليها تفعيل القوانين التي تتصدى لتلك القنوات المثيرة لفئة الشباب، حتى لا يصبح الإسفاف دعامة أساسية فى المجتمع المصرى، مؤكدا أن الدور لا يقتصر على الدولة فقط؛ بل يشمل المجتمع وما به من مؤسسات كالمدرسة ودور العبادة وغيرها فى صناعة حائط صد وهو المتلقى نفسه. واستنكر الناقد الفنى محمود قاسم موقف الدولة الضعيف فى مواجهة مثل هذه القنوات، وما يحدث بها من أفعال مخلة بالآداب، تؤدى إلى تدهور الثقافة العامة للأجيال الحالية، مؤكدا على دور التليفزيون في نقل رسالته، ومشيرًا إلى أن ما تزرعه المدرسة في الطلاب خلال عدة سنوات تهدمه هذه القنوات فى دقائق معدودة. واستكمل حديثه قائلا: "إنه ينتمي لجيل تربى على الفن الراقى الهادف ذي الرسالة الواضحة، لذلك تجدهم يتمتعون بما يعرف بالأخلاق الفطرية، التى سادت المجتمع فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى". ومن جانبها قالت الناقدة خيرية البشلاوي، إن تلك القنوات ليست سوى إرضاء للذوق البلدى، المؤمن بالخرافات والدجل وما يتخلله من جهل مجتمعى، موضحة أن مثل تلك النوعية من القنوات لا يمثل الفن لا من قريب ولا من بعيد، مشيرة إلى انه يجب تفعيل دور المؤسسات التعليمية فى الرقى بالمستوى العام للمشاهد. وأضافت "خيرية" قائلة: "لا نطالب الدولة بغلق مثل هذه الفضائيات؛ بل نطالب بخلق وعى ناقد للمتلقى، من أجل التفريق بين الفن الهابط والفن الهادف، موضحة مدى التأثير السلبى لهذه القنوات على المجتمع، وما يتخللها من ألفاظ بذيئة ينشأ عليها الأطفال، تؤثر فى أخلاقياتهم وقيمهم المجتمعية. وأكدت أن قنوات المسابقات، لا تقل خطورة علي المجتمع من قنوات الرقص، ويجب وضع معايير لاعطاء تراخيص لمثل هذه القنوات، وما بها من عري وإباحية تؤثر علي المجتمع المصري بما فيه من شباب له دور في بناء والتعمير.